وتحدث الطبيب أبو الريش عن "وفاة ستة أطفال خدج وتسعة مرضى في العناية المكثفة" بينما تدور مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية في شمال قطاع غزة، حيث تُحكم الدبابات الإسرائيلية الطوق حول مدينة غزة ومستشفياتها خصوصا، متهمة حماس بالتمركز فيها. لكن الحصيلة ارتفعت على ما يبدو مع إعلان وزارة الصحة التابعة لحماس بعد الظهر الاثنين أن حصيلة الوفيات بلغت منذ السبت "27 مريضا في العناية المكثفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي". والوضع متأزم خصوصا في مستشفى الشفاء، اكبر المؤسسات الاستشفائية في قطاع غزة. وقال يوسف أبو الريش، الموجود في المستشفى الذي يؤوي "نحو 20 ألف نازح" لوكالة فرانس برس إن انقطاع الكهرباء كان وراء وفاة الأطفال الستة والمرضى التسعة. والسبت، أعلن المستشفى أن لديه 39 طفلاً خديجًا وأن الممرضين يلجأون إلى "تدليك التنفس اليدوي" لإبقائهم على قيد الحياة. وأشار طبيب من منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية أيضًا إلى وجود 17 مريضًا في العناية المركزة في المستشفى. ولإعادة تشغيل المولدات، تشتد الحاجة إلى الوقود الذي تزداد ندرته بسبب "الحصار المُطبق" الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ويعيش سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة تحت تهديد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، مع توقع توقف مولدات وزارة الاتصالات كذلك عن العمل يوم الخميس. ونشر أطباءمشاهد على الإنترنت تظهرهم وهم يعملون على ضوء الشموع والمصابيح الكهربائية، أو بأضواء الهواتف المحمولة فقط، بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفيات. قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الأحد إنه "عرض تقديم بعض من الوقود لدى الجيش لتلبية الاحتياجات العاجلة لمستشفى الشفاء"، لكن "قيادة حماس تمنع المستشفى من تسلم الوقود". وفي صور ليلية نشرها الجيش الإسرائيلي مساء الأحد على موقع إكس، يمكن رؤية جنود وهم يضعون صفائح بالقرب من أحد المباني. وقال محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء لوكالة فرانس برس "الجيش (الإسرائيلي) اتصل بي مرتين وقال إنه سيتم توفير وقود للمستشفى في محطة عكيلة التي تبعد 500 متر عن المستشفى... أبلغني في البداية إنه سيوفر 2000 لتر ثم تراجع وقال فقط 300 لتر بشرط ألا تصل لحماس". وأضاف "قلت لهم إذا أردتم أن تساعدوا فإننا نحتاج إلى 8000 لتر على الأقل لتشغيل المولدات الرئيسية وإنقاذ مئات المرضى والمصابين، ثم رفضوا ولا نعرف ما هو عليه الوضع... نناشد بتوفير الوقود لإنقاذ المستشفى". وخارج المستشفيات، تحدث أبو الريش عن وجود "عشرات الشهداء ومئات المصابين ولا أحد يستطيع الوصول إليهم بسبب إطلاق النار على سيارات الإسعاف". وأضاف "الوضع خطير ونتلقى بلاغات عن نساء اضطررن إلى الولادة في الشارع أو في المنزل من دون قابلات". منذ عدة أيام يقول الجيش الإسرائيلي إنه فتح ممرات آمنة للسماح للنازحين بمغادرة المستشفيات. وتعقيبًا قال أبو الريش "تم إجلاء جميع المرضى والطاقم الطبي وتفريغ مستشفى الرنتيسي بالكامل (الأحد) تحت تهديد إطلاق النار من الجيش". اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس داخل الأراضي الإسرائيلية وقُتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وغالبيتهم في اليوم الأول منه. وردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما تقول إنها تهدف من خلاله إلى "القضاء" على الحركة الإسلامية. وهي تقصف قطاع غزة منذ ذلك الحين بلا توقف مخلفة وضعًا إنسانيًا كارثيًا. وفي الجانب الفلسطيني، خلفت الحرب 11180 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وبينهم 4609 أطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
مشاركة :