سقطت قذيفة مدفعية إسرائيلية في باحة مستشفى ميس الجبل الحكومي جنوبي لبنان دون أن تنفجر، وسط استمرار تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على الحدود بين البلدين، وفق مصادر لبنانية. وأفادت (الوكالة الوطنية للإعلام) اللبنانية الرسمية اليوم (الجمعة) بـ"سقوط قذيفة مدفعية إسرائيلية عيار 155 في باحة مستشفى ميس الجبل الحكومي، دون أن تنفجر". ووصف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب في تصريح مقتضب، القصف الإسرائيلي لمستشفى ميس الجبل بأنه "جريمة ضد الإنسانية أدت إلى وقوع أضرار مادية، ولولا العناية الإلهية لتحولت إلى مجزرة". وشدد على أن القصف "يعكس سياستها التي تستهدف مراكز الرعاية الصحية بشكل متعمد". من جهتها، أعربت وزارة الصحة اللبنانية عن "إدانتها واستنكارها لاستهداف مستشفى ميس الجبل، ما أدى إلى جرح أحد العاملين الصحيين وتضرر قسم الطوارئ في تحد صارخ للقوانين والمعاهدات الدولية كافة". وأكدت الوزارة في بيان أن "استهداف المرافق الصحية والعاملين فيها يشكل انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي، ويعرض حياة الأبرياء والمرضى للخطر". وحملت "السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا العمل غير المبرر، والذي كان سيؤدي إلى نتائج كارثية لو أن القذيفة المدفعية التي استهدفت المستشفى انفجرت". ودعت وزارة الصحة "المجتمع الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى القيام بواجباتها في ضمان حماية المرافق الطبية والعاملين فيها، وضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال العدوانية"، مطالبة بـ"إجراء تحقيق شامل وعادل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم". وشددت على أن "حماية الصحة والسلامة العامة هي من أسمى الواجبات الإنسانية، ويجب أن تكون فوق أي اعتبارات سياسية أو عسكرية". وكان الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل جنوبي لبنان البالغ طوله نحو 120 كيلومترا شهد مواجهات عنيفة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة والقذائف المدفعية والصاروخية والمسيرات والطائرات الحربية. وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "أكثر من 200 قذيفة مدفعية إسرائيلية ثقيلة بينها قذائف حارقة استهدفت أطراف بلدات علما الشعب والناقورة واللبونة ورامية وبيت ليف ورميش ووادي هونين ومحيبيب في القطاع الغربي، وأطراف بلدات ميس الجبل وحلتا ومزرعة بسطرة وحولا وبرج الملوك وسهل الخيام في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني". وأشارت المصادر إلى أن "قذيفة إسرائيلية عيار 155 مليمترا سقطت عند المدخل الشرقي لمستشفى ميس الجبل الحكومي لكنها لم تنفجر، مما أدى إلى أضرار مادية بقسم الطوارئ وتحطيم معدات وأدوات طبية وقد نجا العاملون في قسمي الطوارئ والعناية الفائقة بأعجوبة". وأضافت المصادر ذاتها أن "مسيرات إسرائيلية أغارت على منطقة الكروم في أطراف بلدة محيبيب في القطاع الغربي وأطراف ميس الجبل، كما أغار الطيران الحربي على بلدة حولا بشرق الجنوب ملقيا صاروخين جو/ أرض أوقعا أضرارا جسيمة بعدة منازل". وأشارت المصادر إلى "إطلاق الجيش الإسرائيلي صاروخ أرض/ أرض باتجاه منطقة المحمودية عند الطرف الشرقي لمدينة جزين جنوبي لبنان، والتي تبعد نحو 20 كيلومترا عن الخط الحدودي". وأعلن حزب الله في بيان أن عناصره هاجمت بالقذائف الصاروخية والمدفعية "تجمعا" لجنود إسرائيليين قرب موقع العاصي الواقع مقابل بلدة ميس الجبل "محققين إصابات مباشرة". كما قال الحزب إنه شن هجمات على مواقع وادي هونين والضهيرة وبركة ريشا الواقعة عند الخط الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني بالصواريخ الموجهة، مشيرا إلى "تحقيق إصابات مباشرة". وأعلن حزب الله في بيان أن 7 من عناصره "ارتقوا على طريق القدس"، دون أية تفاصيل بشأن أماكن وظروف مقتلهم. وارتفعت بذلك حصيلة المواجهات على الجانب اللبناني منذ 8 أكتوبر المنصرم حتى اليوم وفق بيانات حزبية وتقارير أمنية وطبية إلى 95 شخصا بينهم 75 عنصرا من حزب الله إضافة إلى 9 عناصر من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في لبنان و11 مدنيا بينهم مصور صحفي. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل بشكل يومي عمليات قصف وإطلاق نار متبادل بشكل متقطع بين حزب الله وحركات فلسطينية والجيش الإسرائيلي، منذ إطلاق حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، التي ردت بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد الحركة الفلسطينية في قطاع غزة.
مشاركة :