أكد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أهمية الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في تحديد أولويات العمل الحكومي، وتسليط الضوء على أبرز مستجدات الخطط الحكومية، باعتبارها لقاءً وطنياً يهدف إلى توحيد العمل الحكومي على المستويين الاتحادي والمحلي. جاء ذلك خلال حضور سموه، أمس، جانباً من أعمال هذه الاجتماعات، وجلسةً حوارية عُقدت في الضمن، وتناولت طموح الدولة في تصدير نظم الذكاء الاصطناعي، بمشاركة معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وفيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوّرة. وخلال الجلسة التي جاءت بعنوان: «ما هو طموح دولة الإمارات في تصدير نظم الذكاء الاصطناعي؟»، استعرض معالي عمر العلماء وفيصل البناي أبحاث التكنولوجيا المتطورة، والمقومات والإمكانيات الكبيرة التي تتفرد بها الدولة وتؤهلها لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم. وقال معاليه إن المستقبل سيكون للحكومات الاستباقية القادرة على تطوير أدواتها في مجالات التكنولوجيا ومواكبة تقدمها المتسارع، وخصوصاً في العلوم الرقمية وقطاع الذكاء الاصطناعي الذي يشهد توسعاً في تقنياته وأدواتها واستخداماته، مشيراً إلى أن الإمارات كانت من الدول السبّاقة في ترسيخ بنية تحتية ورقمية تعتبر من بين الأفضل عالمياً، وتؤهل الدولة لريادة قطاعات المستقبل الواعدة. ركن أساس وأضاف معاليه، أن الإمارات تدرك الأهمية الاستراتيجية القصوى لمجال الذكاء الاصطناعي، كما تدرك أن المسارعة إلى اقتناص فرصه الذهبية باتت تعتبر الركن الأساس في قيادة تطوره مستقبلاً. وبالاعتماد على المقومات الاستثنائية التي تمتلكها الدولة، فإنها تواصل استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي وإمكانات تبنيه أدواته في القطاعين الحكومي والخاص، خصوصاً مع الدور المحوري لهذا القطاع في تسريع ومضاعفة نمو الاقتصاد الرقمي، والارتقاء بالخدمات الحكومية، وتطوير مختلف القطاعات ومجالات الحياة الأخرى. وأكد أن رؤية الإمارات تقوم على ابتكار أساليب تراعي تحديات الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقاته، وتحقق التوازن بين تبني أدواته وحلوله مع ضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي، كما تعمل لتحقيق هذه الريادة عبر شراكة كاملة بين القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك من خلال شراكاتها مع المجتمع العالمي. وأشار الوزير إلى أن الإمارات اعتمدت مبكراً استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي يشرف على تنفيذها مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي، عبر مبادرات نوعية لجعل الدولة منصة اختبار لهذه التكنولوجيا، ومركزاً عالمياً لتقنياته، وتقديم خدمات معززة بتكنولوجيا متطورة، إلى جانب برامج للتدريب والتأهيل وتبني المواهب والأبحاث وتطوير البيانات». تصدير نُظم من جهته أكد فيصل البناي أن الإمارات ببنيتها التحتية والرقمية المتفوقة، وبيئتها الداعمة للابتكار والمواهب وتبني الحلول التكنولوجية ذات التأثير الإيجابي على تحسين جودة الحياة، مؤهلة لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها ضمان توفير فائدة الذكاء الاصطناعي للجميع، عبر تعزيز مجتمع المصادر المفتوحة. وتوسيع إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقال إن الإمارات لديها جميع المقوّمات لترسيخ منظومة تكنولوجية متقدمة، وهي تعيش اليوم عصراً ذهبياً في هذا المجال، «وما نتطلع إليه اليوم من خلال هذا التوجه الاستراتيجي للدولة، هو تكثيف وتوحيد الجهود لتحقيق التحول الشامل نحو تطوير التكنولوجيا في الدولة ونقلها عالمياً». مشيراً إلى أن مركز العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة طور واحداً من النماذج اللغوية الرائدة على مستوى العالم، وأصدر 4 نماذج لغوية أولها «نور»، وهو نموذج باللغة العربية أطلق في أبريل 2022، ثم «فالكون 7 بي» و«فالكون 40 بي» في مايو الماضي، ثم «فالكون 180 بي» في سبتمبر الماضي. وقد نالت نماذج فالكون إقبالاً واسع النطاق، واعتلى نموذج «فالكون 180 بي» قائمة أفضل النماذج اللغوية متقدماً على نموذج «Liama-2-70B» من شركة ميتا. وبين أنه مقارنة بالنماذج اللغوية، صنف «فالكون 180 بي» مباشرة بعد نموذج «GPT-4» من OpenAI، وقدم أداء مشابهاً لنموذج «PaLM 2 Large» من غوغل. وأضاف البناي أن معهد الابتكار التكنولوجي التابع للمجلس يضم 10 مراكز بحثية تشمل مركز المواد المتقدمة، والعلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، والروبوتات المستقلة، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة، وعلم التشفير، والطاقة الموجهة، وأنظمة الدفع والفضاء، والكوانتوم، والأنظمة الآمنة، كما يضم فريق عمل من أكثر من 900 باحث بينهم أكثر من 200 مواطن، ما أسهم في إصدار نحو 900 منشور علمي وتسجيل 39 براءة اختراع. إضاءة واضحة وشدد البناي على أن ذلك كله يقدم إضاءة واضحة لما يمكن أن تحققه الإمارات في توجهاتها لأن تكون مركزاً رئيسياً لتصدير نظم الذكاء الاصطناعي، كما استعرض أمام الاجتماعات السنوية التحديات والمتطلبات والفرص العظيمة المتاحة في هذا المجال. مؤكداً ضرورة التقدم بسرعة لاقتناص هذه الفرص مع تزايد التحديات والقيود العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى تكثيف وتوحيد الجهود وبناء الشراكات القوية ووضع الخطط المنسقة والشاملة ودعم الممكنات الرئيسية لتحقيق الإنجازات المطلوبة والمستهدفات لريادة هذا القطاع المستقبلي المهم. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :