قرر الحكم الدولي الدكتور عمار الجنيبي اعتزال التحكيم، اعتراضاً على المعاملة التي لقيها من المدير الفني الحالي للجنة الإنجليزي لي، والتي سببت أزمة بينه وبين اللجنة مستمرة منذ نهايات الموسم الماضي، وكانت سبباً في استبعاده من الترشح لإدارة مباريات كأس آسيا 2023، الذي تستضيفه قطر يناير المقبل، بفضل ما وصفه بالإقصاء والظلم من قبل المدير الفني وسط صمت لجنة الحكم، وذلك رغم اختياره ضمن أفضل طاقم تحكيم في آسيا بحفل الجوائز السنوي لعام 2022، الذي استضافته قطر الأسبوع الماضي. وشدد الحكم الدولي خلال تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، على أنه قرر الاعتزال تماماً، سواء محلياً أو قارياً، رغم اختياره لإدارة مباريات بدوري أبطال آسيا الموسم الحالي وتم تكليفه بمباريات في شرق آسيا بالفعل. وعن إنجاز أفضل حكم فيديو ضمن أفضل طاقم بالقارة، قال: «هذا إنجاز كبير على مستوى القارة، وجاء من تراكمات كثيرة للسنوات الماضية، حيث أدرت العام قبل الماضي نهائي مونديال الأندية وشاركت في مونديال الشباب في بولندا، بالإضافة لنهائي دوري أبطال آسيا، وكانت هناك معايير لدى الاتحاد الآسيوي لاختيار أفضل طاقم وأتشرف بالفوز بالتأكيد». وأضاف: «أشكر كل من تواصل معي بعد هذا الإنجاز، لكن ما يحز في نفسي أن هذا إنجاز للتحكيم الإماراتي وليس لعمار الجنيبي فقط، كوني الإماراتي الوحيد الذي ترشح لتلك الجائزة باسم الإمارات، ولكن اللجنة الحالية خلال فترة الترشيح وبعد إعلان الفوز، لم يتواصل معي أحد، وكأن الخبر كان مفاجأة غير سارة بالنسبة للبعض منهم». وعن سبب الابتعاد عن المشاركات المحلية، رغم إدارته مباريات بدوري الأبطال حتى الآن، قال الجنيبي: «ابتعدت محلياً بسبب اختلاف في وجهات نظر فنية بيني وبين الإنجليزي لي المدير الفني للجنة، وهذا الخلاف استمر طويلاً، رغم أنه كان بسيطاً جداً وكان يمكن حله لو تدخلت اللجنة، ولكنها لم تفعل». وأكمل: «استدعتني اللجنة لاجتماع، فطلبت ضرورة وجود المدير الفني، ولكني فوجئت برفض طلبي، واعتماد اللجنة على تقرير المدير الفني باستبعادي من إدارة المباريات ورفع توصية لمجلس الإدارة بكوني غير قادر على تمثيل الدولة خارجياً» وأشار الجنيبي إلى أن فوزه بالجائزة يعد رداً على هكذا قرار، لذلك قرر إعلان الاعتزال محلياً ودولياً، وقال: «هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ القرار، لأنني لم أجد التقدير المناسب من اللجنة الحالية، لذلك أشكر جميع اللجان السابقة التي عملت معنا، ورأينا منها تقديراً كبيراً لعمل الحكام، على عكس الوضع مؤخراً وتحديداً منذ الموسم الماضي». وأضاف: «خدمت التحكيم 20 عاماً، ومثلت الدولة في بطولات قارية ودولية وعالمية، وأيضاً في الدوري المحلي تشرفت بإدارة أكثر من نهائي لكأس رئيس الدولة وغيرها، لذلك أكتفي بما قدمته في سلك التحكيم، لأن اللجنة الحالية ترى أنني غير مؤهل وغير قادر للعطاء في السنوات المقبلة». وعن