ابوظبي - سيف اليزيد - القاهرة (الاتحاد) أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس، مساعدة إضافية قدرها 25 مليون يورو للفلسطينيين في قطاع غزة، وهو ما يرفع إلى مئة مليون إجمالي المساعدة الإنسانية التي خصصها له الاتحاد الأوروبي.وأشارت فون دير لايين، خلال خطاب أمام السفراء الأوروبيين في بروكسل، إلى السعي لإقامة ممر بحري انطلاقاً من قبرص لنقل المساعدة الإنسانية، بشكل منتظم، إلى قطاع غزة.وأكدت أنّ تدفق المساعدات إلى غزة من مصر «ما زال محدوداً جداً»، وأن الاتحاد الأوروبي يعمل على إنشاء طرق أخرى.وقالت فون دير لايين إنه من الضروري أن تسعى إسرائيل «لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين» في عمليتها في غزة. وتابعت: «قلوبنا تنزف على صور الأطفال الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض».وقالت فون دير لايين للدبلوماسيين إنه حتى مع احتدام الصراع، يجب أن يكون هناك «رؤية» لحل الدولتين.في غضون ذلك، عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، اجتماعاً افتراضياً مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حول تطورات الوضع في قطاع غزة، حسبما أفاد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.وأوضح أبو زيد، أن الاجتماع شهد مناقشات صريحة ومفصّلة لتقييم تداعيات الأزمة بكافة جوانبها الإنسانية والأمنية والسياسية، وما يتصل بذلك من ضرورة اتساق الرسائل الدولية الموجهة إلى الجانب الإسرائيلي بحتمية وقف إطلاق النار بشكل فوري، حفاظاً على أرواح المدنيين، وإيصال المساعدات بشكل كامل ومستدام للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة. وشدد شكري على ضرورة اضطلاع الأطراف الدولية بمسئولياتها القانونية والإنسانية والسياسية تجاه إنهاء الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، فضلاً عن تبني مواقف صريحة وواضحة لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين. وأردف المتحدث، بأن شكري وبوريل تبادلا التقييمات بشكل مستفيض حول تردي الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث أكد شكري في هذا السياق على أن الصدمة الإنسانية التي يستشعرها الجميع، ومع تجاوز أعداد الضحايا الفلسطينيين العشرة آلاف، منهم ما يزيد على الأربعة آلاف والثمانمائة طفل في غضون شهر، فضلاً عن الاستهداف العشوائي للآلاف من المنازل ومرافق البنية التحتية وغيرها من المراكز الطبية، تحتم على جميع الدول والأطراف الدولية المؤثرة الدفع تجاه وقف إطلاق النار بشكل فوري.وكشف المتحدث باسم الخارجية، عن أن شكري تطرق كذلك للوضع الراهن للمساعدات الإنسانية عند معبر رفح، حيث أكد على ضرورة توفير المساعدات اللازمة من حيث الكم والنوع بشكل مستدام ودون عوائق، منوهاً إلى الحاجة الملحة لاضطلاع الدول المانحة بمسئوليتها في توفير المساعدات، مثلما تفعل مصر ودول أخرى لا تدخل في مصاف الدول المانحة، وهو ما أيّده المسؤول الأوروبي ووعد بنقله إلى الدول المشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الأسبوع الجاري في اليابان. ومن جانبه، أوضح بوريل، أن الأزمة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة غير مسبوقة بكافة المقاييس، وتتطلب بذل المزيد من الجهود المنسقة للحد من تداعياتها على المدنيين الفلسطينيين. كما ثمن في هذا الإطار الدور الذي تضطلع به مصر لمعالجة تداعيات الأزمة وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدًا حرص الجانب الأوروبي على مواصلة التشاور مع مصر خلال الفترة القادمة حول تطورات الأزمة.
مشاركة :