يبرز وادي "الديسة" - 200 كم - جنوب غرب مدينة تبوك بصفته وجهة سياحية، نظراً لما يتمتع به من طبيعة ساحرة وجميلة وما تحتضنه من آثار تشهد على حضارات قديمة مرت وعاشت بها، إضافة إلى ما يجاورها من وديان ومعالم جذابة. وتقع "الديسة" في وادي داما المشهور بروعته وطبيعته المكونة من الرمال الحجرية، والطقس شبه المعتدل صيفاً ودافئًا في الشتاء، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 400 متر، مما أهلها لتصبح منطقة زراعية تنتج أفضل الخضروات والفواكه ومنها: المانجو ذات الجودة العالية، و النخيل، وأشجار القصب، وورق البردي الكثيفة طوال العام. وفي "الديسة" يفيض الماء العذب من العيون ويتقطر من بين الجبال شديدة الارتفاع الشامخة على مدار العام فتلقي الرواسي بظلالها الوارفة من هاماتها العالية ليستظل بها قاصدو الديسة من المتنزهين والزوار سواءً من منطقة تبوك أو من بقية مناطق المملكة، بالإضافة إلى زائرين من خارج المملكة كباحثين يستمتعون بأجوائها التي تجمع كل مقومات السحر والجمال. وأبدى عددٌ من السياح الأجانب إعجابهم بما شاهدوه في وادي "الديسة"، واصفين طبيعتها الخلابة بالجمال الذي ينطق بالتفرد في كل شيء، عادين تجربتهم السياحية في وادي الديسة من أمتع التجارب التي عاشوها طوال فترة إقامتهم بالمملكة. وقال يورغن موور من دولة إستونيا: "أنا مندهش جداً بأن أشاهد هذه الطبيعة الخلابة، فلم يكن لدي أدنى فكرة عن هذا المكان الممتع، ولقد رأينا الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى الأشكال الصخرية العجيبة التي لم نشاهد مثيلها من قبل، وإني أدعو الجميع لزيارة هذا المكان الذي سيجدون فيه حرفيًا شيئًا لم يعيشوه من قبل، ومختلفًا عن أي مكان آخر رأوه خلال حياتهم". فيما قالت السائحة البريطانية ماري بيريز : "أنا هنا اليوم لاستكشاف وادي الديسة، وأنا منبهرة بمدى خضرته وجماله، وعندما تستكشف المملكة العربية السعودية لا تتوقع رؤية الكثير من المساحات الخضراء الرائعة في وسط الصحراء، فإلى جانب ذلك ستجد الناس ودودين للغاية، حيث أظهروا جميعًا الترحاب بنا طوال الوقت، ولقد كان من الرائع جدًا اكتشاف هذا الجزء من المملكة، وأعتقد أنه سيكون من الرائع أيضاً تشجيع المزيد من الأشخاص على اكتشاف هذا الموقع الجميل. أما السائحة الهندية سارة كاشا فقد ذكرت بأنها قارئة جيدة عن السياحة في المملكة، وتعرف الكثير عن المواقع المتفردة في طبيعتها، ولكن ما شاهدته وأصدقائها على أرض الواقع لم تنصفه القراءة، فالطبيعة على حد وصفها متفردة في كل شيء، والناس يمتازون بالدفئ والضيافة، مؤكدةً أنها ستوصي من تقابله ويرغب المجيء إلى المملكة بزيارة وادي الديسة الغني بالكثير من الثقافة والتاريخ والجمال. فيما أكدا السائحين بفيك انديانا القادم من إسبانيا وجو تتريش القادم من سويسرا أنهما أمضيا معاً في منطقة الديسة التي جمعتهما على اختلاف أعراقهم؛ وقتاً ممتعاً ومليئاً بالتجارب التي لاتُنسى، حيث تعرفوا على تشكيلات طبوغرافية وتضاريس لم يكونوا قد زاروها أو سمعوا عنها من قبل، مؤكدين في ذات الوقت بأنهم سيعودون إلى الأماكن التي زاروها مرة أخرى لما وجدوا فيها من ترحيب كبير وجمال في الطبيعة التي فاقت ماكانوا يتوقعون أو عنها قد سمعوا.
مشاركة :