أكد جلالة الملك محمد السادس، أن المملكة تواصل مسيرات التنمية والتحديث والبناء من أجل تكريم المواطن المغربي وحسن استثمار المؤهلات التي تزخر بها البلاد، وخاصة بالصحراء المغربية. وأضاف جلالة الملك ضمن خطاب إلى الأمة بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، "مكن استرجاع أقاليمنا الجنوبية من تعزيز البعد الأطلسي للمملكة، كما مكنت تعبئة الدبلوماسية الوطنية من تقوية موقف المغرب، وتزايد الدعم الدولي لوحدته الترابية، والتصدي لمناورات الخصوم، المكشوفين والخفيين. وإذا كانت الواجهة المتوسطية تعد صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو إفريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي". وشدد جلالته، على "الحرص على تأهيل المجال الساحلي وطنيا، بما فيه الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية، وكذا هيكلة هذا الفضاء الجيو-سياسي على المستوى الإفريقي، وقال: "غايتنا أن نحول الواجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي". وعبر جلالته، عن الحرص على استكمال المشاريع الكبرى التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، وتوفير الخدمات والبنيات التحتية المرتبطة بالتنمية البشرية والاقتصادية، وكذا تسهيل الربط بين مختلف مكونات الساحل الأطلسي، وتوفير وسائل النقل ومحطات اللوجستيك، بما في ذلك التفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني، قوي وتنافسي. وفي هذا السياق، اعتبر الخبير الاقتصادي، محمد جدري، أن الخطاب الملكي "جاء تكملة للمسار التنموي الذي بدأه المغرب منذ سنة 1975 ومازال مستمرا إلى اليوم". وأضاف جدري، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن "المغرب استثمر في العديد من البنيات التحتية والعديد من الأمور الأساسية التي تهم اقتصاد الأقاليم الجنوبية في مرحلة أولى، ثم مر إلى مرحلة ثانية سنة 2015 والمتعلقة بتنزيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي خصصت له 77 مليار درهم لتصل اليوم إلى أكثر من 82 مليار درهم"، مشيرا إلى أن هذه "الميزانية قد خصصت للبنية التحتية من قبيل الطريق السريع الذي يربط تزنيت بمدينة الداخلة والذي سيغير ملامح غرب إفريقيا؛ لأنه سيسهل حركية الأفراد والبضائع للمرور من أوروبا نحو إفريقيا وكذلك من افريقيا نحو أوروبا". وأبرز جدري، أن "مدينة العيون تعرف أوراش كبرى ومنها بناء مستشفى جامعي وكلية الطب والصيدلة، وتحلية مياه البحر، والطاقات المتجددة، بالإضافة إلى ميناء الأطلسي"، ثم واصل: "اليوم ننتقل إلى المرحلة الثالثة من المسيرة التنموية من أجل تأهيل الواجهة الأطلسية للأقاليم الجنوبية التي ستكون مفيدة للمغرب ولمجموعة من الدول المتواجدة بغرب افريقيا". "نتوفر اليوم على خارطة طريق واضحة لكل ما يتعلق بالطاقات المتجددة، وبالتنقيب عن مجموعة من الموارد الطبيعية وتحلية المياه والصيد البحري والقطاع الفلاحي والسياحة الشاطئية والصحراوية" يقول المحلل الاقتصادي، ثم زاد قائلا: "المبادرة التي أطلقها جلالة الملك فيما يتعلق بإحداث إطار مؤسسي، يجمع الدول الإفريقية الأطلسية الـ 23، بهدف توطيد الأمن والاستقرار والازدهار المشترك ستسهل جاذبية الاستثمارات واللوجستيك والنقل والشحن وسلاسل التوريد والإنتاج لمجموعة من السلع التي تنتج في دول غرب إفريقيا". وخلص تصريحه بالقول: إن "المغرب اليوم يُعول على هذا التكتل الجديد الذي سيتكون من 23 دولة لتكون قوة إقليمية على المستوى الإفريقي لمنافسة التكتلات الموجودة على المستوى العالمي"، مشددا على أن "المملكة تعتمد على علاقتها جنوب- جنوب وسياسة رابح-رابح مع مجموعة من الدول".
مشاركة :