السعودية تلقي بثقلها في دفع جهود وقف حرب غزة

  • 11/10/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض - ندّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الجمعة بانتهاكات القوات الإسرائيلية في قطاع غزة عشية قمتين عربية وإسلامية ستركزان على الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر، فيما تلقي المملكة التي تلعب دورا وازنا في المنطقة بثقلها لخفض التصعيد والحيلولة دون اتساعه وتدفع باتجاه تسوية للأزمة. وقال الحاكم الفعلي للسعودية خلال كلمته أمام قمة سعودية أفريقية في الرياض "ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الاسرائيلية للقانون الدولي الإنساني"، مضيفا "نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام". وتحت عنوان "إعلان الرياض، خريطة التعاون السعودي الإفريقي"، أكد المجتمعون أن "القمة تمثل منعطفا تاريخيا هاما في مسار علاقات الدول الإفريقية مع المملكة"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس". وبشأن الأوضاع في فلسطين أعرب المشاركون في القمة عن "بالغ قلقهم حيال الكارثة الإنسانية في غزة"، مشددين على "ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأكدوا أيضا "أهمية دور المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف الهجمات الإسرائيلية، والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة". ولفتوا إلى "ضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني". وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية أشاد المجتمعون بـ"عمق العلاقات التاريخية بين المملكة ودول القارة الإفريقية". ورحب المجتمعون بنتائج المؤتمر الاقتصادي رفيع المستوى الذي عقد على هامش القمة وشهد توقيع أكثر من 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم في العديد من المجالات الاقتصادية. وأوضحوا أن المؤتمر "بحث سبل تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية من خلال استكشاف مجالات الاستثمار، والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030". وانتقدت الرياض مرارًا وتكرارًا الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في بيانات رسمية، لكنّ تصريحات اليوم الجمعة كانت العلنية الأولى للأمير محمد. وأدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد الجمعة "العنف الفاضح" الذي يتعرض له الفلسطينيون، قائلا "إننا ندعو إلى قفزة حقيقية وعملية لوقف التدمير الفوري لغزة وقتل الآلاف من أهلها من أجل إعطاء زخم قوي للحل السياسي من خلال تبني حل الدولتين". وتؤشر استضافة الرياض للقمتين على بداية مساع دبلوماسية رفيعة المستوى تستثمر خلالها السعودية موقعها كمدافع عن الفلسطينيين، فضلا عن اهتمامها باحتمال الاعتراف بإسرائيل في يوم من الأيام. وأبلغ ولي العهد السعودي القمة أن بلاده ستستثمر 25 مليار دولار في أفريقيا وتأمين عشرة مليارات دولار من الصادرات وتقديم خمسة مليارات دولار تمويلاً تنموياً إضافياً من الآن وحتى عام 2030، وهو ما يقرب من ضعف المبلغ المستثمر في العقد الماضي، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). وقال إنّ "السعودية قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية" خلال السنوات القليلة الماضية. وأوضحت الباحثة في معهد بيكر ياسمين فارق أنّ القمة تبرز سعي الرياض لوضع نفسها في "مركز قوة دولية وليس مجرد قوة إقليمية أو عربية في أفريقيا جنوب الصحراء"، مضيفة "منذ وصول ولي العهد للحكم في العام 2017 يتم إعادة تنظيم النفوذ السعودي في القارة ليعود بأهداف وعوائد واضحة". وأضافت أنّ "السعودية لم تعد تنظر إلى أفريقيا من منطلق تأثير إسلامي ومالي بحت بل باتت تنظر إليها من وجهة نظر استثمارية وجيوسياسية وللاستفادة من الكتلة التصويتية الكبيرة لأفريقيا في المنظمات والهيئات الدولية". وبدأت الحرب في غزة بعدما شنت حماس هجوما غير مسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية أسفر عن مقتل 1400 شخص في إسرائيل واحتجاز نحو 240 رهينة، على ما تفيد السلطات. وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين قصفا عنيفا لا هوادة فيه على قطاع غزة أسفرعن مقتل 11 ألف شخص على الأقل غالبيتهم مدنيون وبينهم أكثر من 4500 طفل على ما تفيد وزارة الصحة التابعة لحماس. وعرقلت الحرب جهود التوصل لاتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، بينما قال الأمير محمد في سبتمبر/أيلول إن التقارب بين المملكة والدولة العبرية "يقترب" كل يوم أكثر. وقالت الباحثة في تشاتام هاوس إلهام فخرو إن أكبر مصدّر للنفط في العالم وجيرانه "لديهم خوف مشترك وهو حصول تصعيد أوسع نطاقا" للنزاع. وأوضحت فخرو أمام حلقة نقاش نظمها معهد دول الخليج العربية في واشنطن الخميس أن هذه الدول "قلقة للغاية من استهدافها من قبل جماعات تحركها إيران التي تسعى للانتقام من إسرائيل والولايات المتحدة". وأكّد محللون سعوديون أنّه على الجامعة العربية ألا تكتفي ببيانات تدين الهجمات على المدنيين في غزة، مع أنه من غير الواضح كيف يمكن للتكتل العربي أنّ يؤثر على مجرى الأحداث على الأرض. وقال المحلل السعودي سليمان العقيلي "هذا الاجتماع سيكون ناجحا إذا أدى إلى أي صيغة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب. وإلا فلن يكون ناجحا". وتابع أنّ "الحاجة الملحة الآن هي وقف الحرب".

مشاركة :