قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا) أن المدنيين يتحملون وطأة الحرب على غزة، معتبرة أن الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء والأطفال هم "أكثر انكشافا على آثار الحرب ويشكلون أعلى نسبة من الضحايا". جاء ذلك ،بحسب بيان صدر اليوم (السبت) عن الإسكوا تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، في ورقة أصدرتها اللجنة اليوم تحت عنوان "الحرب على غزة: الجميع مهمل"، تنظر في تداعيات الحرب الحالية على غزة على الفئات المهمشة فيها، ولا سيما الأشخاص ذوو الإعاقة والنساء. وقالت "يتحمل المدنيون جميعهم جل وطأة الحرب على غزة، وأصبح ذوو الإعاقة والنساء والأطفال فيها اليوم أكثر انكشافا من غيرهم على آثارها، حيث يشكلون أعلى نسبة من الضحايا، ولا يتلقون أيا من خدمات الرعاية الصحية الضرورية من أجل بقائهم على قيد الحياة". وأشارت إلى أن "عدد الأشخاص ذوي الإعاقة كان قد تضاعف في الفترة بين عامي 2007 و2017، فازداد بما قدره 65 ألف شخص كانوا يعانون أكثر من غيرهم من الأحوال المعيشية المتدهورة في ظل الحصار والهجمات العسكرية المتكررة". وحذرت أنه "مع الحرب الحالية، حيث تكاد تكون الخدمات الصحية والمساعدات الإنسانية معدومة، أصبح الأشخاص ذوو الإعاقة معرضين لمخاطر مزدوجة جراء القصف وانعدام القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية". وأشارت الورقة إلى أن "نسبة الأسر التي ترأسها نساء في غزة كانت تبلغ قبل الحرب 11%، حيث تحملت قرابة 46 ألف امرأة مسؤوليات إعالة أسرهن". واضافت "من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم أكثر بكثير نتيجة للحرب الحالية مقارنة بالهجمات العسكرية السابقة، حيث أن هذه الحرب هي بلا شك الأكثر دموية،ما سيؤدي إلى تفاقم المخاطر المحيطة بالمرأة في ظل السياق الهش ومحدودية الموارد". ولفتت الورقة إلى أن "هناك حاليا حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، ومن المتوقع أن تلدن أكثر من 5500 منهن في الشهر الحالي، في وضع أصبحت فيه خدمات الصحة الإنجابية مفقودة نتيجة للدمار الشديد والتشريد وانهيار نظام الرعاية الصحية". وأكدت ان "الإجهاد النفسي والجسدي للمرأة الحامل الناجم عن القصف والعنف والنزوح يؤدي إلى مشاكل صحية قصيرة وطويلة الأجل للأمهات والأطفال". وحذرت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي من أن "عمليات التصعيد العسكري لا تسفر فقط عن إدامة الحلقة المفرغة من العنف، بل تؤدي أيضا إلى أضرار تتوارثها الأجيال، وإلى نسف آفاق التنمية، وبالتالي إلى تعميق الانقسامات الاجتماعية وتفاقم الهشاشة". وشددت على أنه "لابد من مواكبة التدخلات الفورية الإنسانية اللازمة بخطة تنمية مستدامة شاملة لا تستثني أحدا، وتعالج التحديات المحددة التي تواجهها الفئات المعرضة للمخاطر". ودعت إلى "اعتماد نهج ثلاثي يدمج بين التدخلات الإنسانية وبناء السلام وتحقيق التنمية لإرساء الأسس لمجتمع شامل ينعم فيه الجميع بالسلام والازدهار". يذكر أن الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، وتعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.
مشاركة :