الصحة العالمية: نحذر من خطر انتشار الأوبئة في غزة

  • 11/11/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس للأناضول:  -القافلة التي تحمل مساعدات طبية من منظمة الصحة العالمية وصلت إلى مستشفى الشفاء في غزة في 8 نوفمبر الجاري  -تم اكتشاف 33 ألفًا و551 حالة إسهال في غزة منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر الماضي ونصف الحالات تظهر لدى الأطفال دون سن الخامسة -يوجد 54 ألفا و866 حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي في غزة - المستشفيات ليس لديها القدرة الكافية على رعاية المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والإسهال    حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال حدوث "أوبئة كبيرة" في قطاع غزة، مع استمرار الحرب الإسرائيلية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الصحية للقطاع منذ أكثر من 35 يوما. وعقب إطلاق فصائل فلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين أول، شددت إسرائيل الحصار على قطاع غزة الذي يتعرض لغارات جوية مدمرة، وقطعت عنه الكهرباء والمياه والإنترنت ومنعت دخول البضائع والحاجيات الأساسية بما في ذلك الوقود والأدوية. وتتذرّع إسرائيل بأن المساعدات قد تصل للفصائل وتزيد من قدرتها على الصمود، لتبرير مواصلتها الحصار التام على قطاع غزة، مع القليل من الاستثناءات عبر عدد محدود من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ أيام رغم تأكيد كل منظمات دولية وإنسانية على عدم تناسبها مع العجز الكبير. وبينت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، للأناضول، عبر اتصال فيديو، طبيعة الوضع الصحي في غزة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والحرب الشرسة على غزة. وذكّرت هاريس بأن القافلة التي تحمل مساعدات طبية من منظمة الصحة العالمية وصلت إلى مستشفى الشفاء في غزة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وقالت إنهم يريدون دائمًا إيصال مواد إغاثة إلى جميع المستشفيات، لكن مستشفى الشفاء، الذي يعد أحد أكبر وأهم المرافق الصحية في غزة، كان بحاجة بشكل عاجل لمواد إغاثية. ومضت قائلة: يصعب الوصول إلى مستشفى الشفاء لأنه يقع في منطقة صراع نشطة للغاية. واعربت عن سعادتهم الكبيرة لتمكنهم من تسليم مواد إغاثية للمستشفى موضحة أن ما وصل لا يكفي لأن المستشفى خالٍ تقريبًا من أي إمدادات طبية. وأشارت هاريس إلى أن تسليم كميات من المواد الإغاثية والطبية للمستشفى يعد في الواقع تطورًا إيجابيًا، وأن منظمة الصحة العالمية تعمل على ضمان استمرار وصول المزيد من الإمدادات الطبية والإغاثية إلى جميع المستشفيات. وقالت: نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار حتى نتمكن من إيصال المواد الإغاثية إلى جميع المستشفيات في غزة. ليس لدينا أي ضمانات أمنية. ما نحتاجه هو وقف الصراعات. لم يسبق لنا أن فقدنا هذا العدد الكبير من العاملين في المجال الإنساني في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. هذا مخيف جدًا. * عوامل تؤدي إلى أوبئة كبرى وبخصوص خطر انتشار أوبئة في غزة، شددت هاريس على أن الوضع الصحي في غزة يزداد سوءًا، وأن الوضع في قطاع غزّة مرشح لانتشار موجات كبيرة من الأوبئة. وأشارت هاريس أيضًا إلى توقف أعمال إدارة والتعامل مع النفايات في غزة، إضافة إلى توقف أنشطة إدارة الصرف الصحي بسبب نقص الوقود. وقالت: في القطاع، هناك الكثير من الناس المحاصرين في مناطق صغيرة. هناك من يعاني سوء التغذية، وخاصة الأطفال، بسبب تضاؤل المخزون الغذائي في ظل انقطاع واردات القطاع من الطعام والمواد الغذائية. الناس يضطرون لشرب مياهٍ غير صالحة للشرب بسبب محدودية الموارد المائية. لا توجد أيضًا طريقة لإدارة تحلية المياه حيث لا يُسمح بإمدادات الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه، تضيف المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية وأردفت: من خلال خبرتنا في