توصلت دراسة جديدة إلى أن المرضى الذين يعانون السمنة ومرض السكري من النوع الثاني هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس، إذ وجد باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا رابطا مباشرا بين مستويات الأنسولين المرتفعة وسرطان البنكرياس. وتقدم الدراسة أول شرح مفصل لسبب تعرض الأشخاص الذين يعانون هاتين الحالتين لخطر متزايد للإصابة بخامس أكبر مرض فتاك بين أنواع السرطان في المملكة المتحدة، مع تسعة آلاف وفاة سنويا. وتفيد "منظمة سرطان البنكرياس في المملكة المتحدة" Pancreatic Cancer UK أنه عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعا في البلاد مع تشخيص 10500 شخص عام 2018. ووفقا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، من المتوقع أن ترتفع معدلات الإصابة بنسبة 5 في المائة في المملكة المتحدة بين 2023-2025 و2038-2040. يذكر أن دراسات سابقة ربطت بين سرطان البنكرياس من جهة والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني من الجهة الأخرى، لكنها لم تتمكن من تحديد السبب قبل الدراسة الأخيرة. ووفقا للدراسة الجديدة التي أجريت على الفئران، فإن مستويات الأنسولين العالية تفرط في تحفيز خلايا البنكرياس العنيبية، التي تنتج العصارات الهضمية. هذا التحفيز المفرط يؤدي إلى الالتهاب الذي يحول هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية. ويقول المؤلف المشارك الدكتور جيمس جونسون، الأستاذ في قسم العلوم الخلوية والفسيولوجية في جامعة كولومبيا البريطانية، إنه "إلى جانب الزيادة السريعة في كل من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، نشهد ارتفاعا مقلقا في معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس". وأوضح "تساعدنا هذه النتائج على فهم كيفية حدوثها، وتسلط الضوء على أهمية الحفاظ على مستويات الأنسولين في نطاق صحي، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق النظام الغذائي وممارسة الرياضة وفي بعض الحالات الأدوية". وتشير النتائج الجديدة إلى أن الأنسولين يدعم الوظيفة الفسيولوجية لخلايا البنكرياس العنيبية في إنتاج الإنزيمات الهاضمة، التي تكسر الأطعمة الغنية بالدهون. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الأنسولين دون قصد إلى تعزيز التهاب البنكرياس وتطور الخلايا السرطانية. ويقترح باحثون أن تلك النتائج قد تمهد الطريق لاستراتيجيات وعلاجات جديدة للوقاية من السرطان تستهدف مستقبلات الأنسولين في الخلايا العنيبية.
مشاركة :