متابعة الخليج 365 - ابوظبي - باماكو- أ.ف.ب استؤنفت المعارك الضارية، الأحد، بين الجيش المالي والمتمرّدين الطوارق في منطقة كيدال (شمال)، معقل الانفصاليين والتي تشكل رهاناً أساسياً للسيادة بالنسبة للدولة المركزية، فيما يتحرّك الجيش باتجاهها، وفق ما أفاد مسؤولون عسكريون ومسؤولون منتخبون. وأكد كل طرف إحراز تقدم على الآخر خلال هذه الاشتباكات التي تقع، وفقاً لمصادر مختلفة، على بعد عشرات الكيلومترات من كيدال. ويتعذر معرفة حصيلة الخسائر البشرية أو الأضرار المادية أو التكتيكية بشكل مستقل. وقال الجيش الذي تحرك نحو كيدال نهاية الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي: إنه سجل تقدماً كبيراً للغاية بفضل مشاركة الإمكانات الجوية والبرية. وأكد أنه قام بتفريق القوات المعارضة. من جانبه، أشار «الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية»، وهو ائتلاف من الفصائل المتمردة المسلحة، على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى أنه قام بمحاصرة جنود ماليين ومقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية التي استعان بها المجلس العسكري الحاكم في عام 2021، في هضبة تبعد 25 كيلومتراً من كيدال، مؤكداً أن كل أجنحتهم عاجزة. وتعقّد استحالة الوصول إلى المنطقة بسبب انعدام الأمن وموقعها الجغرافي، الحصول على معلومات عن الأحداث. وقطع الانفصاليون خطوط الهاتف في كيدال الجمعة، استعداداً على ما يبدو لعملية الجيش. وأفاد مسؤول منتخب طلب عدم الكشف عن هويته لشدة حساسية الوضع: «استؤنف القتال قرب كيدال. نسمع أصوات الصواريخ». وأشار مسؤول آخر إلى أنه شاهد طائرات الجيش تحلّق باتجاه كيدال، بينما غادر الجنود النفيس على بعد نحو 110 كيلومترات جنوباً، مزوّدين بأسلحة ثقيلة. وبدأت المعارك، السبت، مع تقدّم الجيش باتجاه كيدال، مؤذناً ببدء المعركة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية. وأعلن كل من الجيش والمتمرّدين على السواء التفوّق على الطرف الآخر. وتوقع عشرات الآلاف من سكان المدينة، المعقل التاريخي لحركات التمرد من أجل الاستقلال والتي تشكل تقاطعاً على الطريق المؤدي إلى الجزائر، مواجهة منذ أن عاود الطوارق الذين تمردوا عام 2012 وقبلوا وقف إطلاق النار في 2014، حمل السلاح في آب/أغسطس. وأصبح شمال مالي منذ الصيف مسرحاً لتصعيد بين الأطراف الموجودة هناك (جيش نظامي ومتمردون ومتطرفون). وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى الخروج، إلى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المتمردين ذلك فيما يعمل المتطرفون لاستغلال هذا الوضع لتعزيز قبضتهم على المنطقة.
مشاركة :