واشنطن - يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما سماها الضغوط العسكرية على حركة حماس، في إشارة للهجمات المكثفة برا وبحرا وجوا على قطاع غزة، جعلت من إمكانية التوصل لاتفاق للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية ممكنا وقريبا. لكن نتنياهو الذي أدلى بتصريحات لقناة شبكة إن بي سي الأميركية لم يأت على ذكر الرهائن وكثير منهم عسكريون بينهم ضباط، الذين أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مقتلهم في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وبدت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي محاولة لطمأنة أهالي الرهائن الذين نظموا مسيرات حاشدة وصلت إلى أمام مقره في تل أبيب واتهموه بالمسؤولية عن حياة ذويهم ودعوه للقبول بصفقة لتبادل الأسرى مع حماس. ومن بين الأسرى لدى الحركة الإسلامية الفلسطينية أجانب من عدة جنسيات وقد يكون نتنياهو حاول من خلال حديثه عن اتفاق قريب ومحتمل، أيضا طمأنة الدول الغربية التي تدعم عدوانه على غزة وترفض وقف إطلاق النار. ولدى سؤاله عن إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن النساء والأطفال والمسنين المحتجزين رهائن لدى حماس في قطاع غزة، أجاب "ذلك محتمل، ولكن كلما قللت كلامي عن هذا الموضوع، ازدادت فرص تحقّقه". وحاول بهذه الإجابة التهرب من هذا الموضوع إذ يشكل موضوع الرهائن ضغطا متزايدا على رئيس الوزراء الإسرائيلي. واعتبر أن الأمور تتقدم بفضل الضغوط العسكرية الإسرائيلية، قائلا "لم نكن قريبين على الإطلاق من التوصل إلى اتفاق، حتى بدأنا العمليات البرية... في اللحظة التي بدأنا فيها العمليات البرية، بدأت الأمور تتغير". وأضاف "الضغط على قادة حماس هو ما يمكن أن يؤدي إلى اتفاق، وإذا أتيح اتفاق فسنتحدث عنه عندما يكون قائما، وسنعلن عنه إذا تم التوصل إليه". ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حوالي 240 شخصا تم احتجازهم رهائن في قطاع غزة خلال اليوم الأول من هجوم حماس. ومن بين المحتجزين ما لا يقل عن ثلاثين قاصرا، بينهم أطفال، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وقال مسؤول فلسطيني في غزة طالبا عدم الكشف عن هويته إن بنيامين نتنياهو "مسؤول عن تعطيل وإعاقة الوصول لاتفاق مبدئي للإفراج عن عدد من أسرى المقاومة"، مضيفا أن "المقاومة في الميدان لا تتأثر بسير المفاوضات". كما سئل رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قضية المستشفيات في غزة، الواقعة في مرمى النيران مع احتدام القتال، وخصوصا مستشفى الشفاء حيث آلاف من المرضى والنازحين. وقال في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية "لا سبب يمنع إخراج المرضى من هناك"، مضيفا "نطلب منهم المغادرة... إننا نساعدهم عبر إنشاء ممرات آمنة... لقد حددنا طرقا تؤدي إلى منطقة آمنة إلى الجنوب من مدينة غزة"، مؤكدا أنه تم إجلاء حوالي مئة مريض من مستشفى الشفاء. وزعم كذلك أن إسرائيل عرضت تقديم الوقود لمستشفى الشفاء في غزة والذي توقف عن العمل في خضم قتال عنيف مع حماس، مضيفا أن حماس رفضت استلامه. وجاء ذلك في إطار رد نتنياهو على سؤال لشبكة إن.بي.سي الإخبارية عما إذا كانت مزاعم إسرائيل بأن حماس لها مركز قيادة تحت المستشفى الرئيسي في غزة تبرر تعريض حياة المرضى والأطفال للخطر. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بالعكس، عرضنا في الواقع الليلة الماضية منحهم ما يكفي من الوقود لتشغيل المستشفى وتشغيل الحضانات وما إلى ذلك لأننا ليس لدينا معركة مع المرضى أو المدنيين على الإطلاق". وقال الجيش الإسرائيلي إنه مستعد لإجلاء الأطفال من مستشفى الشفاء اليوم الأحد لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إن من بالداخل ما زالوا محاصرين وإن ثلاثة أطفال حديثي الولادة توفوا والعشرات عرضة للخطر بسبب انقطاع الكهرباء. كما أن القتال مستعر على مقربة من المستشفى. وسُئل نتنياهو عما إذا كان لدى إسرائيل خطة لتوصيل الوقود إلى غزة لتشغيل المستشفيات، فقال "عرضنا على مستشفى الشفاء الوقود، لكنهم رفضوا. وتابع "حماس التي تختبئ في المستشفيات وتتمركز هناك، لا تريد الوقود للمستشفى... يريدون الحصول على الوقود الذي سيأخذونه من المستشفيات لأنفاقهم، إلى آلة الحرب الخاصة بهم". وتنفي حماس مزاعم إسرائيل بأن لها مراكز قيادة تحت مستشفى الشفاء ومستشفيات غزة الأخرى.
مشاركة :