الصهيونية النازية تواصل مجازرها وتقصف المستشفيات وتطارد النازحين فى غزة

  • 11/7/2023
  • 22:16
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ترتج الأرض رجاً على وقع حمم غارات الفسفور الأبيض والقنابل الزلزالية المحرمة دولياً.. تسقط كرات اللهب على محيط المستشفيات المكتظة بالمرضى وآلاف النازحين بين استغاثات وصرخ وتصاعد سحب الدخان الأسود الكثيف فيما يتدافع الأطفال بينما تغطى الجراح أجسادهم النحيلة فى طابور طويل للحصول على طبق عدس يسدون به جوعهم وعائلاتهم التى ذاقت الأمرين مند شهر، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقى لقوات الاحتلال الصهيونى على الشعب الفلسطينى المحاصر ما بين الموت قصفاً أو جوعاً للشهر الثانى على التوالى. وسط تخاذل دولى دون اتفاق لوقف الحرب المسعورة على القطاع وكان آخرها مجلس الأمن. تواصلت الغارات المكثفة على القطاع فى اليوم الـ32 من الحرب على غزة، فيما تحولت أجواء القطاع لساحة مفتوحة للقنابل الضوئية التى أطلقها الاحتلال التى ارتكبت مجازر جديدة فى مخيمى المغازى والشاطئ وفى حى الزيتون، كما استهدفت بالقصف مبنى تابعاً لمستشفى الشفاء ومحيط المستشفى الإندونيسى شمال القطاع. فيما أعلنت الصحة الفلسطينية قرب نفاد الوقود بعدة مستشفيات. وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 10 آلاف، فيما تنتشر جثامين عشرات الشهداء فى شوارع مدينة غزة فى ظل تحذيرات من كارثة صحية. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة فى بيان صحفى إن إجمالى الإصابات منذ بداية القصف فى الـ7 من أكتوبر وصلت إلى 26 ألف إصابة، فضلاً عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض. وحذر القدرة من عمد الاحتلال لاستهداف المستشفيات فى قطاع غزة واستهداف الأطقم والكوادر الطبية، مشيراً إلى خروج 16 مستشفى و34 مركزاً صحياً عن العمل مطالباً الأمم المتحدة والصليب الأحمر بحماية المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف. وطالب القدرة جميع الأطراف المعنية بتوفير ممر إنسانى آمن لضمان تدفق المساعدات الطبية والوقود وخروج الجرحى. وكذب القدرة رواية الاحتلال عن وجود ممرات آمنة للنازحين إلى جنوب قطاع غزة، قائلاً إن الممرات الآمنة التى يتحدث عنها الاحتلال هى ممرات الموت التى جعل منها الاحتلال مصائد لاصطياد النازحين. وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) استشهاد الصحفى فى الوكالة محمد أبوحصيرة وعدد من أفراد عائلته فى قصف إسرائيلى استهدف منزلهم غرب غزة. وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى بغزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين منذ بداية العدوان الإسرائيلى إلى 49 بارتقاء الصحفى يحيى منيعة من اذاعة القدس. وأوضح أن 70% من سكان قطاع غزة باتوا نازحين قسراً عن منازلهم. وقال المكتب فى بيان صحفى تحت عنوان «أرقام واحصاءات إنسانية مخيفة» إن 2,3 مليون نسمة باتوا نازحين قسراً عن منازلهم بسبب القصف والغارات. وأضاف أن نحو 2%من إجمالى سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جراء هذا العدوان إما شهداء أوجرحى. وأكدت الأطقم الطبية استشهاد 10 وإصابة عدد كبير فى قصف جنونى للاحتلال استهدف منزلا فى خانيونس بالإضافة إلى عدة شهداء ومصابين ومفقودين تحت الأنقاض فى غارات شمال قطاع غزة كما استهدف الغارات العنيفة منازل سكنية ومخزناً للأعشاب فى مناطق متفرقة من القطاع. كما شهدت الساعات الماضية ارتقاء 8 شهداء فى طولكرم والقدس وجنوب الخليل وبيت لحم، وسقط عدد من المصابين ما يرفع عدد الشهداء إلى 163 منذ شهر بالضفة المحتلة بالإضافة على عشرات المئات من المعتقلين. وكشفت بيانات لمنظمة الصحة العالمية أن إسرائيل نفذت 229 هجوماً على مستشفيات ومراكز رعاية صحية منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة فى السابع من أكتوبر الماضى. واسفرت عن استشهاد 509 فلسطينيين من نازحين ومرضى وأطقم طبية، فضلاً عن إصابة 500 آخرين. وأكد كريستيان لين دماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، أن الوضع فى غزة فظيع ونصف السكان نزحوا بحثاً عن مكان آمن، موضحاً أنه لا توجد إمدادات طبية كافية للجرحى فى غزة. وأضاف هناك 28 سيارة إسعاف لا تعمل فى غزة و16 فرداً استشهدوا وهم يساعدون الجرحى، متابعاً: الوضع كارثى فى غزة، ونحذر من تفاقم الأوضاع. وقال كريستيان لين دماير، إن الشعب المصرى كان عظيما ويحاولون