ارتكب الطيران الروسي مجزرة ثانية خلال يومين قتل فيهما حوالى ٦٠ مدنياً ضمن قصف عنيف على مدينة الرقة في شمال شرقي سورية بالتزامن مع استمرار الغارات على مدينة تدمر الأثرية حيث تدور معارك بين القوات النظامية و «داعش». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الطائرات الحربية التي ارتكبت مجزرتين بحق المدنيين خلال الساعات الفائتة في مدينة الرقة والتي استشهد ضحيتها 55 شخصاً بينهم 13 طفلاً و12 مواطنة ومن ضمنهم سيدة حامل وجنينها، هي طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، حيث استشهد في المجزرة الأولى يوم أمس 16 مواطناً من ضمنهم 8 أطفال و5 مواطنات جراء تنفيذ الطائرات الروسية غارات مكثفة على مناطق السور والصوامع وساحة المجمع وقرب حي الثكنة ومناطق أخرى في مدينة الرقة، بينما استشهد اليوم (أمس) في المجزرة الثانية 39 مواطناً بينهم 5 أطفال و7 مواطنات من ضمنهم سيدة حامل وجنينها، ذلك جراء تنفيذ الطائرات الروسية لأكثر من 10 ضربات استهدفت خلالها مناطق متفرقة في مدينة الرقة». كما قتل 5 عناصر من «الشرطة الإسلامية في تنظيم «داعش» في قصف اليوم (أمس)، وفق «المرصد» الذي أشار الى ان عدد القتلى «مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة ومن ضمنهم مواطنات وأطفال». وقال مدير «المرصد» رامي الرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «الغارات التي نفذها الطيران الروسي ترمي الى «محاولة شل تنظيم داعش ومنعه من إرسال تعزيزات من الرقة الى تدمر (وسط)». وعدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 60 جريحاً بعضهم بحالة خطرة، وفق «المرصد». وسيطر التنظيم على مدينة تدمر التي يطلق عليها اسم «لؤلؤة الصحراء»، في أيار (مايو) 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدا شمين وبل. وبدأ الجيش النظامي السوري معركة استعادة تدمر الأسبوع الماضي حيث أحرز تقدماً ملحوظاً بغطاء جوي روسي. وذكر «المرصد» أن الطيران استهدف السبت تدمر بنحو 70 غارة على الأقل. وأضاف أمس: «استمرت الاشتباكات العنيفة الى ما بعد منتصف ليل السبت- الاحد بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة اخرى في محيط منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، ومعلومات عن تقدم جديد لقوات النظام في المنطقة، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية المزيد من الغارات على مناطق في المدينة ومحيطها». وأعلنت موسكو الاثنين أنها ستسحب الجزء الاكبر من قواتها على الأرض بعدما «أنجزت» مهمتها في سورية اثر تدخل جوي بدأ في 30 أيلول (سبتمبر). وصرحت في الوقت ذاته انها ستواصل ضرباتها ضد «الأهداف الإرهابية» في سورية. وفي الشمال، قال «المرصد السوري»: «تمكن تنظيم «داعش» من السيطرة على قرية كفر صغير قرب المدينة الصناعية بريف حلب الشمالي عقب اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم (امس) مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة فيما لا تزال المعارك العنيفة مستمرة بين الطرفين في القرية، في محاولة لقوات النظام استعادة السيطرة على القرية». كما جددت الفصائل الإسلامية قصفها لمناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردي بمدينة حلب، ما أدى الى سقوط جرحى بينهم مواطنة وطفلها، وفق «المرصد». وأضاف: «استشهد 4 مواطنين من حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي وأصيب نحو 9 آخرين بجروح، جراء قصف الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة مناطق في الحي، خلال الـ 24 ساعة الفائتة». في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» إن اشتباكات دارت «بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة الى قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر في محيط جبل القلعة وعين البيضا وقرية عين السودة بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على مناطق في جبلي الاكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، من دون معلومات عن خسائر بشرية». وكان «داعش» سيطر على مواقع للنظام في ريف حماة الشرقي وسط البلاد، في وقت أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس بأن التنظيم «استعاد نقاطًا في سلسلة جبال المحسة بريف حمص الشرقي خلال المعارك الجارية مع ميليشيات الأسد وحزب الله». وأضافت: «هاجم التنظيم قوات النظام وميلشياته ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤوﺭ الجنوبي الغربي من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي وتمكن من استعادة السيطرة على 3 نقاط في سلسلة جبال المحسة بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن قتلى والاستيلاء على آليات وتدمير أخرى». وكانت فصائل مقاتلة أعلنت ١٣ قرية خاضعة لـ «داعش» شمال حلب مناطق عسكرية. وبحسب بيان نشرته «فرقة السلطان مراد»، فان «قرى تل بطال، تل شعير، صندرة ومزارعها، جكة، شويرين، راعل، دويبق، احتيملات، عادية، ضاهرية، صوران، كفرة، تلالين، هي مناطق عسكرية يُمنع تواجد المدنيين فيها حرصاً على سلامتهم». وكان «داعش» سيطر على قريتي الجكة والكمالية في ريف حلب الشمالي، بعد ساعات من سيطرة كتائب الثوار ضمن غرفة عمليات حور عليهما. ويشهد ريف حلب الشمالي معارك كر وفر بين كتائب الثوار من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخرى. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن «كتائب الثوار وبعد بسط سيطرتها على قرية مريغل في ريف حلب الشمالي مساء الجمعة، وتطهيرها من عناصر «داعش»، شنّت هجوماً عنيفاً على مواقع التنظيم في كل من قرية الجكة شرق قرية يني يابان، وقرية الكمالية شرق قرية دوديان الحدودية مع تركيا، ودارت اشتباكات عنيفة مع بين الطرفين، أفضت إلى سيطرة كتائب الثوار على القريتين وقتل وجرح عدد من عناصر التنظيم. لكن ما لبث تنظيم «داعش» أن شنّ هجوماً على كل من قريتي الجكة والكمالية، لتدور اشتباكات عنيفة حتى صباح اليوم (أمس) استعاد التنظيم على أثرها السيطرة على كلا القريتين، بعد انسحاب كتائب الثوار منهما». وتعرضت قرية مريغل بعد سيطرة كتائب الثوار عليها لهجوم بسيارة مفخخة انفجرت على أطرافها وأدت إلى إصابة عدد من الثوار بجروح، وفق ما أفادت «فرقة السلطان مراد».
مشاركة :