توصل الباحثون بجامعة إكستر البريطانية إلى أن السناجب الرمادية تَجِدُّ في البحث عن غذائها بمزيج من المرونة والمثابرة. وأوضحت الدراسة أن هذه القوارض المتوسطة الحجم تبدي قدرا كبيرا من الرشاقة والاجتهاد بحثا عن طعامها في حين تلجأ إلى أعلى سلوك انتقائي فعال لمواجهة أي مشاكل تواجهها. ويقول الباحثون إن السناجب تبدي سمات شخصية غريزية نادرة خلال سلوكها لجمع الغذاء. وأشارت الباحثة ليزا ليفر إلى أن غزو السناجب الرمادية لشتى أنحاء القارة الأوروبية جعل منها مادة خصبة ومثيرة لدراسة ومتابعة سلوك الحيوان. وقالت "إنها كائنات مسلية بالنسبة إلينا لتخصصها المتميز في اقتناص غذائها. ونجحت بالفعل في غزو المملكة المتحدة وبقية أوروبا نظرا لقدراتها على مجابهة المشاكل وحلها مع اكتساب مهارات التعلم على نحو مختلف... لأننا نعرف أن الكائنات التي تلجأ إلى الغزو تتصف بالمهارة والذكاء وهي سمات يمكن قياسها. وتتميز هذه الكائنات بكبر حجم المخ بالنسبة إلى حجم الجسم". وقام الباحثون تحت إشراف ليفر وكا يي تشاو والأستاذ المتفرغ ستيفن لي بمركز بحوث سلوك الحيوان بجامعة إكستر بصنع صناديق خاصة مع سهولة توفير البندق من خارج الصندوق ولوحظ سلوك السناجب ومدى نجاحها في الوصول إلى غذائها مع مراقبة الأدوات التي قد تدفعها أو تجذبها لتجعل حبات البندق تسقط على الأرض. وتمكنت السناجب من حل هذه الألغاز بسرعة وزادت كفاءتها بمرور الوقت. وقالت ليفر إن هذه الأبحاث تطرح مؤشرا جليا على دور المرونة والمثابرة الثابت في حل المشاكل التي تواجه السناجب الرمادية. واعتبرت ليفر أن ذلك يؤكد أنها قدرات فطرية وليست مهارات تكتسب من خلال التعلم بدليل تغيّر أساليبها حسب الموقف. وقالت في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (سلوك الحيوان) إن ذلك يمثل إطلالة لتفسير سلوك السناجب الحمراء وهي من أبناء عمومة السناجب الرمادية.
مشاركة :