الشاهين الإخباري قال محمد حمدان إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت منزله في غزة بعد وقت قصير من صلاة العشاء الثلاثاء، وتسبّبت باستشهاد 35 فردا من 3 أجيال في عائلته الكبيرة. وأوضح أن أكبر الشهداء كان كمال (70 عاما) والأصغر رسمي (7 أعوام). وقال حمدان (50 عاما) إن منزله انهار من جراء القصف الجوي بينما كان هو بداخله وإن عملية انتشاله استمرت لساعة ونصف، مضيفا أنه خرج ليكتشف أنه فقد ابنته ملك وأخاه أحمد وابن أخيه وبنات أخيه والعديد من أبناء عمومته. وتابع وهو يروي لحظة الغارة “كنت أنا وأخي وابن أخي نجلس مع أخ آخر بعد الصلاة مباشرة، وصرنا فجأة تحت الأنقاض”. وعائلة حمدان واحدة من العديد من العائلات في غزة التي عانت من جراء القصف الجوي والمدفعي غير المسبوق. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 10569 شهيدا؛ من بينهم 4324 طفلا، و2823 سيدة و649 مسنا، وإصابة 26475 فلسطينيا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وفق المتحدث باسم الوزارة. وقال حمدان “نشأنا هنا وعشنا مع هؤلاء الأطفال. لم أكن أتخيل أن يحدث كل هذا الدمار”. وبُنيت خان يونس كمخيم للنازحين الفلسطينيين في عام 1948، ومنهم عائلة حمدان عندما احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية. ولم يُسمح لهؤلاء بالعودة مطلقا، وتحوّل المخيم إلى مدينة ذات أزقة ضيقة ومربعات سكنية خرسانية تحت سلطة الإدارة المصرية ثم تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، وخضعت في نهاية المطاف لسيطرة حماس لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت عليها حصارا محكما. “لم يبقَ سوى الدمار” وشهد قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين حروبا إسرائيلية عليها، واعتادت أجيال متعاقبة من اللاجئين الفلسطينيين، الذين يشكلون أكثر من نصف عدد السكان البالغ 2.3 مليون نسمة، على مشاهد سقوط الصواريخ وقذائف المدفعية. وفي ظل هذه المعاناة الممتدة منذ عشرات السنين امتدت عائلة حمدان وصار منزلها في خان يونس محور حياتها. وقال حمدان “كنا نلعب مع الصغار والكبار. وكنا نجلس في الخارج خلال فصل الصيف. وفي بعض الأحيان كنا نوقد مشعلا. ولكن انظر الآن. لم يبقَ سوى الدمار”. وقال إن أخاه أحمد وابن أخيه حمدان، اللذين كانا يجلسان معه عند انهيار المنزل، قد استشهدا. وبعد انتشاله وجد حمدان نفسه أمام مشهد دمار شامل، وقال “اعتقدت أننا الوحيدون (الذين أصيبوا) لكن بعد ذلك اكتشفت أن الحي بأكمله قد تعرض للقصف”. وأضاف أن معظم أفراد عائلتي أبو ستة وأبو سلطان، وهما من جيرانه، استشهدوا وأصيبوا. وأُصيب العديد من أقارب حمدان ولا يعرف متى أو ما إذا كانوا سيخرجون من المستشفى. وقال “كنا نتزاور ونجلس معا ونوقد المشعل ونتناول الإفطار معا. كنت أزور أخي وأختي. الآن لم يبقَ أحد، لا أخت ولا أخ”. ويتذكر حمدان بشكل خاص ابنته ملك (12 عاما) وابنتي عمومتها تالا وسيلا. وقال “كنت أحبهنّ وكنّ يحببنني. اعتدنَ المجيء واللعب والضحك لكني فقدتهنّ الآن”. رويترز
مشاركة :