كاظم الساهر: الشارقة عاصمة الثقافة والكتاب مصدر إلهام

  • 11/5/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حظي جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 بأمسيّة ثقافيّة وفنيّة مميّزة، استضافت قيصر الأغنية العربية الفنان كاظم الساهر، الذي شارك الحضور شيئاً من مسيرته في عالم الشعر والأدب والألحان، ووجّه لهم العديد من الرسائل القيّمة التي ناهزت في ثرائها أغانيه وألحانه وشكّلت إضافة استثنائيّة لهذا الحدث الثقافي العالمي. وفي مستهلّ حديثه خلال الأمسيّة، توجّه الساهر بالشكر لإمارة الشارقة على استضافته في المعرض، مشيراً إلى أنّه طالما تعدّ الشارقة عاصمة للثقافة، فإنّ القراءة والكتاب سيبقى حاضراً في يد القرّاء، معبّراً عن فخره بأن يكون اليوم جزءاً من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أتاح له فرصة مخاطبة جمهوره. كلمات مؤثرة ووجه قيصر الأغنية كلمات مؤثرة تمنى فيها الأمن والسلامة لأطفال وأهل غزة، وأن تتوقف الحرب التي يدفع ثمنها الأبرياء، وقال: «الفنان يمتلك موقفاً إنسانياً وضميراً حياً بالتأكيد، لا نستطيع أن نقف متفرجين، وحتى لو شعرت بأن لمسة ما سيكون لها أثر فسأقوم بها»، مشيراً في هذا الإطار إلى تعاون مع جمعية الأمم المتحدة للموسيقى الكلاسيكية بإدارة بريندا فونجوفا لتسجيل أغنية تدعو لوقف الحرب وعنوانها «أوقفوا الحرب»، مضيفاً: «وبعد هذه الجلسة سأتوجه إلى نيويورك لتسجيل هذه الأغنية وسنطلقها قريباً، ونأمل أن تصل رسالتنا، وأن نساهم في وقف الحرب التي تلحق بالمدنيين الأبرياء والموت الكارثي للأطفال». القراءة رسالة وتطرّق الساهر في حديثه إلى تأثير الكتاب على حياته، قائلاً: «بدأ هذا التأثير منذ الطفولة، وأذكر موقفاً في سنّ المراهقة ذهبت مع أحد أصدقائي في زيارة لشقيقه، حيث كان أصدقاؤه يتناقشون أحد الموضوعات الفكرية، ولم أكن أعي شيئاً من كلامهم، فدفعني ذلك للبحث والاطلاع لأسجلّ حضوري في هكذا جلسات، وكنت محظوظاً أنّ شقيقي الدكتور حسين من القراء الجيدين، وأخذت أحد الكتب حول هذا الموضوع وباتت الصورة واضحة وازداد وعيي، وعندما بدأت بخوض النقاش معهم شعرت بالارتياح وأيقنت بأن الحياة من دون اطلاع وبدون قراءة تبقى الإنسان في دائرة محدودة، فحتى موهبتي الموسيقية لو لم أدعمها بالقراءة ودراسة الموسيقى فستبقى محدودة، ومن ضمن علمي أيضاً اختيار المفردات والأفكار التي تؤثر في الناس، ولو لم أقرأ فلن أستطيع إيصال رسالتي وألامس مشاعر المستمعين أو أؤثر في المفكرين والمثقفين». القراءة والعائلة وحول أثر القراءة في العائلة، أكّد الساهر أنّ تأثيرها يطال الجميع، مشيراً إلى أنّ الأطفال عندما يقرؤون يذهبون إلى عوالم وأفكار وثقافات مختلفة، فيزداد وعيهم واحترامهم للرأي الآخر، وتُفتح لهم آفاقٌ جديدة في الحياة ومستقبل من فرص العمل. وأضاف: «أيضاً لكسر الروتين في المنزل فإنّ القراءة واكتساب الأفكار ومن ثم الجلوس في حوار مع العائلة تساهم في صنع متعة وقصة جميلة تأخذنا إلى عالم آخر. كما أنّ القراءة للإنسان الذي يعاني من مشكلة عاطفية، تشكّل داعماً وصديقاً له، فعندما يمرّ الإنسان بمشكلة ولا يجد شخصاً يعطيه التوجيهات الصحيحة، فإنّ الكتاب يمنحه الراحة والطمأنينة، بالإضافة إلى أفكار ووسائل جديدة لحل أي أزمة». أعمال وقصائد وانتقل كاظم الساهر للحديث عن الشعر بالقول: «الجمهور العربي خطير، ولديّ جمهور يتذوق الشعر ويحاسبني إذا كان لفظي للكلمة