يعلّق كبار مديري الأصول الأمريكية آمالهم على انتعاش واسع النطاق في أسواق الأسهم لإنقاذ أعمالهم بعد تعرضهم لخروج تدفقات بمليارات الدولارات. وكان مديرو الأسهم والدخل الثابت التقليديون قد تعرضوا لضربة قوية بعد أن خفض المستثمرون من صفقات المجازفة، واختاروا الاكتفاء بصناديق أسواق المال، التي ارتفعت عوائدها بشكل ملحوظ بفضل ارتفاع أسعار الفائدة. ووفقاً لتقديرات انفستمنت كومباني انستيتيوت، تحتفظ صناديق أسواق المال بأكثر من 5.6 تريليونات دولار. وقد ذكر روب شاربس، الرئيس التنفيذي لشركة تي رو برايس، التي تبلغ قيمة أصولها 1.3 تريليون دولار، وسجلت أكثر من 17 مليار دولار من صافي التدفقات الخارجة خلال الربع الماضي، إنهم بحاجة إلى ظروف أفضل تخدم الصناعة، وإنه يتوقع صافي تدفقات خارجة ضخمة في عام 2024، ولا يرجح أن تصبح التدفقات إيجابية حتى عام 2025. وأضاف إنه يتم تشجيع الناس على الانتظار في ظل جني أعلى معدلات للعوائد تمكنوا من اكتسابها منذ عقود عبر صناديق سوق المال، كما أن العالم يسوده حالياً حالة شديدة من عدم اليقين. وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة الأمريكية من قرابة الصفر إلى ما بين 5.25 % و5.5 %، وحافظ على هذا المستوى في اجتماعه الأخير للسياسة النقدية. وتشير أسواق العقود الآجلة إلى أن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة ثابتة حتى منتصف عام 2024 تقريباً. كذلك، فقد ذكر المديرون إن الأداء الفائق لعدد قليل من أسهم التكنولوجيا الكبيرة في مؤشرات الأسهم قد جعل من الصعب أيضاً على مديري المحافظ المتوازنة أن يتفوقوا على مؤشراتهم القياسية. وهناك سبعة أسهم فقط تشكل 28 % من القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وقد دفعت مكاسبها الصناديق المدارة بشكل سلبي إلى الارتفاع، وطغت على بقية الأسهم في المؤشر إلى حد كبير، مما قلل من الأداء النسبي لمديري الصناديق النشطين، الذين يهدفون إلى الاحتفاظ بمحافظ أكثر تنوعاً. وقد صرحت جيني جونسون، الرئيس التنفيذي لشركة فرانكلين تمبلتون، وهي إحدى الشركات النشطة في إدارة الأصول، إنه في ظل هذا التركز الضخم لسبعة أسهم، يكون الأمر محفوفاً بالمخاطر. وقد شهدت الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، وتدير أصولاً بقيمة 1.4 تريليون دولار، خروج ما يقرب من 7 مليارات دولار من التدفقات الصافية خلال الربع الأخير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأداء الضعيف لصندوقها للدخل الثابت ويسترن كور بلس، الذي تأثر باستمرار أسعار الفائدة المرتفعة. وأضافت جونسون إن المتعاملين يشهدون تقلبات لم يروها منذ فترة طويلة. ويأتي تفضيل المستثمرين للاحتفاظ بالنقد بدلاً من إدارة الأموال بصورة نشطة وسط مخاوف بشأن الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط. وعلق سيث بيرنشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة أليانس بيرنشتاين، والتي تدير أصولاً بنحو 670 مليار دولار، قائلاً: إننا ببساطة نمر بفترة من عدم اليقين الجيوسياسي الذي يجعل المستثمرين يحجمون عن ضخ الأموال في الأصول، فيما تتم مكافآتهم بسخاء على ذلك. وكانت شركته قد شهدت خروج تدفقات ليست بالكبيرة حيث قدرت بـ 1.9 مليار دولار في الربع الثالث، تركزت في محافظ المؤسسات، ومحافظ الدخل الثابت، والأسهم الخاملة. وأضاف برنشتاين: إن النفور من المخاطرة، إذا استمر، سيمثل تحدياً حقيقياً بالنسبة لنا، لأنه إذا أصيب المستثمرون بالجمود، فسوف تتباطأ الأسواق. كذلك، أعرب بعض المحللين عن اعتقادهم بأن إحجام المستثمرين عن ضخ الأموال في السوق من المرجح أن يكون بمثابة رياح معاكسة يواجهها المديرون لبعض الوقت. ومن بين هؤلاء أليكس بلوشتاين، المحلل في بنك جولدمان ساكس، الذي وصف عام 2023 بأنه «عام مؤلم حقاً»، فأسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول لا تمثل أمراً إيجابياً بالنسبة لقطاع إدارة الأصول. لكن المديرين يقولون إن ثمة مؤشرات مبكرة على عودة المزيد من المستثمرين إلى الأسواق، ففي منتصف أكتوبر، انخفض النقد في صناديق أسواق المال الأمريكية بمقدار 100 مليار دولار، وهو أكبر تغير أسبوعي منذ عام 2008، حسبما أفاد معهد «آي سي آي». وقالت جيني جونسون إن الجميع بدأوا يتفاءلون بأن الوقت قد حان لبدء إعادة توجيه الاستثمارات إلى الأصول الأكثر مخاطرة، وبمجرد أن يبدأ المتعاملون في الشعور بالارتياح بسبب انتقال الاحتياطي الفيدرالي إلى نهاية الدورة، ستبدأ العودة إلى المخاطرة ولفترة أطول قليلاً، في إشارة إلى الأصول ذات الدخل الثابت التي ستستحق عوائدها في المستقبل الأبعد قليلاً. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :