أوضح رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن قضية فلسطين والقدس الشريف محور اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، وأن المملكة العربية السعودية ماضية في وقوفها مع الشعب الفلسطيني، والسعي إلى استرداد حقوقه المشروعة. وقال السديس إن استضافة المملكة لقمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية، بشكل استثنائي في الرياض؛ تنبع من استشعار القيادة الرشيدة -أيدها الله- لأهمية توحيد الجهود العربية والإسلامية، والخروج بموقف جماعي موحد، يعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة، بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، والتي تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها، وإنهاء الحصار على غزة، ووقف التهجير القسري للشعب الفلسطيني؛ امتثالًا للأعراف والقوانين الدولية، والمبادئ الإنسانية المشتركة، وتعاليم الشريعة الإسلامية. وتابع: إن دعوة المملكة لعقد القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية؛ تعكس أخذها بزمام المبادرة في تشكيل موقف موحد على مستوى العالمين العربي والإسلامي، من خلال المشاورات والتنسيق مع دولة فلسطين والدول العربية والإسلامية، إيمانًا بأهمية العمل العربي والإسلامي المشترك؛ لحل القضايا والأزمات التي تواجهها المنطقة والعالم. وبيّن أن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية؛ ستدعم جهود إدانة إخضاع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة لحصار قاتل، من خلال منع مقومات الحياة الأساسية؛ بهدف التهجير القسري للشعب الفلسطيني، والمطالبة بالسماح للمساعدات الإنسانية والإغاثية بالوصول لمستحقيها من الشعب الفلسطيني. وأردف بأن التاريخ يشهد كيف أسهمت المملكة -على مدار العقود الماضية- في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، في جميع الأزمات والمحن التي مر بها والمنعطفات والتحديات. وأشار إلى أن المملكة تعمل من أجل القضية الفلسطينية وحلها دون كلل أو ملل، وها هي تستضيف قمة عربية إسلامية مشتركة، وترسّخ بأفعالها وأقوالها، ودعمها المادي والمعنوي؛ مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وثمّن ما توليه المملكة من منافحة واهتمام؛ لدعم مساعي تحقيق الأمن الشامل والسلام الدائم، والحياة الكريمة للشعب الفلسطيني، وإنشاء دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف. وقال: إن مواقف المملكة تنطلق من ثوابتها الدينية، وإيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود؛ إنما هو واجب تمليه عليها عقيدتها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية، ولما للمسجد الأقصى من المكانة الدينية؛ إذ هو مسرى خاتم النبين؛ {سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} [الإسراء: ١]، وقرين الحرمين الشريفين، قال ﷺ: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) [متفق عليه]، وقال ﷺ: (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) [أخرجه البزار]. وأن ما يقوم به الإسرائيليون من العدوان الغاشم على غزة وأهلها؛ لا يقبله دين ولا عرف دولي؛ فقد انتهكوا بعدوانيتهم الحرمات والمقدسات، وسلبوا حقوق الأبرياء الفلسطينيين.. وفي ختام حديثه: رفع رئيس الشؤون الدينية أكفّ الضراعة إلى الله عز وجل؛ بأن يحفظ الشعب الفلسطيني، ويعجل بالفرج والتمكين لهم، ويحقق المنشود من وراء القمة العربية الإسلامية المشتركة، ويجزي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين الجزاء الأوفى؛ نظير نصرة الإسلام والمسلمين، وخدمة قضاياهم.
مشاركة :