متابعة الخليج 365 - ابوظبي - مدريد- أ.ف.ب تظاهر مئات الآلاف من الإسبان، الأحد، بدعوة من الحزب الشعبي اليميني المعارض، للاحتجاج على قانون للعفو عن انفصاليين كاتالونيين طرحه رئيس الوزراء المكلف، بيدرو سانشيز، لقاء ضمان دعمهم له للبقاء في السلطة. وحشد التحرك مئات الآلاف في شوارع 52 مدينة كبيرة في إسبانيا، منتصف نهار الأحد، ليقولوا «لا للعفو» عن الانفصاليين، وفق أرقام صادرة عن مسؤولي محافظات عدة، ونقلتها وسائل إعلام محلية. وبعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، وقّع الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز، وحزب «معاً من أجل كاتالونيا»، اتفاقاً في وقت مبكر من صباح التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني، حسبما أشار الطرفان، من دون تقديم تفاصيل عن مضمونه. ويأتي هذا العفو المثير للجدل، والذي يعتبره قسم من المجتمع بمثابة انتهاك لسيادة القانون، بعد ستة أعوام على محاولة انفصال الإقليم الواقع في شمال شرق إسبانيا، في خطوة تسببت في عام 2017 بإحدى أسوأ الأزمات السياسية في التاريخ الحديث لإسبانيا. وقال زعيم الحزب الشعبي، وهو أبرز تشكيل في المعارضة اليمينية، ألبرتو نونييس فيخو، في خطاب ألقاه بمدريد: «لن نصمت حتى يتم إجراء انتخابات جديدة»، مؤكداً أن هذه التعبئة تتجاوز حدود أنصار الحزب. «زرع الشقاق» وكان نونييس فيخو، تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في يوليو/ تموز، لكنه فشل في تسميته رئيساً للوزراء، بسبب الدعم غير الكافي له في البرلمان. في المقابل، ضمن سانشيز الذي حلّ ثانياً في الانتخابات، الحصول على تصويت المجلس للاستمرار في منصب رئيس الوزراء، بفضل أصوات سبعة نواب ينتمون إلى حزب الانفصالي الكاتالوني، كارليس بوتشيمون، الشخصية الرئيسية في محاولة الانفصال عام 2017. ولقاء الحصول على هذه الأصوات، لبّى سانشيز مطلب النواب بإصدار قانون عفو عن قادتهم ونشطائهم الذين يلاحقهم القضاء بسبب ضلوعهم في محاولة 2017. والقانون الذي من شأنه أن يسمح بعودة بوتشيمون إلى إسبانيا، سيعتمده البرلمان بمجرد أن يصادق النواب على تعيين سانشيز رئيساً للوزراء. وتعتبر أحزاب اليمين في إسبانيا، إضافة إلى جهات قضائية، وحتى بعض الشخصيات المعتدلة في الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز، أن قانون العفو المطروح يتعارض ومبادئ المساواة ووحدة أراضي البلاد، وفصل السلطات. وفي مدريد تجمع نحو 80 ألف شخص بحسب أرقام رسمية، حاملين الأعلام الإسبانية في الساحة الرئيسية للمدينة لابويرتا ديل سول، وهتفوا «بيدرو سانشيز استقل». ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى «وضع حد للامساواة»، وأخرى تتهم سانشيز «بخيانة الأمة وزرع الشقاق». وقالت المحامية لورا دياز برناردو (31 عاماً) التي جاءت للتظاهر في مدريد مغطية جسدها بعلم إسباني، إنها لا تشعر «بالغضب والسخط فقط، ولكن أيضاً بالخوف»، إزاء التحالف بين سانشيز، وحزب بوتشيمون. وأعرب ألبرتو (32 عاماً) الذي يعمل مدرساً ويصوت لليمين، عن إدانته هذا الاتفاق «الذي وقع وراء ظهر جميع الإسبان الموجودين هنا». نتائج صناديق الاقتراع من جهته، دعا سانشيز، خلال كلمة أمام منتدى الاشتراكيين الأوروبيين في مدينة ملقة الإسبانية، السبت، الحزب الشعبي اليميني إلى «تقبّل نتائج صناديق الاقتراع وشرعية الحكومة التي سنشكلها قريباً». وهو يتولى رئاسة الحكومة الإسبانية منذ عام 2018. وكان حزب فوكس اليميني، أكد أنه سيلبي، الأحد، الدعوة إلى التظاهر التي أطلقها الحزب الشعبي، قبل أن يشارك في تظاهرات قرب مقار الحزب الاشتراكي الإسباني، على امتداد البلاد. وفي مدريد، دعا زعيم فوكس سانتياغو ابسكال، إلى تعبئة «دائمة»، و«متزايدة» ضد «الانقلاب»، الذي يمثله في رأيه الاتفاق بين الاشتراكيين وانفصاليي كاتالونيا. ويشكل المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي في مدريد هدفاً، منذ نحو أسبوع، لتحركات احتجاجية يومية يدعو إليها منظمون قريبون من حزب فوكس. وشهدت هذه التحركات غير مرة، خلال الأيام الماضية، مواجهات بين الناشطين وقوات حفظ الأمن الإسبانية.
مشاركة :