رفضت الولايات المتحدة اليوم (الإثنين) دعوة روسية إلى اجتماع عاجل في شأن انتهاكات اتفاق وقف العمليات القتالية في سورية المطبق منذ ثلاثة أسابيع، قائلة إنه تم التعامل مع ذلك بالفعل في شكل بناء. واقترحت القيادة المشتركة للقوات المسلحة الروسية اليوم، عقد اجتماع عاجل مع ممثلين أميركيين للاتفاق على آلية مراقبة وقف العمليات القتالية في سورية، قائلة إنها قد تعمل في شكل منفرد اعتباراً من الغد إذا لم تتلق رداً. وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم، إن روسيا ستتحرك في شكل أحادي ضد المتشددين الذين ينتهكون اتفاق وقف القتال في سورية، إذا لم تتوصل موسكو إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في شأن آلية رصد ومنع انتهاكات الهدنة. وقالت الوزارة إن الاتفاق الذي تم إعداده بواسطة الولايات المتحدة وروسيا متماسك إلى حد بعيد. ولكنها أضافت أن البلدين، اللذين يشتركان في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سورية، أخفقا حتى الآن في الاتفاق على بنود منع كل الانتهاكات لوقف إطلاق النار، وهو ما يبعث برسالة خاطئة إلى «أعضاء المعارضة ... الذين لم ينأوا بأنفسهم بوضوح كاف عن جماعات إرهابية معروفة». وقال مسؤول أميركي لـ «رويترز» في جنيف، إنه «أطلعنا على التقارير الإعلامية الخاصة بمخاوف روسيا في شأن انتهاكات وقف القتال. أياً كان من يدلي بهذه التصريحات هو مضلل لأن هذه المسائل تم بحثها في شكل مطول بالفعل ومازال يجري بحثها في شكل بناء». وكانت «هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة» الروسية اقترحت اليوم، عقد اجتماع «عاجل» مع ممثلين أميركيين للاتفاق على آلية لمراقبة وقف القتال في سورية، قائلة إنها «ستتصرف في شكل منفرد اعتباراً من الغد إذا لم يصلها أي رد أميركي»، واصفة موقف واشنطن العسكري في متابعة تطبيق الهدنة بـ «غير المقبول». وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «المزيد من التأخير في تنفيذ القواعد المتفق عليها للرد على انتهاك نظام وقف إطلاق النار في سورية غير مقبول، سكان مسالمون يموتون كل يوم هناك نتيجة أعمال استفزازية وقصف»، مضيفةً أن اجتماع الوفدين الروسي الأميركي يمكن أن يعقد في موسكو أو في أي مكان آخر. وأعلن الجنرال سيرغي رودسكوي المسؤول الكبير في قيادة أركان الجيوش الروسية في بيان أن «واشنطن أظهرت عدم استعداداها للتباحث عملياً في نص متابعة انتهاكات الهدنة التي دخلت حيز التطبيق في أواخر شباط (فبراير) الماضي». وأضاف رودسكوي أن «من غير المقبول تأخير البدء في تطبيق اجراءات تنص على التحرك في حال حصول انتهاكات لوقف اطلاق النار»، محذراً من أن واعتباراً من 22 آذار (مارس) الجاري ستتابع روسيا في شكل أحادي قواعد تطبيق الهدنة في حال غياب رد من الجانب الأميركي». وتابع «نؤكد أننا لن نستخدم قواتنا المسلحة إلا بعد الحصول على أدلة بحصول انتهاكات منهجية للاتفاق من مجموعات مسلحة». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن إجراء مشاورات ثنائية مع روسيا في جنيف وعمان حول انتهاكات الهدنة السارية منذ 27 شباط (فبراير) الماضي. من جهة ثانية، دافع مندوب الأكراد السوريين في موسكو اليوم، عن إعلان منطقة فيديرالية كردية في شمال سورية، وهو مشروع يثير معارضة نظام دمشق والمعارضة السورية على حد سواء. وقال رودي عثمان مدير المكتب التمثيلي للأكراد السوريين في روسيا، إننا «لا نهدف إلى إقامة منطقة مستقلة تقتصر على الأمة الكردية»، وأضاف: «نريد إقامة نظام فيديرالي، ديموقراطي وعلماني تستطيع جميع مكونات المجتمع السوري أن تعيش فيه وتشعر من خلاله أنها ممثلة». وأعلن أكراد سورية وحلفاؤهم الخميس الماضي، «نظاماً فيديرالياً» يجمع المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في شمال سورية، ويأملون بأن يطبق هذا النموذج في كل أنحاء سورية بعد انتهاء الحرب. وتشبه هذه المبادرة غير المسبوقة حكماً ذاتياً بفعل الأمر الواقع على أكثر من 10 في المئة من أراضي سورية وثلاثة أرباع حدودها مع تركيا، التي تسيطر عليها المجموعات الكردية المقاتلة. ولم يشارك الأكراد الذين يعتبرون إحدى أبرز القوى الناشطة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في المفاوضات غير المباشرة التي تجرى حالياً في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، بسبب المعارضة الحادة لتركيا التي تعتبر هذه الحركة «إرهابية» وتتخوف من ردود فعل على مستوى الأكراد في تركيا. وفتح الأكراد السوريون في شباط الماضي، مكتباً في موسكو وأعلنوا عزمهم فتح مكاتب أخرى في واشنطن وبرلين وباريس وفي عدد من البلدان العربية.
مشاركة :