كشفت أيسلندا، أمس، عن حالة الطوارئ، وإخلاء قرية غريندافيك الساحلية بعد زلزال شديد ضرب جنوب غربي البلاد، ووفق مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي تم تسجيل نحو 800 زلزال بين منتصف ليل الجمعة وظهر أمس. وذكرت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية، أن هذا من أكبر الزلازل التي تشهدها البلاد، مرجحةً أن تنتج ثوراناً بركانياً عند وصول الصهارة إلى غريندافيك. وكذلك، أعلنت هيئة الحماية المدنية في أيسلندا حالة طوارئ، في أعقاب سلسلة من الزلازل، التي ربما تنذر بثوران بركاني وشيك. وأضافت الهيئة إن النشاط الزلزالي، يتركز في جنوب غربي شبه جزيرة ريكيانيس، ويحذّر أن ثوراناً بركانياً يمكن أن يحدث في النظام البركاني هناك في الساعات أو الأيام المقبلة. وتابعت الهيئة أنه تم تسجيل «تغييرات كبيرة» في تكدّس المواد المنصهرة (حمم بركانية ذائبة)، تحت الأرض، بالقرب من قرية غريندافيك، التي يقطنها حوالي أربعة آلاف نسمة. في ضوء ذلك، قررت الشرطة المحلية، وهيئة الحماية المدنية، إخلاء قرية غريندافيك، وإعلان الطوارئ. بينما ذكر بيان من مكتب الأرصاد الجوية في أيسلندا: «في تلك المرحلة، من غير الممكن تحديد ما إذا كانت المواد المنصهرة ستصل إلى السطح، تحديداً وأين». وأضاف البيان: «هناك مؤشرات على أن مجموعة كبيرة من المواد المنصهرة تتحرك في منطقة تمتد من سوندونجوكاجيجوم، في الشمال باتجاه قرية غريندافيك». ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، يقول مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي (IMO)، إنه يشعر بالقلق من انتشار كميات كبيرة من الصخور المنصهرة تحت الأرض ويمكن أن تظهر هناك، وظل الموقع خاملاً لمدة ثمانية قرون حتى ثورانه في الأعوام 2021، و2022، و2023. كما تم تسجيل آلاف الهزّات الأرضية حول بركان «فاغرادالسفيال» القريب في الأسابيع الأخيرة، وتركزت في شبه جزيرة ريكيانيس في أيسلندا، التي ظلت خاملة للنشاط البركاني لمدة 800 عام قبل ثوران عام 2021. وأول من أمس، أدى النشاط الزلزالي المتزايد في المنطقة إلى إغلاق عدد من الأماكن، وتم تسجيل أكثر من 20 ألف هزّة أرضية جنوب غربي أيسلندا منذ أواخر أكتوبر الماضي. وقالت المنظمة البحرية الدولية، في بيان، إن تغيرات كبيرة حدثت في النشاط الزلزالي، مع تحرك الهزّات نحو غريندافيك على مدار اليوم. وأضافت إنه من المحتمل أن تكون الصهارة قد امتدت تحت البلدة، وقالت المنظمة البحرية الدولية: «إن كمية الصهارة الموجودة أكبر بكثير مما لوحظ في أكبر عمليات خروج الصهارة المرتبطة بثوران فاغرادالسفيال». وتعد أيسلندا واحدة من أكثر المناطق نشاطاً جغرافياً في العالم، حيث تضم حوالي 30 موقعاً بركانياً نشطاً، وتحدث الانفجارات البركانية عندما ترتفع الصهارة، وهي أخف من الصخور الصلبة المحيطة بها، إلى سطح الأرض من أعماقها. ومن بين سلسلة الزلازل الليلية التي سجلتها أيسلندا، 15 زلزالاً بقوة أكبر عن ثلاث درجات، واثنان بقوة أكبر عن أربع درجات، بحسب ما أوردت قناة «آر.يو.في» الإذاعية الصباحية. في الأثناء، حذرت السلطات المحلية في أيسلندا، عبر تنبيهات متتالية، تسلط الضوء على العلامات المتزايدة للنشاط البركاني، وتنبّه من مخاطر الغازات السامة والأدخنة الكثيفة التي تصاحب الحمم البركانية والحرائق التي تخلفها. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :