كشفت دراسة حديثة، أن قيمة السياحة العلاجية تقدر بنحو 50 مليار دولار حول العالم، فيما تنفق دول الخليج 5.33 مليار دولار سنويا لعلاج مرضاها في الخارج. وأوضحت الدراسة التي عرضت في المنتدى السعودي الدولي للرعاية الصحية المقام في جدة، أن تضافر جهود دول الخليج أسهم في تعزيز قطاع الصحة في المنطقة بالمرافق والمنشآت العصرية، وفق أعلى المستويات العالمية لجذب السياح الراغبين في العلاج. وقالت إنّ ما يواجهه العالم من زيادة تدفق المرضى والممارسين الصحيين، والتقنية الطبية، والتمويل الرأسمالي والتشريعات التنظيمية العابرة للحدود الوطنية، أدت مجتمعة إلى ظهور أنماط استهلاكية وإنتاجية جديدة لخدمات الرعاية الصحية خلال العقود الأخيرة. وأشار الدكتور منصور أحمد، مدير الدراسات في جامعة كوليرس العالمية في الإمارات العربية المتحدة إلى أن أحد أهم العناصر الجديدة لزيادة التجارة في الرعاية الصحية اشتمل على انتقال المرضى عبر الحدود طلباً للعلاج الطبي والصحة السليمة، وهي الظاهرة المتعارف على تسميتها بـ "السياحة العلاجية". وتتحقق عند اختيار المستهلكين السفر عبر الحدود الدولية بنية الحصول على شكل من أشكال العلاج الطبي، وهذا العلاج قد يمتد ليشمل الاستفادة من كل أوجه الخدمات الطبية، إلا أنه، وعلى الأغلب، يشمل الاعتناء بالأسنان، والجراحة التجميلية، والجراحات الاختيارية غير الطارئة، وعلاج العقم. وكشف المختصون المشاركون في الجلسات العلمية للمنتدى عن وجود ست مدن طبية عملاقة في السعودية والإمارات وقطر والبحرين قادرة على تعزيز فرص دول الخليج للدخول بقوة إلى سوق السياحة العلاجية التي تلتهم مليارات الدولارات سنوياً، نتيجة سفر الكثيرين للعلاج في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والعربية، مطالبين بضرورة التوسع في إنشاء المشروعات الصحية الضخمة وغير التقليدية خصوصا "المنتجعات الطبية" لجذب السياحة العلاجية. وأشار الدكتور إبراهيم الملحم، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية في السعودية إلى الفرص المتعلقة بالرعاية الصحية في منطقة الخليج، وقال: " في الوقت الذي تخطط فيه السعودية ودول الخليج الأخرى للتوسع بشكل كبير في التعليم الطبي للنهوض بالعلاج، وتطوير التدريب للأطباء والوصول بنصيب المنطقة من سوق السياحة العلاجية المزدهر إلى أعلى المعدلات، تنمو حركة إنشاء المدن الطبية بما في ذلك مدينة الملك فهد الطبية، وهي الأكبر والأكثر تقدماً واستقلالية في منطقة الشرق الأوسط، ومدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض بما تحويه من كلية للطب وكليات للتمريض والعلوم الطبية المساعدة". وأكد الدكتور محمود اليماني الرئيس التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية أن هذه المدن تسهم في تحفيز الجودة في قطاع الرعاية الصحية الناشئ بتبني وتطوير مناهج طبية متوافقة مع المناهج الدولية وتبادل المعرفة والمهارة، والمشاركة في رفع معايير الممارسة الطبية، كما تمثل الطريق نحو تخريج عدد أكبر من الأطباء الذين توجد حاجة ماسة إليهم. وأشار إلى أن معدل متوسط عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان في دول الخليج هو 20 طبيب لكل 10,000، شخص، بينما في أوروبا يصل إلى 40 لكل 10,000 شخص، حسب الإحصائيات الدولية في مجال الصحة، وهو ما يكشف عن النقص في عدد الممارسين الصحيين الذي يمثل ظاهرة عالمية، إلا أنه يزداد شدة في دول مجلس التعاون الخليجي الست.
مشاركة :