بكين تستنجد بواشنطن وتطلب تزويدها بدليل الكوارث في أسواق الأسهم

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما حدث هبوط شديد في أسواق الأسهم الصينية العام الماضي، سارع البنك المركزي الصيني إلى التواصل مع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي وطلب منه معرفة ما اتخذه من تدابير في التعامل مع انهيار “الإثنين الأسود” في أسواق وول ستريت عام 1987. وجاء هذا الطلب بحسب “رويترز” في رسالة بالبريد الإلكتروني بتاريخ 27 تموز (يوليو) عنوانها “مساعدتكم العاجلة مبعث امتنان شديد”. وأشار سونج شيانجيان كبير مندوبي بنك الشعب الصيني في الأمريكتين ومقره نيويورك في رسالة إلى ستيفن كامين مدير شعبة التمويل الدولي في مجلس الاحتياطي الاتحادي، إلى هبوط الأسهم الصينية 8.5 في المائة، وقال “إن المحافظ يود الاستعانة بخبراتكم الممتازة”. فيما سارع كامين بالرد قائلا “سنحاول إرسال شيء ما إليكم على وجه السرعة”. حيث جاء بعد خمس ساعات ملخص من 259 كلمة لما فعله المجلس لتهدئة الأسواق والحيلولة دون الركود بعد أن هوى مؤشر ستاندرد آند بوزر 500 بنسبة 20 في المائة في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987م. وفي تحليل نشرته “رويترز” العام الماضي قال بعض العالمين ببواطن الأمور والمسؤولين والاقتصاديين في مجلس الاحتياطي الاتحادي “إنه لا يوجد خط رسمي ساخن بين البنكين وإن الجانب الصيني كثيراً ما يرفض التواصل في اللقاءات الدولية”. وأطلق انهيار سوق الأسهم اليابانية سلسلة من الانخفاضات الحادة في الأسواق المالية العالمية. وفي غضون ساعات أرسل مجلس الاحتياطي الاتحادي للبنك المركزي الصيني مجموعة من الوثائق المتاحة للجمهور تفصل ما اتخذه من تدابير عام 1987. وبدأ المسؤولون عن رسم السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي في اليوم التالي اجتماعاً لبحث السياسات لمدة يومين، اطلع فيه - حسبما ورد في محضر الاجتماع - على ما شهدته الصين من هبوط في الأسهم. وقال عدد من المسؤولين “إن التباطؤ الاقتصادي الصيني قد يكون له تأثير في الولايات المتحدة”. وكان انتشار عدوى الأسواق المالية من الصين أحد الأسباب التي استند إليها مجلس الاحتياطي الاتحادي في أيلول (سبتمبر) عندما أرجأ رفع أسعار الفائدة الذي توقعه كثير من المحللين وذلك في مؤشر على مدى أهمية الصين كقوة صناعية وسوق مالية. وتُظهر الرسائل مدى انزعاج الصين من تزايد الاضطرابات المالية، وتسلط الضوء على واحد من أكثر البنوك المركزية الرئيسية غموضا في العالم. كما توضح أنه رغم علاقات الزمالة التي تربط بين البنكين فقد لا يتبادلان الأسرار حتى في وقت الأزمات. يذكر أنّ كامين كان قد أرسل ملاحظات لإرشاد مسؤولي البنك المركزي الصيني في تصفح عشرات الصفحات من وثائق مجلس الاحتياطي الاتحادي وبياناته وتقاريره التي أرفقت بالرسالة. وليس من المعروف ما إذا كان بنك الشعب الصيني سبق أن اتصل بالمجلس الاحتياطي الاتحادي طلبا للعون في تقلبات سابقة في الأسواق، فيما امتنع البنكان المركزيان عن التعقيب. وكانت كل الوثائق المرفقة متاحة منذ مدة على موقع مجلس الاحتياطي الاتحادي على الإنترنت، ولم يتضح ما إذا كانت لعبت دورا فيما اتخذته بكين من قرارات. وفصلت وثائق كامين كيف بدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي إصدار بيانات في اليوم التالي لانهيار السوق تعهد فيها بتزويد الأسواق بالسيولة الكافية لانتظام عملها. وعندما كتب سونج رسالته إلى كامين كانت الصين قد أمضت شهرا في محاولات التصدي لانخفاض أسواق الأسهم وتشابه كثير من الإجراءات التي اتخذها “المركزي الصيني” وغيره من السلطات الصينية مع الخطة التي نفذها مجلس الاحتياطي الاتحادي عام 1987. وكان الانخفاض الذي شهده مؤشر شنغهاي المجمع في 27 تموز (يوليو) الأكبر من نوعه في يوم واحد منذ 2007 وحينها كانت السوق قد فقدت ثلث قيمتها تقريبا على مدى ستة أسابيع.

مشاركة :