ألقى العاهل البريطاني تشارلز الثالث أمس خطاب العرش للمرَّة الأولى منذ خلف والدته، حيثُ حدَّد بصفته ملكًا، أولويَّات الحكومة البريطانيَّة أمام البرلمان، في إطار تقليد سياسي يجذب اهتمامًا خاصًّا مع اقتراب الانتخابات.غير أنَّ هذا التقليد الذي تطغى عليه مظاهر الأُبَّهة، والذي يعود إلى قرون عدَّة، ليس الأوَّل تمامًا بالنسبة إلى الملك.فعندما كان تشارلز لا يزال وريثًا للعرش، تلا الخطاب الأخير للعرش في مايو 2022 نيابةً عن الملكة إليزابيث الثانية، التي كانت صحَّتها هشَّةً.يومها جلس على العرش المخصَّص لزوج أو زوجة الملك، وبقي عرش أمُّه فارغًا، حيث وُضع تاجها على وسادة مخمليَّة.وقبل وصول الملك إلى قصر ويستمنستر، قام «حرَّاس الملك»، الذين يشكِّلون أقدم فيلق عسكري في الجيش البريطاني، بتفتيش الأقبية؛ بحثًا عن متفجِّرات في إطار إحياء ذكرى «مؤامرة البارود»، التي وقعت في العام 1605، حينما أراد الكاثوليك تفجير البرلمان، خلال وجود الملك البروتستانتي جيمس الأول لإلقاء خطابه.وعند وصوله، أخذ الملك الذي يرتدي التاج الإمبراطوري الاحتفالي، مكانه في مجلس اللوردات، قبل أنْ يذهب سيد «العصا السوداء» لاستدعاء النواب من مجلس العموم، حيث يُغلق الباب بشكل رمزي في وجهه، في علامة على الاستقلال عن النظام الملكي.وأخيرًا، يتمُّ فتح الباب للسماح بمرور النوَّاب.
مشاركة :