تأتي استضافة المملكة لأعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي في هذا العام، تأكيدا لمواقف المملكة الداعمة للجهود الدولية والإقليمية بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، والعمل على المساهمة في التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات في القارة. وتسعى المملكة إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول القارة في قطاعي الصناعة والتعدين، وزيادة صادراتها غير النفطية إلى إفريقيا، انطلاقا من موقعها الجغرافي المميز الذي يجعلها مركزا تجاريا مهما بين الشرق والغرب، وتشارك المملكة في عدد من المعارض والفعاليات التجارية في القارة، وذلك للترويج للمنتجات والخدمات السعودية غير النفطية. وشهدت التجارة بين المملكة ودول قارة إفريقيا نموا ملحوظا خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث ارتفعت الصادرات السعودية غير النفطية إلى إفريقيا بمعدل نمو سنوي بلغ 5.96 في المائة خلال الفترة من 2018 إلى 2022، لتبلغ بنهاية العام الماضي 31.94 مليار ريال، بينما بلغت الواردات السعودية من إفريقيا بنهاية العام نفسه 23.79 مليار ريال. ويتصدر عدد من الأنشطة الصناعية والتعدينية الصادرات السعودية غير النفطية إلى إفريقيا، حيث جاءت على رأس القائمة قطاعات الكيماويات والبوليمرات، ثم التعبئة والتغليف، يليه قطاع مواد البناء، وأخيرا قطاع المنتجات الغذائية، في حين جاءت الواردات السعودية من إفريقيا، في عدد من القطاعات من بينها المنتجات الغذائية، ومواد البناء، والمعادن الثمينة، والمجوهرات. وتتمتع المملكة وقارة إفريقيا بإمكانات تعدينية كبيرة، حيث تسعى المملكة من خلال مؤتمر التعدين الدولي الذي تستضيفه العاصمة الرياض مطلع يناير القادم، إلى تعظيم الاستفادة من المنطقة التعدينية الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، وجذب الاستثمارات للصناعات المعدنية في هذه المنطقة، والمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي لقطاع التعدين في المنطقة والعالم. وبلغت الصادرات السعودية من المنتجات المعدنية خلال 2021 إلى جنوب إفريقيا 3.41 مليار دولار، بينما بلغت صادرات جنوب إفريقيا من المعادن الثمينة والمنتجات المعدنية إلى المملكة خلال العام نفسه 397 مليون دولار، وتسعى المملكة إلى توسيع نطاق التعاون مع عدد من الدول الإفريقية من خلال التباحث مع 11 دولة إفريقية لتوقيع مذكرة تفاهم في مجال التعدين، شملت كلا من زامبيا والسنغال وزيمبابوي والكونغو وأنغولا وجنوب إفريقيا وغينيا وتشاد، إضافة إلى موريتانيا والمغرب ومصر. وتتمثل أبرز المشاريع التعدينية القائمة التي تمتلك فيها المملكة حصصا نسبية مع الدول الإفريقية في شركة الصناعات الكيميائية للفليور ICF في تونس والتي تنتج مادة فلوريد الألمنيوم ويتم تصديرها إلى عدد كبير من مصاهر الألمنيوم في أنحاء العالم، والشركة الوطنية للصناعات والمناجم (سنيــم) إحدى أكبر الشركات الإفريقية في إنتاج الحديد في موريتانيا، إضافة إلى العمل مع الجانب الموريتاني من خلال مشروع (تكامل) بين شركة سابك وشركة سنيم الموريتانية، لاستغلال خام الحديد في منطقة أطوماي في ولاية تيرس زومور.
مشاركة :