دائما إيصال المساعدات لغزة، موضحاً أن المهم هو إدخال المساعدات إلى غزة، خاصة أن الطرق مدمرة، وهناك مواجهات مستمرة. وأعلنت كتائب القسام تدمير 3 دبابات وناقلة جند وجرافة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلى، وذلك فى اشتباكات على مشارف مخيم الشاطئ استخدمت فيها قذائف الياسين 105. فيما تعرضت المواقع الإسرائيلية لهجوم سيبرانى ووضعوا صورة «أبوعبيدة» المتحدث باسم الكتائب. ونجحت المقاومة فى استهداف دبابات وناقلات لقوات الاحتلال توغلت قرب الطريق الساحلى شمال غرب غزة، وأكدت تدمير 24 آلية إسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن «مقاتليها باغتوا القوات الإسرائيلية عن قرب، ودمروا هذه الدبابات جزئياً وكلياً». كما فوجئت قوة محتلة فى المنطقة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا، وأجهزوا على 4 جنود من مسافة صفر، واستهدفت الفصائل دبابة إسرائيلية بـ4 قذائف من طراز «الياسين 105» فى منطقة الأمريكية شمال غربى بيت لاهيا. فيما ارتجت الأرض رجاً فى الداخل الفلسطينى المحتل على وقع المعارك الضارية من جانب المقاومة مع المحتل على الحدود الشمالية مع لبنان. وتأتى تلك التطورات فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو رفضه لوقف الحرب قائلاً «لن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل دون إطلاق سراح الأسرى والمختطفين». وأن إسرائيل ستدرس فترات توقف تكتيكية صغيرة فى القتال فى غزة، وأشار إلى أن قوات الاحتلال ستتحمل المسئولية الأمنية الشاملة فى القطاع لفترة طويلة. وقال وزير الاحتلال يوآف جالانت إن إسرائيل مقبلة على أيام قتال كثيرة، مضيفاً أن جيش إسرائيل سيتمتع بحرية نشاط دون قيود على تفعيل القوة. أكد أمس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش أن غزة «تتحول إلى مقبرة للأطفال»، وأن العديد من النساء والأطفال، وكذلك موظفو المنظمة العالمية والصحفيون، يقتلون فى قطاع غزة. وطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين قائلاً: «إن الكابوس الذى يشهده قطاع غزة هو أكثر من كونه أزمة إنسانية لأنه أزمة للإنسانية وإن تصعيد الصراع هز العالم والمنطقة والأهم من ذلك دمر الكثير من الأرواح البريئة». وأضاف غوتيريش، فى تصريحات أدلى بها فى نيويورك: «إن الكارثة التى تتكشف الآن تجعل الحاجة للوقف الإنسانى لإطلاق النار، أكثر إلحاحاً مع مرور كل ساعة». وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية الآن واحترام جميع الأطراف لكل التزاماتها وفق القانون الإنسانى الدولى الآن ويعنى هذا الإفراج غير المشروط عن الرهائن فى غزة الآن وحماية المدنيين والمستشفيات ومنشآت الأمم المتحدة والملاجئ والمدارس الآن ودخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى غزة بشكل آمن وعاجل. كما أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ مارتن غريفيث أن العدد الكبير للشهداء فى قطاع غزة يجعل العالم أمام تحدٍّ إنسانى. وكتب غريفيث على منصة «إكس» قائلا: «10 آلاف قتلوا فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى يجعلنا أمام تحدٍّ إنسانى». نددت منظمات دولية وأممية بقصف قوات الاحتلال المستشفيات وخزانات مياه ومخابز وألواح الطاقة الشمسية، وحذرت من حرمان سكان غزة من ضروريات الحياة. وحذر المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان من أن حرب التجويع الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة المحاصر بلغت ذروتها، مع استمرار منع الإمدادات الغذائية وقصف المخابز وخزانات المياه. وأشار المرصد فى بيان إلى أن إسرائيل صعدت بحدة من حرب التجويع التى تمارسها بحق المدنيين فى غزة، بهدف مفاقمة الوضع المعيشى الذى وصل مستويات كارثية. وأشار إلى تعمد إسرائيل تركيز هجماتها على المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية التى تعتمد عليها منشآت تجارية ومؤسسات مدنية تعد الطعام ما يحد من قدرتها على مواصلة عملها. وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إن سكان قطاع غزة حرموا من المساعدات وتعرضوا للقتل والقصف خارج منازلهم والتهجير القسرى. وأشارت الوكالة عبر حسابها فى منصة «إكس» إلى أن سكان غزة يخوضون نضالاً يومياً للعثور على الخبز والماء، فى ظل انقطاع التيار الكهربائى الذى يقطع الناس عن أحبائهم وبقية العالم. واعتبرت أن ما يحدث فى غزة «مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة». وقال