بداية الأزمة، وسببها الحقيقي، قال: «لفترة انقطعت عن الاتحاد الآسيوي ثم عدت للمباريات في بطولة الملك سلمان في الصيف الماضي، ولكن تواصلت مع الاتحاد الآسيوي لاحقاً لأعلم ماذا حدث، لأكتشف أن مدير الدائرة الإنجليزي أرسل خطاباً للاتحاد الآسيوي في أكتوبر من العام الماضي، بأنني غير جاهز بدنياً وغير مؤهل لإدارة مباريات، ولهذا السبب تم استبعادي من الترشح لإدارة مباريات كأس آسيا 2023 بالدوحة بسبب هذا التقرير، الذي لم أعلم به إلا في شهر أغسطس الماضي». وتابع: «خضنا في بداية الموسم الماضي اختباراً بدنياً، ولكنه جاء مخالفاً للمعايير، فاعترضت وزملائي على ذلك، فتمت إعادة الاختبار بعدها بأسبوع، بحضور جميع أعضاء اللجنة الحالية، فاجتزنا الاختبار بنجاح، ورغم ذلك قام المدير الفني بإرسال نتيجة الاختبار الذي شهد رسوبنا، إلى الاتحاد الآسيوي، رغم أنه يخالف المعايير، كما أنه لم يرسل نتيجة الاختبار الذي نجحنا فيه بعدها بأسبوع واحد فقط». وعن السبب في الخلاف الشخصي مع المدير الفني الإنجليزي، قال: «كان يلزمنا بتدريبات في توقيت معين، وأنا طبيب وممارس للمهنة ولدي ارتباطات بالعمل، أنهي دوامي في الرابعة عصراً، وأحتاج لبدء التدريبات ليس قبل 6 أو 7 مساء، ولكن مدير اللجنة غير متعاون وطلب أداء التدريبات في الخامسة مساء وهو وقت غير مناسب، فضلاً عن أزمة أخرى وقعت بيننا وابتعدت بسببها عن إدارة مباريات محلية، كانت آخر مباراة الموسم الماضي بين البطائح وعجمان، حيث شهدت المباراة قرارات تحكيمية ضد البطائح، حيث احتسبت ركلتي جزاء وواقعتي طرد ضدهم، وجميعها كانت قرارات صحيحة، ولكني فوجئت بأن المدير الفني اختارني لإدارة مباراة للبطائح ودبا في ختام الدوري، وكانت مباراة حساسة لأنها قد تؤدي إلى الهبوط، وهنا اتصلت على المدير الفني وقلت إن الاختيار غير موفق، لأنني احتسبت ضد البطائح قرارات قوية وفنياً ليس من الجيد وجودي في الملعب لأدير مباراة لنفس الفريق بالأسبوع التالي، نفسياً لا يمكنني ذلك وربما لن يتقبل اللاعبون ذلك، رغم أن قراراتي كانت صحيحة في المباراة السابقة». وأكمل: «لكن المدير الفني رفض وجهة نظري وأصر على موقفه فتمسكت باعتذاري عن المباراة، فأبلغني بأنه سيتخذ ضدي الإجراء ويحرمني من إدارة المباريات، واستمر الأمر منذ ذلك الوقت». وفيما يتعلق برأيه في مستوى التحكيم حالياً وسر لجوء الأندية بكثرة للتحكيم الأجنبي، قال: «زملائي يجتهدون بالطبع، ولكن هناك مشكلة في الإدارة الفنية للحكام بآخر عامين، لأن المدير الفني الإنجليزي، لا يمتلك الخبرة في إدارة الجوانب الفنية، ولكنه يستعين بخبراء الاتحاد الدولي في ورش عمل متباعدة بهدف التطوير ولكنها ليست كافية، التحكيم الإماراتي يحتاج للكثير من العمل ووفرة خبراء فنيين يمتلكون الخبرات اللازمة»، وختم: «أرى أن التحكيم الأجنبي سيخدم الحكام الحاليين ويزيد خبراتهم ولن يؤثر عليهم في شيء، لكن الأمر يحتاج للمزيد من الجهد بالتأكيد».
مشاركة :