أبوظبي- شدد الرئيس الإماراتي لمؤتمر "كوب28" سلطان الجابر أنه "من الضروري أن نقوم بسرعة بتفعيل الصندوق ورسملته" المعني بـ"الخسائر والأضرار" المناخية للدول الضعيفة، لأن "العالم لا يحتاج إلى حساب مصرفي فارغ" بل إلى "صندوق تشغيلي يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً". وجاء حديث الجابر مساء السبت في رسالة للوفود في الجلسة الخامسة والأخيرة تم بثها عبر الإنترنت حول إنشاء الصندوق، وشهدت تحفظات الولايات المتحدة وعدة دول نامية. وتوصلت دول الشمال والجنوب إلى تسوية هشة السبت بشأن الصندوق المستقبلي المعني بـ"الخسائر والأضرار" المناخية للدول الضعيفة، ما يمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي حول هذه القضية الحاسمة لنجاح الفعالية. واعتُبر اعتماد فكرة إنشاء هذا الصندوق من حيث المبدأ النتيجة الرئيسية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين في مصر العام الماضي، وتم تكليف لجنة انتقالية بالمناقشات حول تنفيذه (التشغيل، والجهات المانحة، والمستفيدين، وما إلى ذلك). ويقترح النص إنشاء الصندوق بشكل مؤقت لمدة أربع سنوات على مستوى البنك الدولي، وهو ما قوبل برفض شديد في البداية من الدول النامية التي تتهم المؤسسة بأنها أداة في أيدي الغرب ولا تلبي احتياجاتها. ولا يزال يتعين وضع اللمسات النهائية على نصّ التوصيات والموافقة عليه من البلدان في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ في دبي (30 تشرين الثاني/نوفمبر - 12 كانون الأول/ديسمبر). وقال هارجيت سينغ من شبكة العمل المناخي غير الحكومية إن "التوصيات ضعيفة لأنها لا تذكر حجم الصندوق ولا خطة رسملة واضحة". وتابع "بالإضافة إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى أن تكون العضوية طوعية للدول المتقدمة"، بينما دافع مندوبون من دول الجنوب عن المساهمة الإلزامية، بحكم المسؤولية التاريخية الكبرى للدول الغنية في انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وبموجب هذه المسؤولية التاريخية التي ثبّتتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، تعهدت الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار من المساعدات السنوية للدول النامية. لكن فشلها حتى الآن في الوفاء بهذا الوعد أصبح سبباً رئيسياً للتوتر في مفاوضات المناخ، الأمر الذي أثار مخاوف من مساهمة محدودة من جانب الدول الغنية في الصندوق الجديد. ومعظم تصورات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة تتوقع أن يتجاوز العالم حد 1.5 درجة مئوية خلال الثلاثينات من القرن الحالي. وذكر بحث نُشر الخميس أن تغير المناخ يتسارع وأن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيتجاوز حد 1.5 درجة مئوية هذا العقد، الأمر الذي قال العلماء إنه يتعين أن يقرع جرس إنذار في محادثات كوب28 المعنية بالمناخ هذا العام. وتعهدت دول العالم في اتفاقية باريس المعنية بمكافحة تغير المناخ عام 2015 بإبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية في نطاق 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل النهضة الصناعية، لكن بحثا جديدا أعده فريق من العلماء بعضهم من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) وجامعة كولومبيا، يضيف إلى أدلة تشير إلى أن هذا الهدف بات بعيد المنال بالفعل. وقال جيمس هانسن من معهد الأرض بجامعة كولومبيا المشارك في البحث "القصور في مجتمعنا العلمي هو عدم توضيح الوضع للقادة السياسيين". وكان هانسن من أوائل العلماء الذين حذروا العالم في الثمانينيات من ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض. وزادت درجة حرارة الكوكب بالفعل قرابة 1.2 مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الصناعة. يأتي التقرير الجديد بعد شهور من ظواهر الطقس المتطرفة في أنحاء العالم التي شملت على موجات حر في الصين وسيول عارمة في ليبيا. وكان 2023 أعلى الأعوام حرارة على الإطلاق.
مشاركة :