••• تفجر البرجان في نيويورك ثم تفجر معه الخوف لدى الأمريكيين والإرتباك و... (الكذب)!! - توالت الأوجاع تلو الاوجاع للأميركيين والمقيمين.. كنت في شقتي بسان دييغو «كاليفورنيا» بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 بخمسة أشهر، كان الوقت صباحا، سمعت قرعاً على الباب، صوت من الخارج يقول: «نحن المباحث الفيدرالية الأمريكية، هل تسمح لنا بالدخول؟» سمحت لهما بالدخول (غصبا عني). ••• كانا إثنين يلبس كل منهما بدلة أنيقة و يبدو عليهما التعب والإرهاق، بعد الاحداث تردد كثير من عملاء المباحث الأمريكية (FBI) على السعوديين بصفة خاصة والعرب عامةً يطرحون عليهم أسئلة وفقا لوظائفهم، هذا ما كان يحدث للطلاب والموظفين السعوديين والعرب والمسلمين عموماً بعد أحداث 11 سبتمبر. ••• أنا، ولأنني كنت طالبا، وفي ذات الوقت مندوباً لجريدة «الشرق الاوسط» الدولية في سان دييغو قالوا لي: «نحن نعرف أنك صحفي لكننا جئنا ليس لجمع معلومات وإنما لنأخذ أراءك حول أحداث 11 سبتمبر»، وقد كذبا في ذلك!! أحد أسئلتهم كان الطلب مني بأن أقدم معلومات عن بعض المسلمين في المدينة، قالا لي نريد معلومات عن إمام مسجد في سان دييغو وتحركاته، قلت في نفسي هما يريدان معلومات وليس كما قالا آراء، بالطبع لم أعطهم أي معلومات عن إمام المسجد ولا حتى آراء. ••• زاروني في منزلي وفي عدة أماكن في المدينة، وفي كل مرة أرفض إعطائهم أي معلومات عن ما يريدون، سألوني:»ماذا كنت تفعل أمام بوابة القاعدة البحرية على ساحل المدينة، كان هذا أصعب سؤال وجهوه إلي، أجبت بأنني كنت في نزهة على الشاطئ أنا وزوجتي والطفلتين، وعندما أردت الخروج إلى الطريق السريع وقفتُ بالخطأ أمام البوابة، ويبدو أنهم قالوا في أنفسهم إن هذا الصحفي لن يفيدنا في شئ، فرحلوا غير مأسوف عليهم. ••• أحداث كثيرة حصلت لي ولغيري بعد الأحداث ومنها: عجوز أمريكية هددت بإبلاغ المباحث الأمريكية عني، صادفت أستاذتي بالجامعة في إحدى المقاهي ومعها زوجها وأم زوجها، وقلت خلال الأحاديث معهم إنني أحترم الشعب الأمريكي لكنني لا أحترم الإدارة الأمريكية، في الصباح وبعد الدرس طلبت مني الأستاذة الحديث على إنفراد، قالت لي إن والدة زوجها هددت بشكواي لدى المباحث الأمريكية، أضافت الأستاذة أنني قلت لها: «لو قدمتِ شكوى ضده فسيكون هذا آخر علاقتي بك»، فقلتُ لها: « إن تصرفك دليل على ماقلته، بأنني أحترم الشعب الأمريكي». - قصص غريبة أخرى ضمنتها كتابي «قصص 11 سبتمبر». ••• نهاية: الأحداث الكبيرة تصنع الرجال.
مشاركة :