الدمام - شريف احمد - انزلقت صناعة الشحن العالمي إلى حالة ركود هذا العام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وسط توقعات بأنه ربما تستمر هذه الظروف حتى النصف الأول من عام 2024، وفقًا لمسح جديد لقطاع سلاسل التوريد العالمي، قامت به شبكة سي إن بي سي الأمريكية. يعد ارتفاع المخزونات وتراجع الإنفاق الاستهلاكي أحد أهم الأسباب وراء التوقعات الهبوطية. وتم إجراء استطلاع سي إن بي سي لقطاع سلاسل التوريد خلال الفترة من 21 إلى 31 أكتوبر بين المديرين التنفيذيين في الخدمات اللوجستية من شركات عالمية عدة مثل "سي إتش روبينسون" و"دي إتش إل جلوبال" وغيرهم. يمنح هذا الاستطلاع المستثمرين نظرة مسبقة لمدة تتراوح مابين ثلاثة إلى أربعة أشهر حول توقعات مستهلكي التجزئة بناءً على عدد الطلبات المقدمة وكمية المنتجات التي سيتم نقلها المستودعات إلى المتاجر. قال آلان باير الرئيس التنفيذي لشركة "أو إل يو إس إيه" في الاستطلاع :"إن النتائج تشير إلى أن سوق الشحن لن يشهد نموًا يذكر خلال النصف الأول من عام 2024 مما يعني استقرار الأسعار أو أنها قد تميل إلى الانخفاض". وعبر باير عن أمله في أن يكون الانخفاض الذي قد يقع خلال النصف الأول من عام 2024، ويحدث الانتعاش في النصف الثاني من عام 2024 وكذلك أن يزيد حجم العمليات اللوجيستية. ذكر باير: "بدون المزيد من حركة الشحن سيستمر عام 2024 وربما عام 2025 في الاستمرار ضمن أسعار منخفضة مع تفوق القدرة على الطلب". تحصل شركات النقل بالشاحنات على أموال مقابل كل حمولة، كما أن التوقعات المنخفضة للطلبات تشير إلى احتمال انخفاض الإيرادات في موسم العطلات القريب. انقسم المسؤولون التنفيذيون في مجال الخدمات اللوجستية حول أسعار الشحن للربع الأول حيث توقع نصفهم ارتفاعًا بنسبة 5٪ بينما توقع النصف الآخر أن تظل الأسعار دون تغيير لتنخفض بنسبة تصل إلى 15٪. ويعتقد الأغلبية أن أسعار حمولات الشاحنات الكاملة لن تتغير أو تنخفض، في حين يتوقع 33% أن ترتفع الأسعار بشكل هامشي بنسبة 5%. صرح الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر فرايت" بأنه ستكون هناك "نقطة تحول جديدة قد تهز صناعة الشحن مع عدم قدرة نماذج الأعمال الأقل تنوعًا على العمل على أساس فعال من حيث التكلفة". وقال تيم روبرتسون الرئيس التنفيذي لشركة "دي إتش إل جلوبال فوراردينج أمريكاس":"لا أحد يتوقع أن يكون هناك قدر عالي من الثقة بشأن زيادة الطلب خلال موسم الذروة أو في العام المقبل". وذكر روبرتسون :"إن نتائج استطلاع سي إن بي سي يؤكد أن المناخ السوقي العام يحيطه به عدم اليقين في الوقت الحالي وإن هناك توقعات متضاربة بشأن المعدلات والأحجام وانخفاض الطلبيات على فئات من المنتجات مثل السلع المنزلية بالنسبة لبعض المشاركين وتتزايد بالنسبة للآخرين وهو ما يقول أن الشركات تقوم برهانات مختلفة فيما يتعلق باستراتيجيات المخزون الخاصة بها". ويظهر الاستطلاع توقعات بحدوث تحول طفيف في حجم الشحن في النصف الثاني من عام 2024. ويتوقع نصف المشاركين زيادة بنسبة 5% ومن بين الـ 17% الذين كانوا الأكثر تفاؤلاً، من المتوقع حدوث زيادة بنسبة 15%. ومع وجود الكثير من عدم اليقين بشأن طلب المستهلكين وأسعار الفائدة والاقتصاد العالمي ليس لدى معظم الناس توقعات إيجابية بشأن أحجام الشحن في النصف الأول من العام المقبل ولكن يمكن أن يشهد انتعاشًا في النصف الثاني من العام المقبل. يعتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع أن أسعار الشحن البحري للربعين الأول والثاني لن تتغير أو تنخفض بعد عام 2023 الذي ارتفعت فيه الأسعار بنسبة تصل إلى 50%. وبالنظر إلى الشحن الجوي، تتوقع الأغلبية أن تظل الأسعار دون تغيير وتنخفض من 10% إلى 20%. كان انخفاض أسعار الشحن إلى جانب انخفاض أحجام البضائع من بين الأسباب وراء إعلان شركة الشحن العالمية الرائدة ميرسك مؤخرًا عن تسريح 10000 عامل .
مشاركة :