طالب مئات الآلاف من المتظاهرين بـ"الحرية لفلسطين"، وذلك في تظاهرة كبيرة شهدتها العاصمة الأميركية واشنطن السبت. ودعا المتظاهرون إلى وقف إطلاق النار في القتال بين إسرائيل وحماس، وطالبوا الولايات المتحدة بوقف تقديم المساعدات لإسرائيل. وقال المنظمون إنها أكبر مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في تاريخ الولايات المتحدة، وشارك فيها ما لايقل عن 300 ألف شخص. كما شارك في المظاهرة عدد من الممثلين والمشاهير. ولم تصدر الشرطة تقديراً رسمياً حول عدد المشاركين في المسيرة. وبعد مسيرة حاشدة بعد الظهر، تظاهر العديد من المحتجين أمام البيت الأبيض. ونشر صحفي من صحيفة "نيويورك بوست" مقطع فيديو قصير يظهر الحشود الغفيرة على موقع "إكس"، تويتر سابقاً، حيث يظهر المتظاهرون وهم يهزون السياج أمام المقر الرسمي للرئيس الأميركي ويلطخون أعمدة بوابة السياج ببصمات الأيدي بطلاء باللون الأحمر. ولم يتمكنوا من الوصول إلى حدائق البيت الأبيض. وكان الرئيس جو بايدن في منزله الشاطئي بولاية ديلاوير يوم السبت. وتم تنظيم الاحتجاج من قبل تحالف الحقوق المدنية والجماعات المناهضة للحرب. وظهر البعض من بين المتظاهرين السلميين إلى حد كبير وهم يحملون لافتات تشير إلى الرئيس الأميركي جو بايدن باسم "جو الإبادة الجماعية" بسبب دعمه لإسرائيل. وقام أحد المتحدثين على المنصة بتحريض المشاركين على الهتاف معه: "من حقنا أن نتمرد! يمكن أن تذهب إسرائيل إلى الجحيم!" وفي فرنسا شارك آلاف الأشخاص في مسيرات دعما للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي كثيف منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر. ففي باريس، ناهز عدد المشاركين بحسب الشرطة 19 ألف متظاهر لوحوا بالأعلام الفلسطينية ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "الحرية لفلسطين". ودعت المتظاهرة ليلى الغربي (46 عاما) إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، فيما طالبت ابنتها إيناس (21 عاما) بـ"أن تتوقف الوحشية". وقالت كلثوم علوش (75 عاما) إنها جاءت "من أجل أطفال غزة وفلسطين". وإلى جانب شعارات الدعم لغزة، هتف المتظاهرون "قاطعوا إسرائيل" و"إسرائيل دولة إرهابية". ولم تحظر الشرطة هذه التظاهرة التي دعت إليها جمعيات ونقابات وأحزاب سياسية، لكنها ذكّرت مسبقا بأنها لن تتسامح مع "أي تجاوز". وتم الإعلان عن نحو أربعين تجمعا آخر في جميع أنحاء فرنسا. وفي ليون خصوصا، جمعت تظاهرة تحت الأمطار الغزيرة حوالي 5000 شخص بحسب المحافظة، وسار المتظاهرون خلف لافتة كتب عليها "رفع الحصار الإجرامي عن غزة، الحرية لغزة". وفي مونبلييه بجنوب فرنسا، نظمت تظاهرة شارك فيها نحو 1750 شخصا بحسب المحافظة. وفي ستراسبورغ بشرق البلاد، شارك 1500 شخص بحسب الشرطة في مسيرة على وقع هتافات "إسرائيل إرهابية، الرئيس إيمانويل ماكرون متواطئ". كما تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في لندن ومدن بريطانية أخرى للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة في خضم القصف الإسرائيلي المستمر منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر. وهو الأسبوع الرابع على التوالي الذي تشهد فيه العاصمة البريطانية مسيرة كبيرة لدعم الفلسطينيين. وتشنّ إسرائيل حملة قصف أودت حتى الآن بأكثر من 9500 شخص في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس. وفي المسيرة التي أقيمت في ميدان ترفلغار بوسط لندن، لوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار. وحملت مجموعة من المتظاهرين دمية من القماش تمثل طفلاً ميتاً قُتل خلال حملة القصف الإسرائيلية. وقالت سما دبابنة (26 عاما) التي جاءت إلى التظاهرة مع أصدقائها الفلسطينيين، إنهم سئموا من تدفق الصور المحزنة من غزة. وتابعت "لقد جئنا إلى هنا لدعم وقف إطلاق النار"، مضيفة "نقضي الأسبوع بأكمله في متابعة الأخبار، وهذا أمر مرهق للغاية، لذا فهذه هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لنا". وقدرت شرطة العاصمة أن حوالي 30 ألف شخص شاركوا في المسيرة في وسط لندن السبت. وقالت إنها اعتقلت 11 شخصا، من بينهم شخص رفع لافتة اعتبرت أنها يمكن أن تحرض على الكراهية. واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجمعة أن تنظيم احتجاجات في 11 نوفمبر، وهو يوم لإحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا في الحربين العالميتين ونزاعات لاحقة، سيكون "استفزازيا وغير لائق". وتظاهر الآلاف السبت بهدوء في برلين ودوسلدورف (غرب) تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يرزح تحت قصف اسرائيلي متواصل ردا على الهجوم الدامي لحركة حماس، ففي برلين، قدرت الشرطة مساء بتسعة آلاف عدد المشاركين، فيما قالت شرطة دوسلدورف في غرب ألمانيا إن العدد ناهز 17 ألف شخص. وغلب الهدوء على التظاهرات لكن قوات الأمن في العاصمة الألمانية أشارت إلى اعتقال نحو ستين شخصا مع تسجيل شكاوى من انتهاك النظام العام. وصودرت في دوسلدورف لافتات تنتقد المحرقة. وفرضت السلطات قيودا صارمة، وأكدت شرطة برلين أن أي "إنكار لحق إسرائيل في الوجود أو الإدلاء بمواقف معادية للسامية، تحض على الكراهية وتشيد بالعنف والإرهاب" يستدعي ملاحقات جنائية. وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت العديد من التظاهرات الداعمة للفلسطينيين في ألمانيا مواجهات عنيفة أحيانا بين المشاركين فيها وقوات الأمن. لكن الأجواء كانت أكثر هدوءا السبت. وحضرت عائلات كثيرة مع أولادها في برلين، ورفعت لافتات كتب عليها "أنقذوا غزة" و"أوقفوا الإبادة" و"وقف إطلاق النار"، وفق مراسلي فرانس برس. ووضع متظاهرون كثر الكوفية الفلسطينية. وتجمع المتظاهرون في ساحة ألكسندر بلاتز بوسط برلين تظللهم الأعلام الفلسطينية وهاتفين "حرروا فلسطين". ونظمت التظاهرة بدعوة من جمعيات عدة داعمة للفلسطينيين تحت شعار "الدفاع عن الحقوق الأساسية الديموقراطية: حرية التعبير أيضا للفلسطينيين". متظاهر يحمل دمية ملطخة بالدماء تعبيراً عن رفض استمرار مجازر غزة (ا ف ب) متظاهرون في أميركا وأوروبا يطالبون بوقف العدوان الاسرائيلي (ا ف ب)
مشاركة :