أعلنت مصادر فلسطينية اليوم (الأحد) عن عشرات القتلى والجرحى في تواصل هجمات إسرائيل على غزة وسط انهيار للمنظومة الصحية. وأفاد مسعفون وعمال إنقاذ بانتشال 18 قتيلا في غارات إسرائيلية استهدفت منازل مأهولة في منطقتي الفالوجة وسوق مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة. كما أعلنت مصادر طبية عن مقتل 8 فلسطينيين في غارتين على منزلين في مدينة غزة ومدينة دير البلح وسط القطاع. وصباح اليوم، انتشل مسعفون جثث ثلاثة قتلى وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. ومنذ أمس السبت، امتنعت وزارة الصحة في غزة عن تحديث قائمة حصيلة إجمالي القتلى الفلسطينيين على إثر تعرض المستشفيات لهجمات جوية ومدفعية وحصار بعضها وانهيار الخدمات والاتصالات في مستشفيات مدينة غزة وشمالها. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن حصيلة ضحايا هجمات إسرائيل تجاوزت 11 ألفا و100 قتيل، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وامرأة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 28 ألف جريح. وبحسب المكتب الإعلامي، واصل الطيران الإسرائيلي غاراته وقصفه في محيط مجمع الشفاء الذي خرج عن الخدمة منذ أمس، ما يعني خروج الأجهزة التي تمد المرضى بالحياة ومن بينهم الأطفال الرضع. وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة للصحفيين إن مجمع الشفاء الطبي الأكبر في القطاع ما يزال محاصرا تماما والقصف مستمر في محيطه. وذكر القدرة أن خمسة جرحى على الأقل توفوا في الساعات الأخيرة نتيجة عجز طواقمنا على معالجتهم إثر انقطاع الكهرباء جراء توقف المولدات الكهربائية لنفاد الوقود. وأوضح أن القصف المتكرر على مجمع الشفاء الطبي يمنع الأطقم المختصة من إخراج 100 قتلى تمهيدا لدفنهم. في المقابل، نفى مسئول عسكري إسرائيلي استهداف مجمع الشفاء أو حصاره، مشيرا إلى أن الاشتباكات مع ناشطي حماس تقع في محيط منطقة المجمع. في هذه الأثناء، أعلنت مصادر طبية عن مقتل طبيبين وإصابات بين نازحين جراء قصف إسرائيلي فجر اليوم استهدف مستشفى مهدي للولادة غرب غزة. وتحدثت المصادر عن تلقيها مناشدات من داخل مستشفى مهدي للولادة بشأن وجود قتلى وجرحى بعد تعرض ساحة المستشفى لقصف مدفعي إسرائيلي. فيما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني من أن الرضع الفلسطينيين في غزة باتوا يعانون من الجفاف بسبب انقطاع حليب الأطفال بفعل الإغلاق الشامل المفروض على القطاع. وشهد معبر رفح بين غزة ومصر أمس دخول ما مجموعه 53 شاحنة تحمل المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الصحية والمياه المعبأة والبطانيات إلى القطاع. وبذلك يرتفع عدد الشاحنات التي دخلت غزة منذ 21 أكتوبر الماضي إلى 914 شاحنة، وهذا أقل بكثير من الكميات اللازمة لتلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص محاصر في غزة، بحسب الأمم المتحدة. بموازاة ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس في شمال بلدة بيت حانون ومنطقة أبراج العودة وشمال جباليا وفي بيت لاهيا شمال القطاع. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية باشتباكات في مدينة غزة وما حولها، وفي عدة مناطق في محافظة شمال غزة، وبدرجة أقل في المنطقة الوسطى من القطاع. وحافظت القوات البرية الإسرائيلية على الفصل الفعلي بين الشمال والجنوب، باستثناء الممر المؤدي إلى الجنوب. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته وسعت بمساندة برية وجوية عمليات التوغل داخل مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. وقال الجيش إن قواته تواصل تصفية نشطاء حماس يعملون لتوجيه عمليات هجومية في الضفة الغربية انطلاقًا من قطاع غزة. وفي نابلس بالضفة الغربية، قتل شاب فلسطيني اليوم (الأحد) متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمته نابلس في شمال الضفة الغربية بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وذكرت الوزارة في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أنها أبلغت من هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية بوفاة شاب يبلغ (34 عاماً) من بلدة برقة في نابلس متأثرا بإصابته برصاص إسرائيلي. فيما قالت مصادر محلية لـ((شينخوا)) إن قوات إسرائيلية داهمت بلدة برقة وشنت عمليات اقتحام وتفتيش وسط إطلاق نار، قبل أن تعتقل عددا من المواطنين وتحرق مركبة أحدهم، فيما أطلقت النار على شاب توفى على إثرها. وبذلك ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 186 في أنحاء الضفة الغربية. وشنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية طالت أكثر من 30 معتقلا، ليرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ بدء الحرب في غزة إلى أكثر من 2450 معتقلا. وخلال الـ 24 ساعة الماضية، قتل خمسة جنود إسرائيليين في غزة، ليصل إجمالي عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية إلى 47، وفقًا لمصادر رسمية إسرائيلية. في المقابل، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إنها تخوض مواجهة غير متكافئة مع الجيش الإسرائيلي الذي يتوغل داخل قطاع غزة، لكنه تكبد أثمانا باهظة. وأعلنت القسام عن توثيق تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية إسرائيلية تدميرا كليا أو جزئيا منذ بدء التوغل البري منذ قبل نحو أسبوعين، منها أكثر من 25 خلال الـ 48 ساعة الأخيرة. وأعلنت إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الماضي حالة الحرب لأول مرة منذ 50 عاما، ردا على هجوم غير مسبوق شنته حماس تخلله اقتحام مقاتليها لعدد من البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة.■
مشاركة :