مجال الصحة العامة، أستطيع القول إن مثل هذه العوامل تؤدي إلى انتشار موجات كبرى من الأوبئة. وأشارت هاريس إلى اكتشاف 33 ألفًا و551 حالة إسهال في غزة منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر الماضي، وأن نصف هذه الحالات تظهر لدى الأطفال دون سن الخامسة. وتابعت القول: يمكن للإسهال أن يقتل بسرعة الطفل الذي لا يستطيع الحصول على ما يكفي من الطعام والماء. يمكن أن يقتل طفلاً حديث الولادة في يوم واحد، لأن الأم لا تستطيع إرضاعه بشكل طبيعي لكونها جائعة، الوضع حرج للغاية. يجب إيقاف الظروف التي تسبب ذلك. وأشارت هاريس إلى أن القطاع يشهد حاليًا تفشيًا كبيرًا لمرض الجدري المائي لدى الأطفال، بالإضافة إلى حالات الطفح الجلدي والجرب والقمل، بسبب ظروف الحصار والبيئة المكتظة والنقص في مواد التنظيف. *صعوبة المحافظة على الصحّة تتابع المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، بالقول: يستخدم أكثر من 600 شخص يعيشون في الملاجئ المراحيض ذاتها. ليس من الممكن للمرء أن يحافظ على صحته في ظل هذه الظروف. وأشارت هاريس إلى وجود 54 ألفا و866 حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي في غزة، كما أن الوضع الحالي يساهم في انتشار الأنفلونزا ونزلات البرد المختلفة بما في ذلك كورونا (كوفيد-19)، ما قد يؤدي إلى عواقب أكثر خطورة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. ولفتت هاريس إلى أن المستشفيات في غزة توفر خدمات صحية لعدد من المرضى يفوق طاقتها الاستيعابية، وأن 44 بالمئة من المستشفيات لا تعمل ولا يستطيع الموظفون تقديم الخدمة الصحية بطريقة سليمة. ونوهت هاريس أيضًا إلى إغلاق 16 من 36 مستشفى و52 من 72 مركزًا للرعاية الصحية الأولية في غزة. وقالت: مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، وهو المركز الوحيد الذي يعالج فيه مرضى السرطان في قطاع غزة، أصبح غير صالح للاستخدام بسبب نقص الوقود والأضرار التي خلفتها الغارات الجوية التي نفذت حول المستشفى في الأيام الأخيرة. وذكرت هاريس أن 70 مريضا بالسرطان معرضون لخطر الموت، في ظل وجود العديد من الجرحى جراء القصف والغارات الجوية التي تستهدف غزة. ومطلع نوفمبر الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية توقف العمل حاليا في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني في قطاع غزة. ومستشفى الصداقة التركي هو الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان بغزة، ويقع في نقطة قريبة من المنطقة التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية صباح الاثنين. وموّلت الحكومة التركية بناء المستشفى الذي يعد من أكبر المشافي في فلسطين بمساحة 34 ألفا و800 متر مربع، ومؤلف من 3 طوابق، ويحوي 180 سريرا. وقالت هاريس إن المستشفيات ليس لديها القدرة الكافية على رعاية المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والإسهال، لذلك فإن المرضى معرضون لخطر الموت في أي لحظة. وردا على سؤال حول خطط تركيا لجلب الأطفال المصابين بالسرطان في غزة إلى البلاد في أسرع وقت ممكن ومواصلة الجمهورية التركية إجراء اتصالات حول هذا الموضوع، قالت هاريس: إن أي عمل يتم القيام به من أجل الجرحى والمرضى والأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية في غزة هو أمر مهم. "ننظر إلى هذه الجهود بإيجابية، ولكن من الأهمية بمكان أن ينتهي الصراع حتى يتمكن الأطفال من تلقي العلاج الذي يحتاجون إليه"، تضيف المتحدثة. وشددت هاريس، في نهاية حديثها على أهمية تزويد النظام الصحي في قطاع غزّة بالدعم والإمدادات والأمن بغرض تمكين الأنشطة الميدانية للقطاع الصحي من إدارة شؤون الجرحى والمرضى. ومنذ 35 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل أكثر من 10 آلاف و812 فلسطينيا، بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة، وأصاب أكثر من 26 ألفا، كما قتل 183 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :