القاهرة - تستضيف القاهرة خلال اليومين المقبلين لقاء بين رئيسي مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والدولة محمد تكالة، في إطار وساطة مصرية لإذابة جليد الخلاف الذي تفجر إثر مصادقة البرلمان دون سابق إنذار على القوانين الانتخابية في خطوة رفضها المجلس الأعلى للدولة الذي لم يكن على اطلاع على البنود الجديدة، معتبرا أنها "باطلة". وقال عضو بالمجلس الأعلى للدولة الليبي، فضل عدم ذكر اسمه، إن "رئيس المجلس الأعلى سيتوجه اليوم نحو القاهرة لمقابلة رئيس مجلس النواب ومن المرجح أن يلتقي الطرفان خلال اليومين القادمين". وأضاف أن لقاء صالح وتكالة "يأتي ضمن الجهود التي تقودها مصر لحل الأزمة السياسية خاصة بعد إصدار القوانين الانتخابية من قبل مجلس النواب ومعارضة المجلس الأعلى لها". وأوضح أنه "حتى الآن لا توجد أجندة محددة للاجتماع، لكن أتوقع أن يركز الاجتماع حول القوانين الانتخابية الصادرة عن مجلس النواب والخلاف الحاصل بشأنها مع مجلس الدولة". وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أصدر مجلس النواب قوانين الانتخابات ولم يبين ما إذا كانت نفس النصوص التي أقرتها لجنة "6+6" المشكلة من البرلمان والمجلس الأعلى للدولة الذي يرفض إدخال أي تعديلات عليها. واعتبر تكالة أن التشريعات الانتخابية الصادرة عن مجلس النواب "مخالفة للتعديل الدستوري" و"باطلة" وأكد في بيان على "ضرورة التزام المفوضية العليا للانتخابات بالإعلان الدستوري وهو دستور مؤقت وضع بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي 2011 وبما يتفق عليه المجلس الأعلى والبرلمان بكل حياد". ودعا في رسالة وجهها إلى مبعوث الأمم المتحدة عبدالله باتيلي إلى اعتبار ما صدر عن البرلمان من قوانين انتخابية مخالفا للتعديل الدستوري الثالث عشر ومشوبا بعيوب وأخطاء تنحدر به إلى درجة الانعدام، متهما البرلمان أيضا بـ"تجاوز قواعد إدارة التوافق والاختلاف". وطالب المفوضية بالتقيد بالتعديل الدستوري الثالث عشر وعدم إنفاذ القوانين التي صادق عليها مجلس النواب الليبي، مشددا على ضرورة أن تنأى بنفسها عن أي تجاذبات سياسية والحفاظ على دورها الشفاف والمحايد. وفي سياق متصل بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع تكالة الأحد سبل التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة السياسية وتحقيق الاستقرار في ليبيا. ودعا المنفي إلى "حوار أوسع يشمل كل المؤسسات المنبثقة عن الاتفاق السياسي والالتزام بالمهل المحددة بخارطة الطريق واحترام رأي فئات المجتمع أصحاب المصلحة وذلك من أجل الوصول إلى الانتخابات". وتشهد ليبيا صراعا على السلطة بين حكومة عينها مجلس النواب مطلع 2022 وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.