صفوق الشمري alshammarsf@ هناك مثل إنجليزي شهير يقول «عليك اللعنة إن فعلت وعليك اللعنة إن لم تفعل!»، ومعناه أن بعض البشر عنده مشكلة شخصية معك ولا يهمه إذا فعلت شيئا حسنا أو لا، فإن فعلت شيئا حسنا سينتقدك وإن لم تفعل فإنه سينتقدك! من أجل أن نفهم الهجوم الإخواني وهجوم أتباع الملالي في المنطقة؛ على المملكة العربية السعودية ودول الخليج في هذا الوقت والتحجج بموضوع غزة، يجب أن نعلم أن هذا الهجوم له تاريخ طويل، وهذه إحدى حلقاته التي تثار مع كل أزمة، الإخوان لن ينسوا أبدا ما بقوا أحياء أن السعودية وقفت كالسد المنيع ضد مؤامرة الإخوان وإدارة أوباما في ما يسمى الخريف العربي، إدارة أوباما أرادت تسليم العالم العربي للإخوان وهذا ما حدث في مصر وفي تونس، كانت الخطة الأمريكية تسليم السنة إلى مرشد إخواني وتسليم الشيعة لإيران! أما من وقف لهذه الخطة الشريرة ودمر مفعولها فهو بعون الله بلد واحد هو المملكة العربية السعودية، طبعا كما هي عادة الخطط الخبيثة يجب أن تزين وتغلف بوجه مختلف ليبدو حسنا، فلذلك غلفت بالديمقراطية والحرية وغيرها من الشعارات، لم تنطلِ علينا شعارات الإخوان في ذلك الحين وخريفهم العربي، وكنا نكتب عن مكر الإخوان وهم في الحكم، وهي الجماعة التي تحاول استغلال الدين وتتلحف بالدين من أجل مصالح سياسية، وربما يذكر البعض أنهم وضعونا وقتها في القائمة السوداء، وللأسف انخدع البعض بهم، والبعض الآخر كانوا يدعون لمسايرتهم واستمررنا على نهجنا في نقدهم حتى لفظتهم وكرهتهم الشعوب العربية، منذ ذلك الوقت والإخوان يشعرون بالحقد ويتحينون الفرص للهجوم على المملكة، وزاد حقدهم أكثر بعد النجاحات السعودية والقفزات من خلال رؤية 2030. الآن جاءت أزمة غزة بكل ما فيها من أسى وحزن وتعاطف مع المدنيين الفلسطينيين في غزة، والله يلطف بحالهم ويرفع عنهم ويحفظهم ويغفر لهم ولموتاهم ويشفي جرحاهم، ووجد الإخوان ضالتهم في أزمة غزة وهم المعروفون كتجار أزمات وشعارات لعدة أسباب: أولا، لكي لا يتم لوم جماعة الإخوان بأنهم قاموا بعمل مغامرة غير محسوبة وغير مدروسة العواقب، ولم يتم أخذ حالة المدنيين الفلسطينيين في الاعتبار والحسبان، فكانت أفضل طريقة لحرف وتشتيت الانتباه هي التركيز على جهة أخرى، فبدأت حملة تخوين كبرى للدول العربية وعلى رأسها المملكة. ثانيا، بعد التعاطف الدولي الشعبي الكبير في العالم مع مدنيي غزة، خصوصا بعد البطش الإسرائيلي المتوحش ضد المدنيين، حاولت الأذرع الإخوانية استغلال هذا التعاطف الدولي وركوب الموجة كالعادة من أجل حرفها ومحاولة الثأر من المملكة العربية السعودية التي خربت المشروع الإخواني في 2011، لم يجدوا شيئا فحاولوا ركوب موجة موسم الرياض. ثالثا، بخصوص شعارات المقاومة الكاذبة والخادعة، لم يقوموا بأي شيء يذكر ولا أدل من ذلك إلا معركة العمود، فرجعوا للتكتيك المعروف (لتقليل أثر أي أزمة حاول حرف الأنظار وتغيير التركيز على موضوع آخر، وكالعادة الموضوع المفضل لديهم مهاجمة السعودية، لا نبالغ إذا قلنا إن المملكة فعلا هي عمود البيت العربي والسد المنيع