تشهد المملكة العربية السعودية عقد القمة، السعودية الإفريقية الأولى، وتؤكد من خلالها المملكة بناء رؤية مشتركة مع الدول الإفريقية، وخاصة أن المملكة تحرص دائماً على مد الخير والسلام للعالم أجمع، وقال المستشار بالديوان الملكي أحمد قطان خلال الاجتماع الوزاري للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي المنعقد في كينيا في شهر يوليو الماضي: إن الصوت الإفريقي الداعم للمملكة في استضافة معرض إكسبو 2030 سيكون "حجر الأساس لتحقيق نقلة نوعية لمفاهيم جديدة لقوى التنمية الحقيقة السعودية - الإفريقية". وقال المحلل السياسي د. فواز الكاسب: إن القمة السعودية - الإفريقية هي الأولى من نوعها، فالمملكة هي مرتكز للعالم الإسلامي والعربي، وبالتالي لديها من السياسات لتحقيق الأمن العربي، ولا سيما في ظل المتغيرات التي حدثت خلال السنوات الماضية، والتي أفرزت كثيرا من الجوانب أثرت ذلك سلبياً على قوى الأنظمة العربية، والتي أصبحت تشكل عبئاً على استقرار الأمن القومي العربي، ومن منطلق حرص المملكة على المحافظة على الأمن القومي العربي، نلاحظ خلال السنوات الخمس الأخيرة نهج المملكة لاستراتيجية السياسة الخارجية لتصفير جميع الأزمات في العالم العربي، ولا سيما الأزمات في الدول العربية، وبالتالي هناك عمق سياسي اقتصادي في الجانب الإفريقي، وتمد المملكة جسور التعاون، وتعزيز وتعميق الملفات المشتركة لتحقيق الشراكة الاستراتيجية، والدفع بحدود ما تؤكد عليه من تحقيق المصالح للتعاون مع الجانب الإفريقي. وأضاف أن القارة الإفريقية تمتلك من الموارد الطبيعية المحدودة وغير المحدودة، وبالتالي هنا تحقيق لمصالح استراتيجية اقتصادية تنعكس على استقرار الطرفين، ولا سيما المملكة كان لها توجه ومبادرات في إطلاق مبادرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الخضراء، وهذا يحتاج إلى نوع من الجهود التي تبذلها هذه الدول لإنجاح هذه المبادرة، وهذا المشروع الاستراتيجي للمحافظة وتكوين الأمن البيئي، والذي يتحقق من خلفه عدة أبعاد أمنية، الأمن الغذائي، الأمن المائي، وأيضاً منافعه الاجتماعية، وذكر أن المملكة خلال السنوات الأخيرة توسعت في مد الشراكة بكثير من الدول وتعميق هذه الشراكة، وكذلك في عقد هذه القمة سوف يكون هناك كثير من الملفات ستعزز كافة الجوانب، وهذا مما يعزز مكانة المملكة والتي تعد يد خير وسلام على كافة دول العالم دون أي تمييز. فمن منظور الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، فالمملكة لها جهود جبارة في تحقيق الأهداف والتي يبلغ عددها "17" هدفا ابتداء من محاربة الفقر ومكافحة الجوع وتحقيق الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين والمحافظة على البيئة والمحيطات والمياه وبناء المدن المستدامة، ومثل هذا يعكس رؤية المملكة "2030" وتوافقها مع هذا المشروع العالمي، بما يحقق الاستقرار للتنمية المستدامة للمحافظة على كوكب الأرض، والمحافظة على أن تبقى المجتمعات مزدهرة، وتعايش سلمي، والمحافظة على المناخ. من جهته ذكر المحلل السياسي العراقي د. فاضل البدراني بأن القمة السعودية - الإفريقية الأولى تستهدف تعزيز العلاقات السعودية الإفريقية، وخاصة أن المملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية قروضاً ومنحاً بلغ عددها "580" لأكثر من 54 دولة إفريقية، بقيمة تقارب 13.5 مليار دولار، كما أن السعودية لديها مشروعات وقروض ومنح مستقبلية سينفذها الصندوق في الدول النامية الإفريقية تتجاوز قيمتها "800" مليون دولار خلال الفترة المقبلة، وذلك بحسب بيان سابق صادر من وزارة الخارجية السعودية، فالمملكة عندما تتواجد في أي دولة في العالم سيكون لها أثر في رفع مستوى العلاقات من كافة النواحي، مؤكداً أن القمة التي ستعقد في المملكة هي باب خير للدول الإفريقية، فالمملكة دولة تتحمل مسؤوليتها بنفسها من أجل أحلال السلام والدعم المعنوي والسياسي والاقتصادي، فهي دولة ذات رؤية واضحة في كافة الجوانب، وحليف حقيقي واستراتيجي يقدم الدعم لكافة المسلمين والعرب، فلذلك الجميع شاهد موقف القارة الإفريقية والتصويت على استضافة المملكة إكسبو "2030" مما يؤكد حرص القارة الإفريقية على علاقتها مع المملكة، مما سيكون ذلك عامل مهماً على نجاح هذه القمة الأولى، والتي ستفتح مزيداً من الآفاق بين المملكة ودول إفريقيا، لذلك تعد قمة تاريخية وتحول استراتيجي في العلاقات الإقليمية مع المملكة، مما سيساعد على تواجد تحالفات قوية بين المملكة ودول إفريقيا، فعلى مر التاريخ ترتبط المملكة بعلاقات قوية من القارة السمراء، فالمملكة ذات مكانة دولية ثقيلة كبيرة، وكذلك مكانة دينية، إضافة إلى القدرات العسكرية والاقتصادية، مما سيكون لها أثر إيجابي كبير لخدمة شعوب إفريقيا، ففي شراكة دول إفريقيا مع المملكة سيدفع بكثير من العمل المشترك لمواجهة التحديات، فالمملكة تتمتع بعلاقات متوازنة مع مختلف الأطراف على الساحة الدولية، مما كان له الدور الأكبر في التوسط في النزاعات الدولية منها الحرب الروسية - الأوكرانية، وتمكن خلالها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في نجاح وساطتها بتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، فالمملكة تعمل خلال هذه القمة على نجاح كافة المشاورات وتحقيق الأمن المشترك، لذلك تعد هذه القمة دليل على تدشين وبناء جسور تعاونية سيكون أثرها خدمة للقارة الإفريقية، وأشار إلى أن القمة السعودية - الإفريقية، ستعالج قضايا ملحة مثل الفقر والانكماش الاقتصادي، وكذلك وضع أسس التنمية المستدامة، وتفعيل موضوع الاستثمارات وتطوير كل الأنشطة الاقتصادية، مؤكدا أن المملكة محطة مهمة للعمل والإنتاج، وهي تأتي ضمن تطلعات الدول المعنية والمشاركة بالمؤتمر، وقال: القمة جاءت لضرورات حياتية تواجهها البلدان الإفريقية تتعلق بمواجهة تحديات صحية وتعليمية واقتصادية وسياسية، والكل يتطلع لبناء علاقة ممتازة.
مشاركة :