أجرى مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بشؤون الطاقة، آموس هوكشتاين، أمس، زيارة خاطفة لبيروت استمرت ساعات، التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ونائبه إلياس بوصعب، وقائد الجيش العماد جوزيف عون. وجاءت الزيارة بعد جولة ميقاتي على عدد من دول المنطقة، وعقده لقاء إيجابياً بعمّان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في إطار مساعٍ لبنانية رسمية لتوفير خطة سياسية متكاملة لمنع أي سيناريو إسرائيلي لنقل المعركة للبنان، وسبل توفير مظلة حماية عربية ودولية له. وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإنّ عناوين زيارة هوكشتاين شملت ضرورة منع التصعيد بالجنوب، والبحث عن حل سياسي بدلاً من الحرب، ولم تغب عنها لا ملفات رئاسة الجمهورية ولا ملف تثبيت الحدود الجنوبية، كما أنه أثار احتمال أن يشكّل لبنان «جبهة مساندة» بمفاوضات تبادل الأسرى، والوصول لهدنة إنسانية بغزة. وقال هوكشتاين بعد لقائه بري بعين التينة إن واشنطن لا تريد تمدّد التصعيد من غزة للبنان، وتدعو لتطبيق كامل للقرار 1701. وهوكشتاين الذي أنجز اتفاقا غير مسبوق لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، كان يتولى وساطة لترسيم أو تحديد الحدود بين بيروت وتل أبيب قبل هجوم 7 أكتوبر واندلاع حرب غزة. وتأتي زيارته قبل كلمة مقررة للأمين العام لحزب الله، السبت، ستكون الثانية منذ اندلاع الحرب، وفي وقت تتصاعد تدريجيا سخونة الجبهة بجنوب لبنان بين مقاتلي الحزب المدعومين بمقاتلي فصائل فلسطينية، وبين الجيش الإسرائيلي. وبحسب ما تفيد المصادر، فإن هناك تمايزاً بين هوكشتاين وبلينكن، الذي ظهر أنه مؤيد لإسرائيل، فيما هوكشتاين وانطلاقاً من تجاربه السابقة يعرف الوضع تماماً، وهو يعتبر أنه لابدّ من الحديث مع إيران لحل أي ملف بالمنطقة، خصوصاً بلبنان. وبالتالي تندرج الزيارة بخانة نقل الرسائل وتبادلها على قاعدة المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وحزب الله من خلال الرسائل التي نقلها هوكشتاين للمسؤولين الذين التقاهم. وكان نصرالله قد هدد بكلمته الأولى يوم الجمعة الماضي، التي خلت من أي إعلان لتصعيد الجبهة ضد إسرائيل، باستهداف الأميركيين. وبعد الكلمة صعّدت إسرائيل ضرباتها بلبنان، وأصابت طواقم إسعاف وقتلت 3 فتيات مع جدتهنّ قرب عيناتا، رغم تلويح نصرالله بمعادلة «مدني مقابل مدني». وقبيل وصوله للبنان، أجرى هوكشتاين اتصالات عديدة بعدد من الأفرقاء اللبنانيين وبالقطريين، انطلاقاً من علاقته معهم، خصوصاً بعد عملية ترسيم الحدود البحرية، ولما لقطر من دور أساسي بملف البحث عن تهدئة بغزة. وأفادت معلومات بأن هوكشتاين التقى مدير الأمن العام، السابق اللواء عباس إبراهيم، الذي يشارك بالوساطات الدولية للتوصل لصفقة تبادل أسرى بين «حماس» وإسرائيل. وكان قد نجح في إتمام تبادل للسجناء بين إيران والولايات المتحدة، كما ساهم في وساطات خلال الحرب الأهلية بسورية. وقالت «الحدث» إن هوكشتاين سيتفاوض في بيروت بشأن ملف الرهائن الإسرائيليين مع وسيط من «حماس». وتقول المصادر الغربية إن هوكشتاين يتابع التطورات، وحريص على ما أنجزه واستكماله، لذلك لابدّ له أن يتدخل ليستمر، للوصول لإعادة البحث في تثبيت الحدود البرية، وتطبيق القرار 1701، بعد تكريس الاستقرار ومنع توسع الجبهات.
مشاركة :