وائل رفيق يرفد مكتبة التراث بـ«سيرة طيبة»

  • 11/6/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رفد الإعلامي المدني وائل بن محمود رفيق أرفف مكتبة التراث السعودية بسفر نفيس ومنتقى فريد لمعالم المدينة المنورة، جمع في جزأيه أطراف برنامجه الشهير «سيرة طيبة»، ليجوب عبر الشاشة والكتاب أقدس الأزمنة وأطهر الأمكنة، ويحلق بعيدا في فضاء الروحانية ملامسا قلوب المسلمين على امتداد خارطة العالم. استهل المؤلف كتابه بإهداء رقيق ينضح حبا وبرا بأبويه، ووفاء لزملائه في مركز التلفزيون «فريق قناة الإخبارية»، ومدونا أعلى مراتب التواضع وهو يتجرد من حظوظ النفس فيحصر نجاح برنامجه الشهير بضيوفه دون التفاتة منه لفرادة فكرته، وثقافته الملهمة، وأدبه الجم، يقول في المقدمة: «لم يكن هذا البرنامج ليلقى النجاح ويحظى بالقبول لولا تكرم العديد من الرموز المتخصصين في السيرة النبوية العطرة بالظهور المعرفي فيه»، ليمضي بعد ذلك في سردية مشوقة تعيد نسج التاريخ وتشكيل الهوية وتأصيل القيم، تنساب أحرفه بنقاء للحديث عن أكثر من أربعين موضعا متنوعا بينها: «مسجد قباء، جبل أحد، بئر عثمان، سد وادي بطحان، مزرعة سوالة، قصر عروة، بوابة المدينة، سكة الحديد، ميدان الملك عبدالعزيز..»، يستنطق التاريخ على لسان باحثين من مشارب متعددة بوصفهم ذاكرة جمعية وحية تتداول إرثا لا يطاله الترهل مهما تقادم الزمن، يقوض الشوائب والإسقاطات وحشو الكتب والمصنفات، يُعرض عن ضعف بعض الشواهد والمرويات، ليصحح نظرة الجيل تجاه تاريخ عريق وإرث مجيد، ويمنحه ثراء معرفيا بلغة مرنة لا تعرقلها غرابة الألفاظ والتنقيب عن معانيها في قواميس المعاجم. ينحاز المؤلف وهو تلفزيوني باذخ إلى حكمة «البقاء للأثر» فتجده يعتمر قبعة الكتابة حتى لا يساورك شك بأنه لا حرفة له سواها ليؤسس منهجية مغايرة يمتشق فيها البحث والتقصي، بموضوعية لا تقبل التفاوض، ليؤكد للجميع امتلاكه أدوات المثقف الصادق والناصع، وحراسته الأمينة لإرثنا الإسلامي العتيق، وهو ما صرح به في إصداره التوثيقي «حفظ الإرث والإسهام في وصوله إلى أكبر عدد، ليحظوا بقراءة روحانية يسمعون فيها صوت التاريخ الذي دارت رحى أحداثه على أرض المدينة التي تعد متحفا حيا يبهر الملايين».

مشاركة :