أكدت سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أهمية إرساء ثقافة البحث العلمي لتعزيز صياغة السياسات الملائمة محلياً في قطاع تنمية الطفولة المبكرة. وقالت لـ «الاتحاد»: وضعت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة استراتيجية شاملة لتطوير قطاع الطفولة المبكرة في إمارة أبوظبي، وكان أهمها إعداد البحوث والدراسات المتخصصة في مجال تطوير الطفولة المبكرة والاطلاع على أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والعالمية واقتراح أفضل الحلول والتوصيات، إذ حققت الدراسات من دورة المنح السابقة تقدماً بارزاً، حيث مُنح فيها مبلغ إجمالي قدره 1.2 مليون درهم لخمسة مشاريع أدت إلى توصيات سياسية حول قضايا مثل مكافحة الغياب المستمر في مدارس أبوظبي، وتجارب الأطفال من أصحاب الهمم وعائلاتهم ضمن نظام الرعاية الصحية في الإمارة. وقالت: صممت الهيئة برنامجاً لتمويل المنح البحثية من خلال إطلاق دعوة لتقديم مقترحات بحثية تتناول فجوتين معرفيتين رئيسيتين ضمن قطاع تنمية الطفولة المبكرة، وهما تأخر التدخل المبكر للأطفال أصحاب الهمم والتغيب المتكرر عن المدارس، وتم تقديم 19 منحة بحثية حتى الآن، وإطلاق مجموعة العمل البحثية التي تضم أبرز الباحثين من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمسؤولين عن البحوث في الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة. ولفتت إلى أنه خلال الدورة الثانية للمنح البحثية، قمنا في الهيئة بمنح مبلغ إجمالي قدره 6.6 مليون درهم لدعم 14 مشروعاً بحثياً. وقد تنوعت مواضيع البحوث التي تمت دراستها في هذه الدورة، حيث شملت استكشاف دور الآباء في السنوات الأولى، وتقييم احتياجات العمالة في مجال تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي، ودراسة العادات التي تؤثر في الصحة والتغذية لدى أطفال أبوظبي وعائلاتهم. بهذا يصل إجمالي المنح البحثية للدورتين لنحو 7.8 مليون درهم. أخبار ذات صلة "أبوظبي التقني" وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة يتعاونان لتعزيز التعليم المبكر مسؤولون يناقشون بناء منظومة بحثية أكاديمية داعمة للطفولة المبكرة وتسعى الهيئة من خلال خلوة البحث العلمي وحلقة النقاش الحكومية في مجال تنمية الطفولة المبكرة تحت عنوان «لنتعاون معاً من أجل بيئة بحثية قوية لتنمية الطفولة المبكرة» والتي أطلقت أمس على مدى يومين متصلين إلى ترسيخ وتمكين البحث العلمي وتقوية التعاون بين التخصصات الأكاديمية والقطاعات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة. وقد شهد اليوم الأول تناول عدد من الدراسات والمناقشات لأبرز الأكاديميين وممثلي الحكومة في الدولة تهدف إلى بناء بيئة بحثية مزدهرة في مجال الطفولة المبكرة. وتظهر الدراسات وجود علاقة سلبية بين الوقت الذي يمضيه الأطفال الصغار أمام الشاشات ونموهم بشكل صحي. كما أثبتت الدراسات أن الرعاية والتعليم عالي الجودة منذ الولادة وحتى سن الخامسة يؤديان إلى ارتفاع درجات الذكاء وارتفاع معدلات التخرج من المدارس وانخفاض معدلات الجريمة. وقد وجدت إحدى الدراسات أن التباين في أنماط نوم الأطفال الصغار يرتبط بمؤشرات ضعف جودة النظام الغذائي. وأضافت: هنالك سؤال لا شك أنه يطرح نفسه للآباء والأمهات: هل سبق لكم أن فكرتم في البحوث التي يجريها العلماء مع الأطفال الصغار، وكيف يتمكنون من «دراسة» فلذات أكباد والديهم، وهل تساءلتم من هم المشاركون في هذه الدراسات؟ ومن يقوم بإجرائها؟ وما مدى أهميتها وتناسبها مع مجتمعنا المحلي؟