الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية بسبب الحرب على قطاع غزة

  • 11/12/2023
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم‭ ‬تكتف‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬طوفان‭ ‬الأقصى‮»‬‭ ‬بتوجيه‭ ‬ضربات‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬عسكريا‭ ‬وأمنيا‭ ‬وسياسيا،‭ ‬بل‭ ‬وصل‭ ‬تأثيرها‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬فأثرت‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬الصناعة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والطاقة‭ ‬والبنوك‭ ‬والسياحة‭ ‬والطيران‭ ‬والطعام‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬ وقد‭ ‬وزع‭ ‬كبير‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬الاستثمار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬–Meitav‭ -‬الأضرار‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬فئات‭: ‬التكلفة‭ ‬المباشرة‭ ‬للحرب،‭ ‬والتعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالممتلكات،‭ ‬والمساعدة‭ ‬الاقتصادية‭ (‬استمرارية‭ ‬الأعمال،‭ ‬ودعم‭ ‬الأسر‭)‬،‭ ‬وفقدان‭ ‬دخل‭ ‬الدولة‭ ‬بسبب‭ ‬الإضراب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقدير‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬تقديرات‭ (‬بنك‭ ‬إسرائيل‭ ‬ووزارة‭ ‬الخزانة‭) ‬اللذين‭ ‬قدرا،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬رسمي،‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬سيكون‭ ‬خسارة‭ ‬بنسبة‭ ‬3%‭ -‬2%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭.‬ ‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬فإن‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬ستمنى‭ ‬بها‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬افتراض‭ ‬بنك‭ (‬ميتاف‭) ‬‮«‬باستمرار‭ ‬الحرب‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬يوما،‭ ‬ستبلغ‭ ‬تكلفتها‭ ‬المباشرة‭ ‬بين‭ ‬6,17‭ -‬6.25‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬كلفة‭ ‬السلاح‭ ‬والذخيرة‭ ‬وقوات‭ ‬الاحتياط‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬ستكون‭ ‬ضعف‭ ‬تكلفة‭ ‬حرب‭ ‬لبنان‭ ‬الثانية‭ .‬ كما‭ ‬أضافت‭: ‬‮«‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وبسبب‭ ‬الحرب،‭ ‬سيقفز‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬4%‭ - ‬3%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬مقارنة‭ ‬بتوقعات‭ ‬العجز‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬عند‭ ‬1‭.‬5%‭ ‬وأن‭ ‬الحرب‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬عائدات‭ ‬الضرائب‭ ‬–‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بقيمة‭ ‬حوالي‭ ‬7‭.‬75‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‮»‬‭.‬ أما‭ ‬الصورة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬فستكون‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً،‭ ‬إذ‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عجز‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بنسبة‭ ‬4%‭ ‬مقارنة‭ ‬بتوقعات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬البالغة‭ ‬2‭.‬5%،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سيتطلب‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬اقتراض‭ ‬شهرية‭ ‬تبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬شيكل‭ (‬2,9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭) ‬في‭ ‬سوق‭ ‬السندات‭ ‬المحلية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬جمع‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬مليار‭ ‬شيكل‭ (‬6,1‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭) ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭. ‬وبحسب‭ ‬تقديرات‭ ‬‮«‬ميتاف‮»‬‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬ستنمو‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬62%،‭ ‬مقارنة‭ ‬بنحو‭ ‬59%‭ ‬اليوم‭. ‬ويأتي‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تراجع‭ ‬متوقع‭ ‬في‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬8%‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬وإلى‭ ‬2%‭ ‬في‭ ‬2024‮»‬‭.‬ نفقات‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬تكلف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬نحو‭ (‬250‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭) ‬وسيزداد‭ ‬الإنفاق‭ ‬الإجمالي‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬القتال،‭ ‬بل‭ ‬وربما‭ ‬يتلقى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ضربة‭ ‬مالية‭ ‬واقتصادية‭ ‬أيضا،‭ ‬وذلك‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬الركود‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وبالذات‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمال‭ ‬والمعاملات‭ ‬لمختلف‭ ‬المصالح‭ ‬التجارية‭.‬ ‭ ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬ذكرت‭ (‬دائرة‭ ‬الإحصاء‭ ‬المركزية‭ ‬الإسرائيلية‭) ‬أن‭ ‬استطلاعاتها‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري‭ ‬الذي‭ ‬أصيب‭ ‬بشلل‭ ‬شبه‭ ‬تام،‭ ‬وكذلك‭ ‬سوق‭ ‬وحركة‭ ‬العمالة،‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬764‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬عاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬18%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬والذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬مليون‭ ‬عامل‮»‬‭. ‬أما‭ (‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلية‭) ‬فرجحت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬انتشارها‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬احتمال‭ ‬كبير‭ ‬بحدوث‭ ‬ركود‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬المقبلة،‭ ‬وخشيةٌ‭ ‬من‭ ‬تعطيل‭ ‬1‭.‬8‭ ‬مليون‭ ‬عامل‭ ‬يشكلون‭ ‬41%‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭.‬ ومن‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬التقديرات‭ ‬تشاؤما،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمحللي‭ (‬وول‭ ‬ستريت‭)‬،‭ ‬رجح‭ (‬بنك‭ ‬جي‭ ‬بي‭ ‬مورجان‭ ‬تشيس‭) ‬الأمريكي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ينكمش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنسبة‭ ‬11%‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سنوي‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الآثار‭ ‬ستكون‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬توسعت‭ ‬الحرب‭ ‬لتشمل‭ ‬جبهات‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬ ‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬تتعمق‭ ‬إذ‭ ‬ألحقت‭ ‬الضرر‭ ‬الفوري‭ ‬بقطاعات‭ ‬عديدة‭. ‬وتؤكد‭ ‬التقارير‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وتقارير‭ ‬مراكز‭ ‬أبحاث‭ ‬ومؤسسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬–لا‭ ‬محالة–‭ ‬ستشهد‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬لم‭ ‬تعرفها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬‮«‬القطاع‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الصرف‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يصعب‭ ‬حصره،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وإنما‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وقطاعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬باتت‭ ‬مشلولة‭ ‬رغم‭ ‬المساعدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬السخية‭ (‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬العسكرية‭).‬ مع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب،‭ ‬سيواصل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تلقي‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬ستعيق‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬نموا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬لربما‭ ‬يكون‭ ‬تنبؤ‭ ‬صحيفة‭ (‬نيويورك‭ ‬تايمز‭) ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬الهاجس‭ ‬الأكبر‭ ‬لدى‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬حين‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬احتمال‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬اقتصادية‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬بشرية‭ ‬مدمرة‮»‬‭.‬

مشاركة :