يبدو أن هوس الماركات أو كما يسمى بحمى الماركات ظاهرة باتت تسيطر على جيل الشباب الحالي الذين يبذلون مالهم وجهودهم من اجل توفيرها والحصول عليها، لذلك لا يترددون في البحث عن أغلى الماركات من اجل ارتدائها، بل ان منهم لا يتردد في طلبها من الخارج وتكبد مبالغ إضافية فقط من أجل ارتدائها. ما الدوافع الحقيقية وراء هذه الرغبة؟ هل هي ثقة في جودة هذه الماركات أم بهدف تحقيق مستوى شخصي لديهم؟ أم هو سعي منهم للخروج بصورة معينة أمام الآخرين؟ أم هناك أسباب أخرى؟ علي عبدالله 22 عاماً يجد نفسه مضطراً إلى شراء الماركات العالمية خاصة وأن الأصدقاء المحيطين به يهتمون بهذا الجانب كثيراً، ولا يرغب أن يبدو مختلفاً عنهم خاصة وأنهم يمتدحون هذه الماركات بحجة أنها تدوم لفترات طويلة بعكس الملابس لماركات أخرى غير معروفة. ويشرح أن شباب اليوم الغالبية العظمى منهم يرتدي هذه الماركات ليس لجودتها وبقائها لفترات زمنية طويلة، وإنما من باب المفاخرة والمظاهر الاجتماعية والخروج بصورة معينة يعكسها الشاب على الآخرين بانه ينتسب لمستوى معين، أو طبقة اجتماعية معينة وإن كان عكس ذلك. بينما يجد سمير محمد 27 عاماً أن وظيفته في إحدى الشركات تتطلب منه الخروج أمام الزبائن والتواصل معهم بمظهر لائق، ولا يحقق هذا المظهر سوى الماركات العالمية المعروفة، مبيناً ان مكانة الشخص وعمله أحياناً كثيرة تتطلب منه اللجوء لشراء الماركات، وإن كانت باهظة الثمن وحتى لو كان غير مقتنع أساساً بها، لكن المجتمع يطلب منه ذلك. ثقافة سائدة ويعتقد أن حمى الماركات التي باتت تجتاح شباب اليوم هي نتاج ثقافة سائدة وتقليد للآخرين ليس إلا، لأن الملابس هي نفسها سواء من محلات غير معروفة، أو من ماركات عالمية، لكن ثقافة الاستعراض هذه خاصة في الجامعات التي تنتشر بها هذه الثقافة بين الطلاب بصورة كبيرة جداً. وتوافقه في الرأي دانة حسين 25 عاماً قائلة إن البعض من الشباب يقتني الماركات فقط من أجل أن يوضح شعاراً أو اسم الماركة التجارية أمام الآخرين، فلا تهمهم الماركة نفسها أو الجودة، وإنما الشكل النهائي الذي سيخرجون به أمام الناس سعياً منهم وراء المظاهر ليس إلا. ماركات مقلدة وعن نفسها، تقول اليوم توجد العديد من الملابس والمقتنيات لماركات أخرى تحاول تقليد الماركات الأصلية بشكل محترف، وهذا ما أسعى إليه لشراء ماركات مقلدة أرخص ثمناً وتعطي نفس المظهر المطلوب، لأنني لا أستطيع تكبد المبالغ الطائلة لشراء الماركات الأصلية فلا تعني لي جودتها شيئاً، إنما يهمني ان أجاري الركب مع الشباب وربما ألجأ لها فقط في مواسم التخفيضات. حب التقليد ومن جانب نفسي، يؤكد خبراء علم النفس أن حمى شراء الماركات العالمية لدى الشباب أساسها تربية الآباء خاصة الذين يعتادون شراء الماركات لهم ولأطفالهم بكثرة، الأمر الذي يزرع لدى الطفل ويكبر معه عندما يتحول الى شاب. إضافة الى أن الفراغ وحب التقليد لدى الشباب يؤدي لمثل هذا الهوس، علاوة على قلة في التوعية سواء في البيت او المدرسة ما يؤدي لانجراف الشباب وراء هذا الأمر، حيث يعتقدون جازمين انها تمنحهم شعوراً جيداً ومكانةً بين الأصدقاء والمحيطين بهم، لذلك تستحق أسعارها الباهظة نتيجة للأمور الإيجابية التي تحققها لدى الشاب وهذا أمر خاطئ جداً. المصدر: فاطمة سلمان
مشاركة :