أفاد المختص بالتسويق أحمد المسعري، بأن مجال التسويق المحترف مازال في بداياته بالمملكة، منوهاً بأن المناخ العام خصب، وتشهد الحركة الاقتصادية نمواً كبيراً في القطاعات العامة والخاصة، وغير الربحية أيضاً. وأكد "المسعري" ان علم ومجال التسويق في السنوات الأخيرة شهد طفرة حقيقية، فهو يعد من أهم منجزات رؤية المملكة 2030 لتعزيز العلامة الوطنية، كما لعبت الرؤية دور اً كبيراً في جميع القطاعات، ومنها بالتأكيد التسويق، ففي آخر إحصائية خلُصت إلى أن 58% من السكان في السعودية يستخدمون محركات البحث بشكل عام لمعرفة كل جديد تقدمه العلامات التجارية، كما لاحظنا بأن كثيراً من الجهات قامت بتطوير هويتها وتركيزها على التسويق والتواجد والانتشار لتتواكب مع الرؤية، منوهاً بأن التسويق علم وفن استكشاف وإنشاء وتقديم القيمة؛ لتلبية احتياجات السوق المستهدفة من أجل تحقيق الأرباح، فمن غير التسويق أصبح أي منتج في طي المجهول، لذا أصبح التسويق ضرورة في كل شي بداية من المستوى الشخصي وحتى على مستوى الدول. وحذر "المسعري" من عدم المعرفة بعلوم التسويق، لأنه ليس مجرد صورة أو منشور يتم تداوله للترويج لشيء معين، بل هو بحث ودراسة عميقة لسلوك الفئة المستهدفة، للوصول لجميع الأهداف، سواء كانت تعزيز هوية أو تعزيز بيع، مشيراً إلى أن كثيراً من الشركات تجهل المعايير والمقاييس، وتقوم بالتقييم من منظور شخصي، ونظرة الشركات هنا للتسويق مداها قصير بعكس الشركات العالمية التي تنفذ حملات إعلانية مدتها قرن، مثل حملة قهوة نستليهفي اليابان التي استمرت الحملة طويلاً في تغيير طباع الشعب الياباني، ونجاحها أخيراً في جعلهم يتعلقون بالقهوة، وقد استهدفت الحملة الأطفال لتغيير سلوكهم البشري، وحققت الحملة الترويجية الطويلة مستهدفاتها اخيراً. وأضاف المسعري أننا لدينا كوادر وخبرات عالية، ولكن لم يتم استعمالها، بل العكس استغلت واحرقت لعدم احترام المراحل والاهتمام بكل مرحلة، مثل مرحلة بحث ودارسة المنافسين وبناء الاستراتيجيات، وإن وجدت فهي دراسة لم يتم العمل على أساسها. وعن الارتباط العاطفي بين المستهلك والعلامة التجارية (البراند)، أوضح المسعري، أن الشركات الكبرى تعمل على أن يكون هناك ارتباط عاطفي بين المستهلك، والعلامة التجارية التي لا يقبل أن يتنازل عنها، وهذا علم كبير فالعلامة التجارية كالبشر، والبشر يرتبطون بالعلامات التجارية، من خلال وضع استراتيجية للهوية التجارية وبناء شخصية للعلامة تتناسب وتتوافق مع الفئة المستهدفة.
مشاركة :