متابعة الخليج 365 - ابوظبي - سواء كانت تبيع الإعلانات أو الهواتف الذكية أو الرقائق الدقيقة، يجب على شركات التكنولوجيا كلها أن تثبت للسوق أنها في موقع متقدم في السباق نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويقول المحلل المستقل جاك غولد: «إذا كنتم شركة وليس لديكم رسالة خاصة بالذكاء الاصطناعي، فلن تستمروا في العمل لفترة طويلة». ويضيف: «لا شيء آخر يهم الآن. الجميع يحاول إطلاق المنتجات بشكل أسرع والتحدث بصوت أعلى من المنافسين». خلال الأسبوعين الماضيين، نشرت مجموعات التكنولوجيا الرئيسية نتائجها المالية للفترة من تموز/يوليو إلى أيلول/سبتمبر. وقد فاق معظمها توقعات المحللين، لكن تركيز «وول ستريت» كان منصبّاً فقط إلى الذكاء الاصطناعي. وشهدت «غوغل»، الشركة الأولى عالمياً في مجال الإعلان عبر الإنترنت، قفزة في أرباحها الفصلية بنسبة 42% على أساس سنوي، لتصل إلى ما يقرب من 20 مليار دولار، ما يتجاوز توقعات وول ستريت. لكنّ أسهمها خسرت رغم ذلك أكثر من 10% خلال جلستين بسبب النتائج المخيبة على صعيد أعمالها في مجال الحوسبة السحابية الذي يشهد طفرة كبيرة. وقد استقطبت خدمات المجموعة العملاقة في مجال الحوسبة السحابية، شركات ناشئة عدة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، «ما سيؤتي ثماره بمرور الوقت، لكنه في الوقت الحالي لا يكفي لإرضاء المستثمرين»، وفق المحلل في شركة «إنسايدر إنتلجنس» ماكس ويلينز. تُعد الحوسبة السحابية مجالاً رئيسياً لتطوير ونشر ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي جرى تعميمه على نطاق واسع إثر النجاح الكبير لبرمجية «تشات جي بي تي»، وهي واجهة أطلقتها شركة «أوبن إيه آي» قبل عام. ويرى مراقبون كثر في هذه التكنولوجيا منعطفاً ثورياً شبيهاً بما حصل عند ظهور الإنترنت، إذ يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي إنتاج النصوص والصور والأصوات بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية. ويعتمد ذلك على تدريب نماذج اللغة في الحوسبة السحابية، وأنظمة الكمبيوتر التي تجمع كميات كبيرة من البيانات لتتمكن بعد ذلك من «إنشاء» المحتوى. وقد طوّرت «مايكروسوفت»، وهي مستثمر رئيسي في «أوبن إيه آي»، وكذلك غوغل وميتا (فيسبوك وإنستغرام)، نماذجها الخاصة في هذا المجال. ويؤكد المحلل في «إنسايدر إنتلجنس» يوري وورمسر، أن «خدمات الحوسبة السحابية، في مقدمها «أزور» (من مايكروسوفت)، و«إيه دبليو» (من أمازون) و«غوغل كلاود»، بدأت في جني إيرادات من الذكاء الاصطناعي، حتى لو ظلت الكلف أعلى في هذه المرحلة». ويقول: «إن الإثارة تتعلق بالإمكانات المتاحة، والتغيرات المرتقبة، ومدى سرعة التغيير». وترتبط الكلفة الرئيسية في هذا المجال بالمعالجات الدقيقة. وقد فازت شركة «نفيديا» بالجائزة الكبرى قبل سنوات من خلال الرهان على تصميم وحدات معالجة الرسومات، وهي معالجات باهظة الثمن أصبحت ضرورية لمرحلة تدريب برمجيات الذكاء الاصطناعي. يقول جاك غولد: «نحن بحاجة إلى فهم كيفية استخدام هذا الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف»، لافتاً إلى أن «نحو 80% إلى 90% من المهام ستتعلق بالاستدلال، أي الأداء الطبيعي للنماذج، بعد إنشائها». ولذلك حرصت شركة «إنتل» الأمريكية العملاقة في مجال الرقائق الإلكترونية، على تسليط الضوء على إمكانات وحدات المعالجة المركزية (CPUs) الخاصة بها، وهي المعالجات الدقيقة التقليدية. وأكد رئيس المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا بات جيلسنغر، أن «الاستخدام الاستدلالي لهذه النماذج هو الذي سيكون مذهلاً حقاً في المستقبل»، لافتاً إلى أن «هذا النشر سيحصل إلى حد كبير عبر معالجات كزيون الدقيقة الخاصة بنا». أما «أمازون»، التي لم تدرب بعد نموذجها الخاص، فستستثمر ما يصل إلى 4 مليارات دولار في شركة «أنثروبيك»، المنافسة لشركة «أوبن إيه آي». كما ركزت الشركة الأولى عالمياً في مجال التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية على «بيدروك»، وهي أداتها لإنشاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية ونشرها. وقال رئيس «أمازون» آندي جاسي: «من الصعب للغاية تحديد النماذج التي يجب استخدامها، وكيفية الحصول على نتائج موثوقة، مع إبقاء الكلف تحت السيطرة. عملاؤنا يحبون بيدروك6، لأن الخدمة تزيل الكثير من هذه الصعوبات». وحتى «أبل»، التي لطالما حرصت على التمايز من خلال عدم الانسياق التلقائي وراء التيارات السائدة في القطاع، لم تتمكن من الهروب من المسائل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي. وقال رئيس الشركة العملاقة: «نحن بالطبع نعمل على ذلك. لن أخوض في التفاصيل، ولكن يمكنكم التأكد من أننا نستثمر أكثر من القليل في هذا المجال». وينتظر المراقبون الخطوات التي ستتخذها «أبل»، خصوصاً على صعيد مساعدها الصوتي «سيري»، الذي لم يشهد تغييرات كثيرة في السنوات الأخيرة. وأعلنت «أمازون» أخيراً إضافة تدريجية لقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية إلى المساعد الصوتي المنافس «أليكسا». وقالت المحللة في شركة «كرييتيف ستراتيجيز» كارولينا ميلانيسي: «لم يتأخر أحد في السوق التي بدأت للتو، والتي ستتطلب استثمارات، وستبدأ بالشركات قبل أن تصل فعلياً إلى المستهلكين». (أ.ف.ب)
مشاركة :