في ولاية فرجينيا الأميركية أيضاً هناك حرائق غابات مندلعة منذ بعض الوقت، وهي تأتي بعد حرائق الصيف الماضي التي شهدتها عدة ولايات مثل تكساس وفلوريدا بالإضافة إلى هاواي التي شهدت أكبر وأقسى حريق غابات منذ قرن مضى، إذ توسع حريقها وامتد ليقضي على مدينة لاهاينا التاريخية ذات الجاذبية السياحية العالية، تاركاً وراءَه آلاف البيوت المدمرة كانت تسكنها آلاف الأسر التي أضحت نارحة بلا مأوى. ورغم أن النتيجة هي ذاتها في كل مرة، أي مزيد من الخسائر الاقتصادية والبيئية وتلوث الهواء الذي يزيد من انتشار الأمراض التنفسية.. فإن الأسباب المؤدية لهذه الحرائق ما فتئت محل أخذ ورد بين المختصين من خبراء البيئة ومهندسي الغابات. والفرضية الأرجح بين كل الفرضيات المطروحة في بورصة تفسيرات حرائق الغابات المتكررة في الولايات المتحدة، هي تلك القائلة بأنها عرض من أعراض التغير المناخي، وفي الوقت نفسه فهي سبب آخر ينضاف إلى الأسباب الكامنة وراء تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري المؤدي إلى التغير المناخي نفسه وما يرتبط به من تداعيات وآثار كثيرة، ضمنها الجفاف الذي يؤدي إلى تيبس الأعشاب والأشجار في الغابات، مما يجعلها مهيأة للاشتعال، لاسيما خلال فصل الصيف حيث ترتفع الحرارة وتجف الينابيع المغذية لهذه الغابات. ومع أن الولايات المتحدة تملك من معدات إطفاء الحرائق ومكافحة انتشارها ما لا تملكه دولة أخرى على وجه الأرض، فإن الجهات المعنية فيها كثيراً ما عانت وتعثرت في مواجهة حرائق الغابات التي زادت وتيرتها على مدى الأعوام الماضية، في مؤشر آخر على خطورة التغير المناخي وما يرافقه من آثار وتداعيات على مختلف الصعد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، حتى بالنسبة للدول الأكثر تقدماً! (الصورة من خدمة «واشنطن بوست لايسنج اند سينديكيشن»)
مشاركة :