، لذلك آمنت قيادتنا الرشيدة منذ البدايات بأهمية تنمية الطفولة المبكرة من خلال ثقافتها التربوية التي توارثها الأجيال عبر قرون مضت. وأوضحت مدير عام الهيئة: مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة يعتز بإرثه العريق وتاريخه الراسخ، وفي الوقت ذاته يسعى بخطى متسارعة نحو مستقبل قوامه الابتكار والتقدم، مرحّباً أيضاً بالمقيمين والزوار من شتى بقاع الأرض ليشاركوا في هذه المسيرة. إن أسس المجتمع المزدهر تكمن في صحة ورفاهية أصغر عناصره -ألا وهم أطفالنا الصغار منذ بداية الحمل وحتى سن ثماني سنوات- وتنميتهم الشاملة، والتي تتطلب أبحاثاً علمية جادة وحثيثة لما تلعبه من دور رئيسي في صياغة سياسات رصينة تسهم في تنمية الطفولة المبكرة، وترفد بذلك رؤية الازدهار والرفاهية لإمارة أبوظبي خصوصاً ولدولة الإمارات عموماً. وأكدت مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: تعتبر السنوات الأولى من حياة كل طفل فترة حاسمة تتضمن النمو السريع في قدراتهم المعرفية والعاطفية والجسدية، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن أول ألف يوم (أي السنوات الثلاث الأولى) من حياة الطفل تشكل أهمية محورية في تحديد صحة الطفل وتحصيله العلمي ومشاركته الاقتصادية على المدى الطويل. وهذا يؤكد أهمية ضمان حصول أطفالنا على البيئة المناسبة والرعاية والتحفيز خلال هذه السنوات المهمة. وأشارت إلى أن صناعة بيئة ملائمة كهذه تحتاج إلى أكثر من مجرد حسن النية، نحن بحاجة إلى سياسات قائمة على الأدلة لتكون مبادراتنا موائمة لاحتياجات أطفالنا المتنوعة ومجتمعنا الفريد من نوعه من حيث الديموغرافية، وهنا يصبح دور الأبحاث الدقيقة في تنمية الطفولة المبكرة بالغ الأهمية، فمن خلال الاستثمار في البحث العلمي، يمكننا أن نتعرف بوضوح على الاحتياجات والتحديات والفرص الفريدة الموجودة في مجتمعنا. وقالت: يمكن لهذه الرؤى بدورها أن تسهم في صياغة السياسات المصممة خصيصاً للسياق المحدد لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، مما يضمن فعاليتها وملاءمتها للثقافة المحلية. ويتجلى هنا التزام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بهذه القضية عبر مبادراتها لرعاية وتعزيز نظام بحثي أكاديمي متين. ومن خلال التعاون مع المؤسسات البحثية الرائدة في الإمارة والدولة وعالمياً، نهدف إلى تطوير دراسات من مصادر محلية تتعمق في الفوارق الدقيقة والمهمة ضمن قطاع تنمية الطفولة المبكرة في وطننا. وهذه الدراسات لا توفر ثروة من البيانات فحسب، بل تعمل أيضًا على تمكين الباحثين والمعلمين وصناع السياسات في الدولة من العمل معًا على صياغة الحلول التي تتوافق مع قيم مجتمعنا وتطلعاته. وأوضحت مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: إنه من المهم التركيز على البحوث المحلية، ففي حين أن الدراسات التي تجريها المعاهد والجامعات الدولية تقدم رؤى قيّمة، فإن كل مجتمع له خصائصه الفريدة. ومن خلال التركيز على الأبحاث ذات المصادر المحلية، فإننا نضمن أن الاستراتيجيات التي نعتمدها متجذرة في واقع مجتمعنا، مما يجعلها أكثر تأثيراً واستدامة. علاوة على ذلك، فإن هذا الالتزام بالأبحاث يعكس الرؤية الشاملة لقيادتنا الرشيدة في أبوظبي ودولة الإمارات وهي رؤية تنظر إلى أطفالنا كمساهمين نشطين في نمو الإمارة. ومن خلال تزويدهم بالأدوات والبيئة المناسبة منذ نعومة أظفارهم فإننا نبني أرضية صلبة لجيل لا يتسم بالصلابة فحسب، بل يتميز أيضاً بالابتكار والتفكير المستقبلي. وبينت قائلة: إن نجاح هذا الاستثمار يعتمد على مشاركة الأُسر من أولياء أمور وأطفال على حد سواء في هذه العملية. فنحن بحاجة إلى دعم أولياء الأمور الذين يمكنهم المشاركة في البحوث العلمية وهم مطمئنون من أنهم في بيئة آمنة، وأن خصوصيتهم محمية، وأن جميع الاعتبارات القانونية والأخلاقية والمعنوية قد تم أخذها في الاعتبار من قبل الباحثين والإداريين القائمين عليها. ازدهار أضافت مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: إن الوصول إلى هدفنا المتمثل في ازدهار إمارة أبوظبي ودولة الإمارات يبدأ بأعضاء المجتمع الأصغر سناً. وبينما نرسم خريطة الطريق للمستقبل المشرق، فمن الضروري أن نبني قراراتنا على أبحاث دقيقة وصلبة لنتأكد من أن كل سياسة، وكل مبادرة، وكل استثمار في هذا المجال يتم توجيهها جميعاً نحو رعاية الطاقات الهائلة التي تكمن داخل أطفالنا.
مشاركة :