خطأ، فيجب أن أنتبه لكل كلمة وحرف، الشباب متذوقون للشعر وأنا ضد فكرة من يقول إن الناس بدأوا يهجرونه نحو أشكال أخرى، لا أتفق مع ذلك من خلال تجاربي على مدار 35 سنة من تقديم الأعمال والقصائد. وأيضاً لا يمكن أن نظلم الفنون الأخرى وبالتأكيد فهناك ألوان غنائية جميلة وتسعد الجمهور، ولكن أنا أجد في القصيدة ما هو أكثر عمقاً وخيالاً». وتحدّث حول قصيدة «الحياة» مشيراً إلى أنه كتبها كرسالة، وألقى جزءاً منها على مسامع الحضور. أخبار ذات صلة «حصن الاتحاد 9» ينطلق في أبوظبي اليوم تحت رعاية رئيس الدولة.. محمد بن راشد يفتتح الفصل التشريعي الثامن عشر للمجلس الوطني غداً الشعر والقراءة وأضاف كاظم الساهر: «الشعر موهبة، لحنت أول قصيدة في سنّ 12 عاماً وكتبت أول خاطرة في عمر 13- 14، وبدأت أقرأ الشعر في المجلات ودواوين نزار قباني، فقد كنت متأثراً به جداً. وبالتأكيد من دون قراءة فإنّ الموهبة لا تكفي، لا أستطيع أن أكتب قصيدة أو أن أضع لحناً إن لم أقرأ». وعند ذكر نزار قباني فإنّ كاظم الساهر لم يُغفل الحديث عن تأثيره عليه، ليقول: «نزار قباني كان مصدر دعم وتحفيز لي، فعندما كنت أطلب منه في بعض القصائد أن أقوم بتعديل سطر أو ما شابه، كان يعود لي خلال فترة قصيرة ويخبرني ويقول سجّل هذا البيت الجميل، لم يقل سجل هذا السطر، بل البيت الجميل، لقد كان متعاوناً وعظيماً جداً، وهكذا العظماء يكونون دائماً بسطاء». شاعر عظيم وأشاد كاظم بصديقه الراحل الشاعر كريم العراقي بالقول: «مهما كُرم في حياته فهذا قليل بحقه، كان سعيداً جداً عندما تم عمل طابع باسمه. كريم العراقي شاعر عظيم، كان نزار يعتب عليّ إذا تأخرت في قصيدة ما، ولكن إذا كان العمل مع كريم فقد كان يقول لي تمسّك بكريم، ويقول لكريم تمسك بكاظم، نزار كان معجباً بكريم بشكل رهيب وكان يحترمه جداً، وكريم هو من فرض هذا الاحترام، كان يقرأ بشكل واسع». نهضة فنية وأشار الساهر إلى أنّ أرض العراق ولّادة للشعراء الرائعين الذين يكتبون أشعاراً في غاية الجمال. وعبّر عن أمنيته واستعداده كذلك للمساهمة في أي نهضة فنيّة قد يشهدها العراق في أي وقت.وأشار الساهر إلى أثر عائلته وبلده في تكوين شخصيته، بالقول: «شخصيتي بُنيت في البيت بشكل أساسي وساهمت أمي رحمها الله كثيراً في بناء هذه الشخصيّة وتأثرت بها بشكل كبير، وكنت أعجب دائماً كيف تحملت هي ووالدي مسؤولية 10 أبناء في الوقت الذي كان بيتنا يفتقد لكثير من الأساسيات كالمراوح وغيرها، ولذلك فلهم فضل كبير عليّ. أيضاً لبلدي وجمهوري الفضل، وللجيران الذين كانوا يساهمون في التربية كالأهل تماماً». تجارب ومشاهدات وفي الختام، تحدّث القيصر حول أثر القراءة في إحياء الأمل لديه عندما مرّ يوماً ما بحالة صعبة، فقال: «في هذه الحياة نمر بتجارب ومشاهدات، ففي صغرنا نقرأ قصص الخيال ونرى عوالم أخرى، فيكبر إبداعنا، ولكنّ الحياة تفرض عليك أموراً صعبة وتأخذ منك أشياءً جميلة. خلال السنوات الماضية خسرت أعز الناس لديّ، وكنت أمُرُّ من أزمة إلى أخرى، وأفقد عزيزاً ما، ووصلت إلى طريق مسدود بحيث جلست مع نفسي وحيداً لفترة، فأخرجني منها الكتاب والقراءة وكذلك الأصدقاء الطيبون. ضعفت إلى درجة كبيرة ووصلت لمرحلة تمنيت خلالها أن أخرج على المسرح لأصرخ صرخة واحدة وأنتهي، لم تكن هناك متعة وسعادة. جلست مع نفسي وبفضل الإيمان بالله أولاً ثمّ القراءة وكذلك الأصدقاء الطيبين عاد لي الأمل مجدّداً، هذه هي الحياة لابدّ أن نقبلها كما هي».

مشاركة :