نزاع البحر الجنوبي

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الصين تبني ترسانة عسكرية عملاقة، ترسانة نووية وبالستية وتقليدية، ومن الجانب الآخر فإن الصين هي في الواقع الفعلي القوة الاقتصادية الثالثة في العالم. وفي المقابل تبني الولايات المتحدة استراتيجيتها على استمرار هيمنتها على العالم خمسون عاماً مقبلة على الأقل. والتوجهان المتعاكسان قد يجران العالم إلى حرب عالمية جديدة ستكون الأشد تدميراً في التاريخ البشري حسب تقديرات المحللين السياسيين والعسكريين. شرارة الصدام المحتمل قد تنطلق من بحر الصين الجنوبي أو بسببه. وعلى الرغم من الشراكة الحذرة القائمة بين الجانبين بعد سنوات من التوتر وفقدان الثقة والحروب الصغيرة، فإن الوضع قد ينفجر في أي لحظة، فموجات التوتر التي يطلقها الصراع حول هذا الأرخبيل الاستراتيجي لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ مجدداً. والمناورات السياسية والتهديدات والتهديدات المضادة تشي بأن مخاطر نشوب الحرب لا يمكن استبعادها فالحرب أولها كلام. بحر الصين الجنوبي هو أرخبيل متجزئ من المحيط الهادي ويضم المنطقة من سنغافورة ومضيق ملقة إلى مضيق تايوان في مساحة تصل إلى 3500000 كم مربع. وتكمن أهميته الاستراتيجية في موقعه الحاكم لطرق التجارة العالمية في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية ومناطق شمال شرق آسيا، وهي تجارة يصل حجمها إلى خمسة تريليونات دولار سنوياً. وبالإضافة إلى حاكمية موقعه الجغرافي، يحتوي قاع البحر الجنوبي على 7 مليارات برميل نفط كاحتياطي مؤكد و900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وتطالب الصين بالسيادة على معظم المساحة البحرية بما فيها جزر سبارتلي وبارسيل وتنازعها في السيادة على هذه الجزر كل من فييتنام وماليزيا والفلبين وتايوان وبروناي، لكن الفلبين هي الأرفع صوتاً في المطالبة بحقوقها في الجزر وقد رفعت نزاعها مع بكين إلى محكمة العدل الدولية. في الآونة الأخيرة بدأت الصين خطوات فعلية على الأرض لفرض سيطرتها على مجموعة الجزر وذلك عبر إقامة منشآت عملاقة. وفي يناير الماضي أظهرت صور تجسس بواسطة الأقمار الصناعية أن الصين تنشئ مهابط طائرات وتقيم منظومات دفاع مضادة للطائرات وقواعد عسكرية يمكن استخدامها لاحقاً مواقع لجيش التحرير الشعبي الصيني. وقال تقرير للبنتاغون إن الصين وسعت مساحات الجزر القائمة من 202 هكتار إلى 810 هكتارات. وأثارت الخطوات قلقاً واسعاً ودفعت الولايات المتحدة واليابان إلى الدخول في حلبة النزاع تحت ذريعة حماية حرية الملاحة الدولية ومساندة الحلفاء في المنطقة. لكن التحركات الأمريكية المضادة أثارت غضب القيادة الصينية وحفزتها على المواجهة. في مايو الماضي كتبت صحيفة غلوبال تايمز الصينية: يجب على الصين الاستعداد بحذر لاحتمال نشوب صراع مع الولايات المتحدة إذا كان الخط الأساسي للولايات المتحدة هو ضرورة وقف الصين أنشطتها، فحينئذ سيكون نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين في بحر الصين الجنوبي أمراً حتمياً.. قوة الصراع ستكون أكثر مما يعتبره الناس احتكاكاً. ما يمكن أن يحدث هو أكثر من احتكاك عسكري تقليدي كما تقول الصين. وأسوأ الخيارات الممكنة للبشرية كما يقول المحللون. shiraz982003@yahoo.com

مشاركة :