أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم (الاثنين) رفض أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها، معتبرا أن ذلك "سيفاقم الأزمة". وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله الثاني قال خلال لقاء في قصر الحسينية مع رئيسي مجلسي الأعيان والنواب ورؤساء وزراء سابقين وسياسيين إن أي سيناريو أو تفكير بإعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة. وتابع أن هذا أمر مرفوض ويعد اعتداء على الحقوق الفلسطينية. وأكد أنه لا يمكن للحل العسكري أو الأمني أن ينجحا، داعيا إلى ضرورة وقف الحرب وإطلاق عملية سياسية جدية تفضي إلى حل الدولتين. وشدد الملك على أهمية وحدة الأراضي الفلسطينية ودعم السلطة الشرعية، منبها إلى أن غزة يجب ألا تكون منفصلة عن باقي الأراضي الفلسطينية. وأكد الملك أن الأولوية القصوى اليوم هي لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الكافية، مطالبا المجتمع الدولي بوقف الكارثة الإنسانية في القطاع بشكل فوري احتراما للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. واعتبر أن ما تشهده غزة من عقاب جماعي وقتل للمدنيين وهدم كل المرافق الحيوية من مستشفيات ودور عبادة لا تقبله شرائع سماوية ولا قيم إنسانية. وأشار إلى أنه حذر بوضوح من أن الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس بما فيها هجمات المستوطنين ستدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة واتساع رقعة الصراع. وجدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على أن أصل الأزمة هو الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، وقال إن "الحل يبدأ من هنا، أي مسار آخر نتيجته الفشل والمزيد من دوامات العنف والدمار". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال مساء السبت الماضي خلال مؤتمر صحفي إن إسرائيل ستبقي في نهاية الحرب على "سيادة أمنية كاملة" في غزة مع السماح للجيش الإسرائيلي بالدخول إلى القطاع "من أجل القضاء على أي مخربين قد يخرجون في أي وقت". وتابع نتنياهو ردا على سؤال أنه لن يسمح بأن تتولى السلطة الفلسطينية زمام الحكم في غزة، قائلا إنه "لا يمكن لسلطة لم يبد رئيسها استنكارا للمذبحة بعد 30 يوما من وقوعها أن تتواجد في غزة... يجب أن يكون في غزة شيء آخر، قد نتعرض لضغوط لكنني لا أنوي التراجع في هذا الصدد". ومنذ السابع من شهر أكتوبر الماضي تشن إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" قتل خلالها حتى الآن أكثر من 11 ألف فلسطيني بعدما شنت الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق أسمته "طوفان الأقصى" على إسرائيل، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، بحسب السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :