القدس - دانت العديد من الدول العربية على راسها الامارات والسعودية ومصر والكويت والأردن وكذلك المنظمات على غرار مجلس التعاون الإسلامي تهديدا أطلقه وزير التراث الاسرائيلي أميخاي إلياهو بأن القاء قنبلة نووية على قطاع غزة من الخطوات التي يمكن اتخاذها لإنهاء الحرب. وأدانت دولة الإمارات تصريحات وزير التراث بحكومة الاحتلال الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة، ووصفتها بـ "المشينة وغير المقبولة". واعتبرت دولة الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء الأحد أن هذه التصريحات "تعد انتهاكا للقانون الدولي، وتحريضا على ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، كما أنه يثير قلقا بالغا بشأن وجود نية لارتكاب جريمة إبادة جماعية". وأكد بيان الخارجية، "رفض دولة الإمارات القاطع للتلويح باستخدام سلاح نووي"، لافتة إلى أن الأولوية العاجلة تتمثل في "الحفاظ على أرواح المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية لهم". وشددت على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء"، مؤكدة على "أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع". ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى "بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإلى دفع كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف، والتوتر وعدم الاستقرار". من جانبها انتقدت السعودية عدم إقالة وزير التراث الإسرائيلي فورا بعد دعوته إلى قصف قطاع غزة بقنبلة نووية حيث نددت وزيرة الخارجية السعودية "بأشد العبارات، التصريحات المتطرفة الصادرة من وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر، والتي تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية". وأضافت "إن عدم إقالة الوزير من الحكومة فورا، والاكتفاء بتجميد عضويته، تعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية، لدى الحكومة الإسرائيلية". وقالت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، إن دعوة الوزير الاسرائيلي قصف قطاع غزة بقنبلة نووية، "دليل تطرف وانحراف في عدد من صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية" حيث جاء ذلك في تغريدة للمتحدث باسم الخارجية أحمد أبوزيد عبر حساب الوزارة في منصة "إكس". وقال أبوزيد "مطالبة وزير إسرائيلي بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة دليل على مدى الانحراف والتطرف الذي لحق بعدد من صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية". وأضاف "على المجتمع الدولي التصدي بحسم لخطاب العنف والكراهية والعنصرية" مشيرا إلى أن "العالم يتحدث عن نزع السلاح النووي ومخاطره، والبعض متعطش للمزيد من الدمار والقتل" في إشارة لدعوة إلياهو. واعتبر الأردن، الأحد، تصريحات وزير التراث الإسرائيلي بأنها "دعوة للإبادة الجماعية لا يمكن السكوت عنها" وذلكفي بيان لوزارة الخارجية. واعتبرت الخارجية الأردنية، في بيانها، أن التصريحات "العنصرية التحريضية والاستفزازية" الصادرة عن أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية حول إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة "دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها". وأضافت بأنها "تحريض مدان على القتل وارتكاب جرائم الحرب، إلى جانب الجرائم التي تُرتكب ضد أهالي قطاع غزة" مبينة أن مثل هذه التصريحات "تمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتصعيداً خطيراً". وطالبت الخارجية الأردنية، المجتمع الدولي "العمل فوراً على التصدي له والتصدي لخطاب الكراهية، من خلال خطوات فعالة من شأنها إلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال على وقف اعتداءاتها المتواصلة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلتين، وانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، مساء الأحد، التصريحات العنصرية لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو بشأن دعوته إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة. وقالت المنظمة في بيان على منصة "إكس": تدين منظمة التعاون الإسلامي التصريحات العنصرية لوزير الثقافة الإسرائيلي بشأن دعوته إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة". وأضافت "تعتبر (المنظمة) أن ذلك يعكس خطاب التطرف والكراهية والتحريض على العنف والإرهاب المنظم وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميا ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والمواثيق والقرارات الدولية". وحسب البيان "تعتبر المنظمة أن هذا الخطاب المرفوض يشكل امتدادا لفكر ارهابي متطرف، ما يستدعي من المجتمع الدولي إدانته، واتخاذ الإجراءات الفعالة لوقف العدوان العسكري والمجازر اليومية وجريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني". من جانبه وصف المتحدث باسم الخارجية الإيراني ناصر كنعاني التهديد باستخدام القنبلة النووية في قطاع غزة بإنه " إنذار" للعالم بأكمله خلال منشور على منصة " اكس" في وقت متأخر من أمس الأحد. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية " ارنا " أن كنعاني كتب " الوحشية غير المحدودة للنظام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المقهور في غزة خلال الايام الأخيرة، بالاضافة إلى تهديد اليوم من جانب أحد الوزراء بهذه النظام باستخدام قنبلة نووية، يعد إندارا للعالم بأكمله". وأضاف" يتعين على العالم أن يقف فورا ضد هذه الفاشية والنظام العنصري ويحمل أنصاره المسؤولية" وقد سارع رئيس الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو الأحد لإعلان تعليق مشاركة وزير التراث في اجتماعات الحكومة "حتى إشعار آخر" بعد تصريح له أيد فيه إلقاء قنبلة نووية على غزة التي تتعرض بالفعل لما وصفتها منظمات ودول عربية وأجنبية لإبادة جماعية. وليس واضحا ما إذا كان تصريح الوزير عن تأييده إلقاء قنبلة ذرية على القطاع على غرار ما فعلت الولايات المتحدة حين ألقت قنابل ذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين في اغسطس 1945، خيارا كان مطروحا على طاولة حكومة الحرب الإسرائيلية أما انه موقف شخصي. لكن مجرد الخوض في مثل هذا العمل يعزز الاتهامات القائمة للحكومة الإسرائيلية بالرغبة الشديدة في إبادة أهل غزة وتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي للقطاع المحاصر منذ سنوات. ويواجه نتنياهو بالفعل ضغوطا شديدة بسبب عدد القتلى الهائل في صفوف المدنيين الفلسطينيين ومعظمهم من النساء والأطفال دون رؤية واضحة لآفاق الحرب وأهدافها. ومن المتوقع أن تثير تصريحات الوزير الإسرائيلي غضبا شعبيا محليا ودوليا باعتبار أن ما تقوم به إسرائيل حاليا لا يخرج عن سياق الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. وقال الوزير اليميني المتطرف لإذاعة "كول بِراما" الإسرائيلية إنه غير راض عن الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على القطاع. وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، وباشرت مؤخرا عملية برية في القطاع الخاضع لحصار مطبق. وردا على سؤال للصحافي عما إذا كان يدعو إلى إسقاط "نوع من القنبلة الذرية" على قطاع غزة "لقتل الجميع"، رد إلياهو "هذا أحد الخيارات". وسارع مكتب نتانياهو إلى الرد على تصريحات الوزير، واصفا إياها في بيان بأنها "بعيدة عن الواقع" ومشيرا إلى أن إسرائيل تحاول تجنيب "غير المقاتلين" في قطاع غزة. وبعد الضجة التي أثارتها تصريحات إلياهو، قال الوزير عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) إن تصريحاته كانت "مجازية". ولم تعترف إسرائيل أبدا بامتلاكها قنبلة نووية. وفي أول رد فعل على تصريحات الوزير، وصفتها حركة حماس بأنها "تعبير عن نازية الاحتلال وممارسته الإبادة الجماعية". وشنت حركة حماس هجوما غير مسبوق في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 في أول أيام الهجمات وفق السلطات. وتحتجز حماس 241 رهينة حسب الجيش الإسرائيلي. وقتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9488 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم 3900 طفل، حسب حصيلة أعلنتها حكومة حماس السبت.
مشاركة :