الدكتور أحد الدخيرى، المدير الإقليمى لأطباء بلا حدود، إن المنظمة فقدت الاتصال بعدد من موظفيها المحليين فى قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلى، مؤكداً ازدياد أعداد المرضى فى مستشفيات قطاع غزة. وشدد المدير الإقليمى لأطباء بلا حدود، عدم قبول قصف المستشفيات فى قطاع غزة التى تؤوى آلاف المرضى. واصل امس تسونامى الغضب الشعبى العالمى اجتياح العواصم العالمية مع اتساع دائرة الرفض لحملات الإبادة الممنهجة التى ينفذها الاحتلال بدم بارد بتصريح رسمى من الولايات المتحدة والغرب ولم تحرك الاستغاثات لوقف الإجرام ساكناً خاصة عقب التصريحات المتطرفة لوزراء الاحتلال والأطباء فى تل أبيب بمحو قطاع غزة من الوجود. واندلعت المظاهرات الشعبية المطالبة بوضع حد للتطهير العرقى الذى يمارسه الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين العزل وشهدت العاصمة الأمريكية واشنطن مظاهرات عارمة مروراً بالعاصمة الفيتنامية الفيتنامية هانوى إلى أمريكا اللاتينية وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا إلى جنوب إفريقيا وعدد كبير من المدن العالمية. وندد الغاضبون بالإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن باعتباره داعماً لما يمارسه الاحتلال الإسرائيلى فى غزة من قتل وتدمير على مدار الساعة بأسلحة وأموال أمريكية. وجسدت مشاهد جنازات الأطفال الشهداء القاسم المشترك بين المظاهرات الشعبية حول العالم ورفع متظاهرون فى جنوب إفريقيا يحمل أحدهم صورة للرئيس الأمريكى جو بايدن كتب تحتها سؤال بالإنجليزية «كم طفلا قتلت اليوم؟». كما تجمع متظاهرون فى العاصمة البريطانية لندن يتجمعون أمام مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) مطالبين بوقف فورى للعدوان الإسرائيلى على غزة. وعمت الاحتجاجات الداعية لوقف العدوان أمام مكتب تمثيل المفوضية الأوروبية فى مدينة ميلانو الإيطالية. وشهدت الأرجنتين مظاهرة حاشدة نظمها نشطاء منظمات حقوقية وإسلامية فى العاصمة بوينس آيرس تندد بالمجازر التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى غزة. وكتب متظاهرون فى الأرجنتين على صورة لتمثال الحرية الأمريكى وأشاروا إلى أن الحرية فى مفهوم الإدارة الأمريكية هى حرية إسرائيل فى قتل الفلسطينيين، كما حمل متظاهرون فى عاصمة كوريا الجنوبية سول لافتة تندد بالدعم الأمريكى لإسرائيل كتب عليها «الدولارات الأمريكية تدعم مجرمى الحرب الإسرائيليين». وامتدت الاحتجاجات المنددة بالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لتشمل يهود إيران حيث شهدت العاصمة طهران، مسيرة تندد بالمجازر الإسرائيلية نظمها المجتمع اليهودى هناك، وواكبتها وقفة احتجاجية للغرض نفسه نظمها يهود فى مدينة أصفهان الواقعة على بعد 340 كيلومتراً جنوب طهران. واجتمع العشرات من يهود إيران، رجالاً ونساء، فى كنيس يوسف آباد بالعاصمة طهران لإدانة جرائم الكيان الإسرائيلى والإبادة الجماعية فى غزة، بحضور زعيم الطائفة اليهودية فى إيران، الحاخام يونس حمامى لاله زار، وممثل اليهود فى إيران عضو البرلمان همایون سامياح نجف آبادى، ورئيس مجلس شورى اليهود الإيرانيين هاراف يهودا غيرامى. وجاء فى بيان باسم يهود إيران «نحن اليهود الإيرانيين الذين يعيشون فى طهران وشيراز وأصفهان ويزد وكرمانشاه، ندين المذبحة الوحشية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى المظلوم فى غزة، الواقع تحت الحصار والمحروم من أبسط الاحتياجات الإنسانية، على يد الكيان الصهيونى الإسرائيلى، ونعلن أن تصرفات هذا النظام تتعارض مع التعاليم اليهودية». وشدد البيان على أن تصرفات إسرائيل مدانة من قبل جميع الأديان والشعوب الحرة فى العالم، قائلاً: «إن دعم الدول الإمبريالية للكيان الصهيونى يجعلها شريكة فى جرائم الحرب التى يرتكبها الكيان، وهم مسئولون عن جرائم القتل المرتكبة ضد الأبرياء». وطالب البيان بعدم استهداف الأماكن المقدسة، ووقف المجازر بحق المدنيين، وإعلان وقف إطلاق النار فورا. كما دعا إلى رفع الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية مثل الوقود والأدوية والغذاء إلى المنطقة، كما نظم العشرات من اليهود وقفة احتجاجية على الجرائم الإسرائيلية فى غزة، بعد تجمعهم فى كنيس تاج داود بالمدينة. وأدان زعيم يهود أصفهان سليمان صادقبور فى كلمة الاعتداءات الإسرائيلية وقال إن «ممارسات الصهاينة تجاه الفلسطينيين مخجلة».

مشاركة :