يواصل أكثر من ٧ آلاف عراقي اعتصامهم المفتوح أمام ثلاث من بوابات المنطقة الخضراء لليوم الثالث، وتوزعت خيامهم هناك وأمضوا ليلتين متتاليتين في انتظار أن تنفذ الحكومة مطالبهم الإصلاحية، وفتحت الجهات المعنية بأمن العاصمة جسري المهورية والسنك، فضلاً عن الشوارع الفرعية لضمان وصول الموظفين إلى دوائرهم بمن فيهم موظفو المنطقة الخضراء. وقال عضو اللجنة العليا للاعتصام محمد الكعبي في اتصال مع «الحياة» أن «المعتصمين أمضوا ليلتهم الثانية بسلام، وسط برامج توعوية وترفيهية وأخرى تثقيفية بماهية الاعتصام وآدابه». وأضاف أن «أكثر من سبعة آلاف معتصم هم ٦ آلاف من أنصار الصدر، الى جانب ما يزيد عن ألف آخرين من التيار المدني وبعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان وقد توحدت مطالبنا بضرورة الإصلاح ومحاسبة الفاسدين». وأوضح ان «المعتصمين توزعوا على ثلاث بوابات أمام الخضراء، الأولى عند الجسر المعلق الذي يربط مناطق كرادة مريم بالزاوية على جانبي نهر دجلة، والثانية قريبة من وزارة الخارجية وفندق الرشيد، والثالثة عند مدخل وزارتي الدفاع والتخطيط، ونصبت الخيام على الأرصفة القريبة من تلك النقاط كي لا تشكل فوضى أو تضييقاً على حركة السيارات أو موظفي المؤسسات ومجلس الوزراء والبرلمان وباقي الدوائر الحكومية في المنطقة الخضراء الذين يزاولون أعمالهم بدون مضايقات وبانسيابية عالية». وأضاف ان «المعتصمين جميعاً ملتزمون الانضباط لإنجاح احتجاجاتنا السلمية وقطع الطريق على المتصيدين بالماء العكر». وكان زعيم التيار الصدري أصدر لائحة بضوابط الاعتصام دعا أنصاره الى العمل بها، تضمنت ٢٤ فقرة من بينها: «عدم حمل السلاح، أو قطع الطرق، والتعاون التام مع الجهات الأمنية، وعدم إزعاج أهالي المنطقة بالصوت او أي أمر آخر، وطاعة اللجان المركزية في كل القرارات وإبعاد العصاة، واستغلال الاعتصام لأمور دينية وعقائدية وعلمية ووطنية وثقافية، والحذر من تناول الأطعمة، إلا من المواكب المخصصة الى جانب توحيد الهتافات الموحدة الوطنية البعيدة عن ذكرنا مطلقاً، وتوحيد المطالب وإعلانها بين الحين والحين من قبل الناطق الرسمي والابتعاد عن المطالب الشخصية، وطاعة اللجان المركزية، توثيق الاعتصام بالفيديو لأهمية الحدث تاريخياً والحيطة والحذر الأمنيين والانتباه الشديد». كما طالب بـ «توحيد اللافتات وتوحيد الراية تحت العلم العراقي حصراً». وأشار عضو اللجنة العليا للاعتصام إلى أن «اللجنة أعدت برنامجاً حافلاً بالفاعليات لشحذ همم المعتصمين وبث روح التفاعل بينهم، حيث شهدت الليلة الأولى عروضاً مسرحية قدمتها رابطة الممثلين الشباب، علماً ان العروض تكررت عند بوابات تمركز المعتصمين ولم تقتصر على بوابة دون أخرى، كما أقيم مهرجان للشعر والخطابة حضره عدد من الشعراء والأدباء والمثقفين، الى جانب تنظيم معارض تشكيلية بالتنسيق مع كبار الفنانين العراقيين حيث عالجت لوحاتهم الهم العراقي». وتابع أن «الوجبة الحالية من المعتصمين سيتم استبدالها بوجبة أخرى الثلثاء، وسيكون عدد المعتصمين ٦ الاف، إذ ان المسجلين لدينا يقدرون بمئات الآلاف وجميعهم يرغب في الاعتصام ولهذا يتم استبدالهم». وأضاف: «تكفلت لجنتنا بشراء خيم الاعتصام الصغيرة التي تتسع لـ ٨ أشخاص، فيما شارك بعض المتطوعين بخيم كبيرة تؤمن مبيت ٥٠ شخصاً وجميعها تحمل أرقاماً، علماً ان جميع معتصمي التيار الصدري يحملون بطاقات تعريف مرقمة، فضلاً عن توفير ثلاث وجبات طعام يومياً لجميع المعتصمين بمن فيهم إخوتنا من التيار المدني والطعام تؤمنه المواكب الحسينية». وأشار الى ان «الاعتصام مفتوح في انتظار توجيهات سماحة القائد سيد مقتدى الصدر». وأكدت الناشطة في مجال حقوق الإنسان أمل العبيدي لـ «الحياة» أن «للمرأة حضوراً فاعلاً في الاعتصامات، وتتوزع النسوة على مخيمات خاصة بهن أمنتها اللجان المشرفة على الاعتصام وجميع المشاركين متعاونون، بما يضمن سلمية الاعتصامات وانضباطها»، ولفتت الى ان «التيار المدني يشارك بأكثر من الف معتصم». وأكد النائب عن كتلة «الأحرار» رسول صباح الطائي في بيان ان «مطالب المعتصمين واضحة ولا تحتاج إلى تشكيل لجنة من السياسيين للاتصال بقيادات أطراف التظاهرات الوطنية لتفهم المطالب». وأضاف ان «المهلة التي حددها زعيم التيار مقتدى الصدر ستنتهي في 29 الشهر الجاري»، وأن «المعتصمين قد يقتحمون المنطقة الخضراء بعد انتهاء المهلة، اذا لم يكن هناك تغيير جذري».
مشاركة :