شراكة «الإمارات للدراسات» و«الكونغرس العالمي للإعلام» تعزز منظومة النجاح

  • 11/12/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تمثل الشراكة بين مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية و«الكونغرس العالمي للإعلام»، متمثلة في اختيار المركز ليكون «الشريك المعرفي» في الدورة الثانية لـ«الكونغرس» التي تنطلق يوم غد الثلاثاء 14 نوفمبر 2023، نموذجاً لقدرة المؤسسات الوطنية في دولة الإمارات على التعاون من أجل تعزيز النجاحات واستدامتها، خاصة أن «الكونغرس العالمي للإعلام» يُنظم بالشراكة بين مؤسستين وطنيتين كبيرتين، هما «شركة أبوظبي الوطنية للمعارض» (أدنيك) ووكالة أنباء الإمارات (وام). تشكِّل هذه الشراكة جزءاً أصيلاً ضمن ثقافة العمل في الدولة، وهي القدرة على بناء الشراكات المثمرة بين مختلف الجهات ذات الصلة لإنجاز أي مشروع أو مهمة أو هدف وطني تُكلَّف به إحداها، مما يعزز من مسيرة العمل المشترك لما فيه مصلحة الإمارات في مختلف الميادين ولا سيما مجال المعلومات والأبحاث والدراسات الاستراتيجية. وتوفر هذه الشراكة، وفقاً لبنود مذكرة التفاهم الموقعة في هذا الشأن، فرصة لاستثمار مخرجات الكونغرس العالمي للإعلام من أوراق بحثية وأطروحات ومبادرات، في دعم صناعة الإعلام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. كما يمكن لفريق الخبراء من الشركاء تطوير هذه المخرجات مستقبلاً وإتاحتها للراغبين في الاستفادة منها، سواء في تطوير الأداء الإعلامي وتحديثه، أو توفير مواد تدريسية رصينة تدعم عملية تأهيل أجيال متميزة من دارسي الإعلام وطلابه، أو إثراء المكتبة الأكاديمية ببحوث ودراسات تواكب أحدث التطورات في مجال الإعلام، ليستفيد منها الباحثون المختصون. وقد نجح «الكونغرس العالمي للإعلام»، ومنذ دورته الأولى في أن يُصبح رقماً مهمّاً ضمن أكثر الفعاليات تأثيراً في صناعة الإعلام في المنطقة والعالم، على النحو الذي عبَّر عنه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، بقوله إن «الكونغرس العالمي للإعلام.. نجح في رسم ملامح مستقبل قطاع الإعلام في العالم وتوحيد الجهود وتبادل الأفكار المبتكرة والحلول التقنية المتطورة». ويعود اختيار مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لموقع «الشريك المعرفي» إلى رصيده العلمي الضخم، واضطلاعه بقائمة طويلة من المهام، من بينها دعم صناعة القرار في دولة الإمارات من خلال منتجات نوعية، وتعزيز ثقافة البحث العلمي الجاد واستشراف المستقبل، وإثراء المجال المعرفي محليّاً وخليجيّاً وعربيّاً من خلال آلاف الفعاليات. وكان قطاع الإعلام أحد المحاور التي لقيت عناية المركز، وقدَّم فيها إضافات مهمة، سواء من خلال الفعاليات، أو الدراسات العلمية، أو الإسهام في المناقشات والسياسات والخطط التي ضمنت للمنظومة الإعلامية في الدولة الصدارة والتفوق. إثراء الحوار الفكري والاستراتيجي في قضايا تهم الشركاء وتخدم أجندة دولة الإمارات من النقاط المهمة ضمن هذه الشراكة، ولعل تنظيم جلسة خاصة ضمن أعمال الكونغرس تتناول دور مراكز الفكر في دراسة قضايا التغير المناخي، أحد الأمثلة المهمة في هذا السياق، كونها تعالج قضية تمثِّل أولوية على أجندة دولة الإمارات الاستراتيجية لموضوع الاستدامة والعمل المناخي وتتصاعد أهميتها مع اقتراب استضافتها «كوب 28»، وكون الاستدامة المحور الأول من بين أربعة محاور للدورة الحالية من «الكونغرس العالمي للإعلام»، إلى جانب الإعلام الرياضي، والابتكار في الإعلام وأحدث تقنياته، والشباب والتعليم ومستقبل الإعلام. ويزيد من أهمية هذا التعاون والشراكة الاستراتيجية قدرة الشركاء على تعظيم تكامل الطاقات والخبرات فيما بينهما، والاستفادة من نخبة مختارة من الخبراء العالميين، لعرض رؤاهم وخلاصة تجاربهم الفكرية والمهنية كما هو الحال في جلسات وحلقات النقاش، والذين يتم اختيارهم بعناية فائقة، ليمثلوا وجهات نظر علمية متنوعة، تدعمها خبراتهم الطويلة في مراكز فكرية كبرى حول العالم، وجامعات مرموقة، وفي مناصب تنفيذية رفيعة في كبريات المؤسسات الإعلامية. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى مساهمة المركز في تعزيز فرص الحوار والنقاش العلمي والبحثي ضمن أعمال الكونغرس من خلال تنظيمه لجلسات حوار استراتيجي في جناحه بـ«الكونغرس» طيلة أيام انعقاده الثلاثة، تتاح فيها الفرصة لخبراء وأكاديميين ومسؤولين مختصين عرض رؤاهم وتصوراتهم لصناعة الإعلام في ظل ثورة المعلومات والتقنيات المصاحبة لها من مختلف جوانبها، وواقع العمل الإعلامي ومستقبله، في ظل الاهتمام الكبير بدور الدولة المتنامي في صناعة الإعلام، والوجود الكثيف لكبرى المؤسسات الإعلامية فيها. وإذا كانت مقولة إن «الكل أكبر من مجموع أجزائه» المنسوبة إلى الفيلسوف اليوناني أرسطو، قد أظهرت في وقت مبكِّر من تاريخ الإنسانية المردود الإيجابي الكبير للشراكة، فإن الشراكة بين مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية و«الكونغرس العالمي للإعلام» تُعبِّر أفضل تعبير عن مضمون هذه المقولة، وما تنطوي عليه من قيم تستحق العمل من أجلها. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

مشاركة :