تواصل طائرات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي حصار مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة وقصفه، بعد أن تمركزت الدبابات الإسرائيلية في محيطه. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن طائرات الاحتلال ومدفعيته دمرت بالكامل أقسام القلب والولادة والعيادات الخارجية، إضافة إلى استمرار عمليات القصف على باقي أقسام المستشفى، الذي يوجد فيه نحو 1300 جريح ومريض ومئات النازحين، لافتة النظر إلى أن دبابات الاحتلال تطلق النار على كل ما هو متحرك داخل المستشفى، وسط تحذيرات من وفاة مئات الجرحى والمرضى، إضافة إلى عشرات الأطفال الخدج، في ظل انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود والمياه، واصفة الوضع داخل مستشفى الشفاء -أكبر مستشفيات قطاع غزة- بالكارثي. من جانبها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن عشرات الشهداء ما زالوا في ثلاجات الموتى، ولم يتمكن ذووهم من دفنهم في ظل كثافة القصف الإسرائيلي وحصار جميع محاور مدينة غزة، محذرة من انتشار الأوبئة الخطيرة داخل المستشفى في ظل انقطاع الكهرباء واستمرار الحصار عليه. وأكد مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، عقب استهداف القوات الإسرائيلية لمستشفى الشفاء، أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للأعمال العدائية في مرافق الرعاية الصحية، وحرمانها من الطاقة والغذاء والماء، وإطلاق النار على المرضى والمدنيين الذين يحاولون الفرار. وأشار إلى أن المستشفيات لها حماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، وأنه يجب أن تتخذ أي عملية عسكرية حول المستشفيات أو داخلها خطوات لحماية المرضى والعاملين الطبيين وغيرهم من المدنيين المحميين. وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أوتشا، تكثيف القصف الإسرائيلي والهجمات البرية حول المستشفيات في مدينة غزة، حيث أصيب عديد منها بشكل مباشر، كما تم إطلاق النار على المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من مستشفى الشفاء، وانقطعت الكهرباء عن مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، كما تعطلت مولدات الكهرباء في مستشفى القدس. وبين أنه بلغت حصيلة القتلى منذ بدء الصراع أكثر من 192 شخصا من الأطقم الطبية، و101 من موظفي الأونروا، كما قتل 18 من أفراد الدفاع المدني الفلسطيني و44 صحافيا فلسطينيا. وأكد استمرار فرار عشرات الآلاف من النازحين داخليا من الشمال إلى الجنوب، فيما يكافح مئات الآلاف الذين بقوا للحصول على الضروريات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة، ويثير استهلاك المياه من مصادر غير آمنة مخاوف جدية بشأن الجفاف وانتشار الأمراض المنقولة.
مشاركة :