في مستشفيات غزة مع إجراء عمليات دون تخدير.. ألم وبكاء ودعاء

  • 11/10/2023
  • 11:42
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تبكي طفلة صغيرة من الألم وتصرخ "ماما.. ماما"، بينما يخيط الممرض جرحا في رأسها دون استخدام أي مخدر، لأنه لم يكن متوفرا في ذلك الوقت في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. تلك واحدة من أسوأ اللحظات التي روى عنها الممرض أبو عماد حسنين، وهو يصف المعاناة التي يمرون بها في وقت يضطرون فيه للتعامل مع تدفق لم يسبق له مثيل للجرحى وندرة أدوية تخفيف الألم منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل أكثر من شهر. وقال حسنين: "غالبا ما نعطيه الشاش المعقم لكي يقوم بالعض عليه لتخفيف الألم الذي يشعر به ونحن نعلم أن الألم الذي يشعر به هو أعلى مما يتصور أو أعلى مما يفوق سنه في هذا السن المبكر" في إشارة إلى الأطفال مثل الطفلة المصابة بجرح في الرأس. ولدى وصوله إلى مستشفى الشفاء لتغيير الضمادات وتطهير جرح في ظهره أصيب به في غارة جوية إسرائيلية، قال نمر أبو ثائر، وهو رجل في منتصف العمر، إنه لم يحصل على أي مسكنات للألم عندما تمت خياطة الجرح في الأصل. وأضاف "ظللت أقرأ القرآن حتى انتهوا منه". وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء: إنه مع وصول أعداد كبيرة جدا من المصابين في وقت واحد، لا يوجد خيار سوى علاجهم على الأرض دون أي عقاقير لتخفيف الألم بشكل كاف. وضرب مثلا لهذا بما حدث مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي المعمداني 17 أكتوبر، وقال: إن نحو 250 جريحا وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يضم 12 غرفة عمليات فقط. وقال أبو سلمية: "لو انتظرنا هذا العدد الكبير من الجرحى إلى أن ينتهي الواحد تلو الآخر لفقدنا كثيرا من الجرحى". وأضاف "اضطررنا أن نعمل على الأرض دون أي تخدير أو بمخدر بسيط جدا أو مسكنات ضعيفة جدا حتى نستطيع إنقاذ حياة الجرحى". وتابع أبو سلمية، دون الخوض في تفاصيل، أن العمليات التي أجرتها الأطقم الطبية في مستشفى الشفاء في مثل هذه الظروف شملت بتر أطراف وأصابع وخياطة جروح وعلاج حروق خطرة. الألم أو الموت قال أبو سلمية: "أكيد، الأمر مؤلم للطواقم الطبية وأمر ليس بسيطا. لكنه في سبيل إما أن يتألم المريض وإما أن يفقد حياته". وفي مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة، قال الطبيب محمد زقوت مدير المستشفى: إنه كانت هناك فترة في بداية الصراع نفدت فيها إمدادات التخدير بالكامل حتى سمح لشاحنات المساعدات بالدخول. وأضاف زقوت "تم إجراء عمليات عدة منها عمليات قيصرية لسيدات دون بنج على الإطلاق... كان شيئا مؤلما جدا. بعدها اضطررنا لإجراء الحروق دون مخدر ودون قاتل للألم لعدم توافره". وأوضح أن الأطقم الطبية بذلت قصارى جهدها لتخفيف آلام المرضى بأدوية أخرى أضعف تأثيرا، لكن هذا لم يكن كافيا. وتابع قائلا "هذا ليس الحل الأمثل لمريض داخل غرفة العمليات، نريد إجراء العملية له تحت التخدير الكامل". وخلال الأيام الـ12الأولى من الصراع الأحدث، لم يسمح بدخول المساعدات إلى غزة. وفي 21 أكتوبر، وصلت أول قافلة من شاحنات المساعدات من معبر رفح على حدود القطاع مع مصر. ومنذ ذلك الحين، دخلت قوافل عدة، لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تقول: إن المساعدات المقدمة ليست قريبة من المستوى المطلوب للتخفيف من الكارثة الإنسانية. وأشار زقوت إلى أنه رغم تخفيف النقص في مواد التخدير في مستشفى ناصر بفضل إيصال المساعدات، لا يزال هناك نقص حاد في مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي، وكلاهما يقعان في شمال القطاع الذي يتعرض لقصف شديد.

مشاركة :