الذي تتحطم عليه كل المؤامرات الإخوانية والصفوية، وبعد الرؤية لم يعد يحلم أحد بانتقاد المملكة في كل المجالات لأنها أصبحت منارة وقدوة للجميع، لذلك ذهبوا لموسم الرياض، وكالعادة الإخوان والصفويون بينهم تعاون وتنسيق في كل شيء بما فيها الحملات الإعلامية، مع أن الصفويين خذلوا الإخوان في الأزمة وتركوهم يواجهون مصيرهم! الآن دعونا نذهب للغة الأرقام والحقائق، وهي التي تقنع العاقلين المبصرين وليس المؤدلجين، لأن الإخواني والصفوي المؤدلج لو تحضر له قرص الشمس أمام عينيه فلن يرى إلا الظلام والانتقاد، البعض ينتقد موسم الرياض مع وجود أزمة غزة لكن الحقائق والأرقام تقول: أولا، أيام كانت الميليشيات الحوثية تقصف المدن السعودية وهي غالية على كل السعوديين لم تتوقف الحياة والأنشطة والترفيه. ثانيا، عندما بدأ الدعم الحقيقي لغزة، ونقصد بالدعم الحقيقي الذي ينفع غزة وليس دعم الشعارات، أي حملة التبرع لغزة فإن السعوديين هبوا عن بكرة أبيهم قيادة وشعبا لنصرة غزة وخلال ساعات تعدوا مئات الملايين ووصلت التبرعات لأكثر من 400 مليون ريال. ثالثا، من أكثر الدول نشاطا سياسيا وإعلاميا في أزمة غزة هي السياسة السعودية التي كانت موجودة في كل المحافل الدولية لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة. رابعا، مهرجان الرياض هو مهرجان متنوع بين رياضي واجتماعي وترفيهي، وحتى الغنائي يشكل حوالي 2% من المهرجان، لماذا هذه الحملة على استمرار أنشطة الحياة لو لم يكن المقصود المملكة والثأر منها والمهرجان مجرد حجة زائفة؟! خامسا، استمرت الحياة والمناشط في كل الدول العربية كما هي، ولم نشهد أي تركيز على هذه المناشط إلا في المملكة والرياض مما يدل أن الموضوع حجة وهي (شنشنة نعرفها من اخزم!). نرجع للمثل الإنجليزي «عليك اللعنة إن فعلت وإن لم تفعل» هم قصدهم المملكة والثأر من تخريب مؤامراتهم وليس غزة، حتى لو أوقفنا الحياة ومناشطها فإنهم سينتقدون وسيجدون عذرا آخر، لو فعلت ما فعلت فإنه بنظرهم غير كافٍ، وسيبحثون حجة زائفة أخرى للهجوم على المملكة، لذلك يجب عدم إعطائهم أكبر من حجمهم، المملكة دمرت مؤامراتهم وهم في أوج قوتهم في 2011، فما بالك الآن ونحن، بإذن الله، أقوى وأكثر مناعة. المملكة دولة أفعال وستفعل ما يفيد الشعب الفلسطيني عمليا وملموسا، أما الكلام الفاضي والشعارات الزائفة التي لا تسمن ولا تغني نتركها لغيرنا، موقف الملك سلمان (أبو فهد) من القضية الفلسطينية علنا وفي الغرف المغلقة موقف عز واضح وعالٍ مثل الثريا، والموقف المشرف لابنه سمو ولي العهد الأمير محمد (أبو سلمان) يعرفه البعيد قبل القريب عندما وضع القضية الفلسطينية شرطا أساسيا قبل كل مفاوضات، نحن السعوديين لا نهتم لأنه في الأخير لن يصح إلا الصحيح والأفعال أقوى صوتا من الأقوال، وسنرى مستقبلا عندما سيأتي الجميع للرياض لشكرها على حل الدولتين وحل القضية الفلسطينية لأن الحل سيكون، بإذن الله، في الرياض، وهم يعرفون مهما ذهبوا يمينا أو يسارا أن الحل والثقل والحكمة والسياسة والثقة والنفوذ الدولي في قصر العوجا.
مشاركة :